ـ[طلال العولقي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 12:04 ص]ـ
ومن أكثر من فصل في هذه المسألة عالم اللسانيات تشومسكي بنظريته في اختلاف اللغات ظاهراً وتشابهها باطناً
.
نفع الله بكم أخي الفاضل عبدالله ..
لو فصلتم قليلاً في مراد "نعوم تشاموسكي" -أو ناؤوم كما يلفظونها - بمراده تشابه اللغات باطناً ..
وسبب طلب التفصيل في مراده:
هل هو من جنس الذين قالوا بوحدة مبدأ اللغات؟
وهل مراده بالتشابه قسيم التطابق؟
أفيدونا أفادكم الله
- نفعنا الله بفوائدكم-.
ـ[عبد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
فقط كنبذة سريعة، قدم هذا اللغوي الشهير - والذي له مواقف سياسية عادلة يشكر عليها - النموذج الثنائي المعروف ب "التركيب السطحي" للغة و "التركيب العميق" للغة.
فالتركيب السطحي هو ناتج ما يسميه هذا العالم "النحو التوليدي" وهو عبارة عن مجموعة القواعد النحوية "القياسية" التي تقوم بتجسيد المعاني في قالب العبارة النهائية الممثلة بالصوت، الذي هو، كما قال صاحب شرح التحرير، الجنس الأعلى للكلام.
أما التركيب العميق فهو الحالة الابتدائية للغة في الدماغ او العقل - على خلاف بين العلماء في تحديد مكان الأخير واستيفاء حدٍّ له - قبل خضوع المعنى لمجموعة القوانين النحوية في لغة ما. وعندما تتعرض المعاني العميقة لعمل "النحو التحويلي" فإن أجزاء كثيرة من المعنى تتعرض لواحد من ثلاثة أشياء أو اثنين، أو لهم في نفس الوقت: التشويه، الاختزال، التعميم (وهذه تفصيلها خارج موضوعنا).
هذا بالنسبة للغة الواحدة.
أما بالنسبة لتشابه اللغات باطنياً، فهذا يتعلق بما أسماه تشومسكي "الكليات النحوية" (******** universals) - وهي نظربة طورها من عمل سابقيه - التي تقول أن لغات البشر كلها تتحكم فيها قوانين نحوية يمكن حصرها، معرّفة تنتظر من يكتشفها ويقيدها، فالتأخير والتقديم والتبديل والتقدير فيما بين الكلمات ظواهر لا تكاد تخلو منها لغة من اللغات وأما الاختلاف فيبدو لنا على "السطح" أي على ظاهر الجمل والألفاظ. ومن الأمثلة البسيطة، أنه لا يتصور خلو لغة من اللغات من أنواع الكلمة: الاسم، والفعل، والحرف. وهذه من الكليات اللغوية. كذلك قاعدة الإضمار، لا تكاد تخلو منه لغة، وهكذا. وبالمناسبة، هنا فائدة لطيفة، فقد رأيت إشارة جميلة لابن الخباز إذ يقول أن أنواع الكلمة من حيث هي اسم وفعل وحرف ليس مقتصرا على لغة من اللغات دون أخرى، بل هي في كل لغة، لأن الدليل على ذلك عقلي، كما أنه لا بد من وجود "حدث" و "محدِث" و "واسطة" فالأول الفعل والثاني الاسم والثالث الحرف، او كما قال وهو في شرح شذور الذهب.
ـ[الزقاق]ــــــــ[03 - 02 - 06, 08:05 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
لقد أعجبني إخوتي أن أثرتم هذا الموضوع الشائق فأحببت أن أدلو بدلوي و أذاكركم بعض مسائله
أولا لدي ملاحظة على التفريق بين اللغات السماعية و القياسية فأقول إن الذي يبدو لدى التأمل أن كل اللغات في أول أمرها سماعية تقل فيها القواعد المطردة و لكن كلما نمت و عملت فيها يد الحضارة ازداد الجانب القياسي و اضمحل الجانب السماعي حتى يغدو شاذا كما هو الحال في العربية الفصحى التي تكونت في القرن الثالث الهجري و هي التي تعتبر المرجع اليوم و يرجع ارتباط الحضارة بالقياس إلى انتشار اللغة بين شعوب أخرى تضطر إلى التبسيط و مراعاة نهج تترك ما يند عنه و لا أجدني ملزما بالإطناب لإبراز هذا الارتباط في حالة العربية و دور الموالي في بلورة نحو العربية:
ماذا لقيت من المستعربين و من "" قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا ...
و لعل العربية هي أكثر اللغات قياسا و كذلك اللغة الفرنسية فإنها لانتشارها في القرون الأخيرة غدت قليلة الشواذ irrégulier و أما اللغة الإنجليزية فلا تزال في أول هذه الطريق و المتأمل لحالها يدرك أنها ستفقد بعالميتها كثيرا من طابعها السماعي.
الملاحظة الثانية:
¥