تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 02, 07:58 م]ـ

3/ قال: [إن زيارته ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيارة لمسجده الذي ورد في فضله قوله: " صلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " وزيارة قبور الأنبياء والصالحين بما فيها من التبرُّك إلى جانب ما ذكر، مُسْتَحَبَّة، كما قال الإمام الغزالي في كتابه " الإحياء " والتبرُّك في حدِّ ذاته غير ممنوع،].

الجواب:

زيارة قبور الأنبياء والصالحين كزيارة غيرهم من المسلمين مستحبة بغير شد رحل، ولقصد السلام عليهم، والدعاء لهم، وتذكر الموت والآخرة والاتعاظ.

فهذا هو الذي يرجى من زيارة أهل القبور.

أما الظن بأن قبور الأنبياء والصالحين من مواطن إجابة الدعاء، وأنها أماكن مباركة فهذا باطل وزور، وهو شرك أصغر يؤدي بصاحبه إلى الشرك الأكبر.

إذ لا دليل على أن قبور الأنبياء والصالحين، بقع مباركة ترجى إجابة الدعاء عندها.

بل جاء النهي عن ذلك.

قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد)).

وهذا عام يشمل الدعاء والصلاة.

لأن اليهود من شركهم وكفرهم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم أماكن للصلاة والدعاء.

بل معظم صلاة النصارى إنما هي الدعاء بلا ركوع ولا سجود.

فالتبرك بالدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين من البدع الشركية لا من القربات الدينية الشرعية.

والله أعلم.

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 02, 07:59 م]ـ

4/ قال: [والتبرُّك في حدِّ ذاته غير ممنوع، لكن قد تكون له مظاهر لا يوافق عليها الدين، منها:

1 ـ الطواف حول القبر، وهو مكروه لما فيه من التشبُّه بالطواف حول البيت الحرام.].

الجواب:

1 - بل التبرك بقبور الأنبياء والصالحين بحد ذاته بدعة شركية.

ودعاؤهم شرك أكبر مخرج من الملة.

أما زيارتهم –بغير سفر خاص للقبور- والسلام عليهم، والدعاء لهم، وتذكر الموت والآخرة فهذا مستحب ويقرب إلى الله.

2 - أما الطواف حول القبور فهو محرم من كبائر الذنوب وليس مكروها فقط كما زعم.

لأن الطواف عبادة وقربة خاصة، ولا تكون إلا حول الكعبة، فالطواف حول القبور من البدع والمحدثات وقد يكون شركا أكبر.

فالطواف حول القبور له حالتان:

الحالة الأولى: أن يطوف حول القبر متقرباً إلى الله، ظاناً أن هذا الطواف مشروع لبركة البقعة، فيتعبد الله بهذه الطريقة فهذا شرك أصغر، لأنه من البدع القادحة في التوحيد.

الحالة الثانية: أن يطوف حول القبر، متقرباً لصاحب القبر، كمن يذبح للقبر، أو ينذر للقبر، أو يستغيث بصاحب القبر فهذا كله شرك أكبر، فكذلك إذا طاف لصاحب القبر.

لأنه يكون عابداً صاحب القبر فيكون مشركاً بالله.

ومثله السجود للقبر فهو شرك أكبر وكذلك الطواف تقرباً لصاحب القبر.

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 02, 08:01 م]ـ

5/ قال: [2 ـ التمسُّح بالقبر وتَقْبِيله للتبرُّك، فقد قال فيه الإمام الغزالي: وليس من السُّنة أن يمسَّ الجدار ولا أن يُقَبِّله، بل الوقوف من بعد أقرب إلى الاحترام.

وعن أحمد بن حنبل في ذلك روايتان. ففي " خلاصة الوفا " ما نصه: وفي كتاب العلل والسؤالات لعبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن الرجل يمس قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتبرَّك به ويُقَبِّله ويفعل بالمنبر مثل ذلك، رجاء ثواب الله تعالى، فقال: لا بأس به.

قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ: قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُمَسُّ ويُتَمَسَّح به؟ فقال: ما أعرف هذا.

ولعل رواية الجواز خاصة بالتبرُّك بالمنبر لا بالقبر، فقد جاء في " الإحياء " للغزالي عن التبرك بالآثار النبوية: ويُسْتحب أن يضع يده على الرمانة السُّفلى التي كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يضع يده عليها عند الخُطْبَة.

وجاء عن أحمد بن حنبل منقولاً عن ابن عمر قال ابن تيمية في كتابه " الصراط المستقيم ": ورخَّص أحمد وغيره في التمسُّح بالمنبر والرُّمانة التي هي موضع مقعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويده، ولم يرخص في التمسح بقبره، وقد حكى بعض أصحابنا رواية عنه في مسح قبره؛ لأن أحمد شيَّع بعض الموتى فوضع يده على قبر يدعو له، والفرق بين الموضعين ظاهر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير