تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(البدعة الصغرى) التي من أجلها يُرد الأثر؟!

ـ[الموحد 2]ــــــــ[24 - 01 - 04, 02:21 ص]ـ

سلامٌ من الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته. وبعد ..

قال الشيخ العلامة أحمد شاكر في شرحه لإختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير _ رحمهما الله تعالى _ (1/ 303) ما نصه: ((والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيراً من أهل البدع موضعاً للثقة والإطمئنان، وإن رووا ما يوافق رأيهم، ويرى كثيراً منهم لايوثق بأي شيء يرويه، ولذلك قال الحافظ الذهبي في " الميزان " (ج1 ص4) في ترجمة أبان بن تغلب الكوفي: ((شيعي جلد، لكنه صدوقٌ، فلنا صدقه، وعليه بدعته)). ونقل توثيقه عن أحمد وغيره.

ثم قال _ أي الحافظ فيما أفهمه من السياق _: ((فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدعٍ، وحد الثقة العدالة والإِتقان؟! فكيف يكون عدلاً وهو صاحب بدعةٍ؟! وجوابه أن البدعة على ضربين:

فبدعة صغرى، كغلو التشيع، أو التشيع بلا غلو ولا تحرق، فهذا كثُر في التابعين وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق، فلو رُدَّ حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية، وهذه مفسدة بيِّنة.

ثم بدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلوِّ فيه، والحط على أبي بكر وعمر _ رضي الله عنهما _، والدعاء إِلى ذلك، فهذا النوع لايُحْتَجَُ بهم ولا كرامة ...


أيها الأخوة الفضلاء يخرج من حديثنا ((البدعة الكبرى)) كما وصفها الحافظ ((بالرفض الكامل)) فهذا لا شأن لنا به الآن ولا إشكال فيه عندي.

الإشكال _ ولعله في عدم فهمي لسياق كلام الحافظ _ حينما شرح معنى قوله: ((فبدعة صغرى)) فقال في توضيح البدعة الصغرى أنها: ((كغلو التشيع، أو التشيع بلا غلو ولا تحرق)).

فالذي أفهمه أن البدعة الصغرى من قوله _ رحمه الله _: ((أو التشيع بلا غلو ولا تحرق)). فقط تشيعٌ من غير غلو ومن غير تحرق.

لكن!! كيف يكون ((غلو التشيع!!)) بدعة صغرى؟! فهو قد أعطى معنى ((البدعة الصغرى)) وصفين، الأول: _ وهو محل الإشكال عندي _: ((كغلو التشيع)). الثاني _ وليس عندي فيه فهمه إشكال _: ((أو التشيع بلا غلو ولا تحرق)) فهذا ظاهر بأنه بدعة صغرى ومثَّل له بإنتشاره بين التابعين وتابعيهم وأن ردَّه يوجب رد جملة الآثار النبوية، فهو بدعة صغرى، في مقابلة البدعة الكبرى كما وصفه _ رحمه الله _ بـ ((كالرفض الكامل والغلو فيه)).

فوجه الإشكال مرة أخرى هو في الوصف الأول للبدعة الصغرى بقوله _ رحمه الله _: ((كغلو التشيع!!)).

هذا مالم أفهم معناه؟؟ ((غلو التشيع)). كيف يكون بدعة صغرى وهو ((غلو التشيع)).
وأرجوا من الأخوة توضيحه لي، لعل جوابه فيما بعده من كلام؟؟ أو في موضع آخر؟؟
الله أعلم.

ودمتم سالمين.
ـــــــــ

ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 01 - 04, 10:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم محل الإشكال عندك في فهم كلام الذهبي رحمه الله تعالى أم فيما قرره رحمه الله؟

إن كان الأول فالأمر بسيط وهو أن الذهبي رحمه الله تعالى جعل البدعة قسمين صغرى وكبرى وجعل الأولى منهما قسمين تشيع وغلو فيه والكبرى قلت أنها واضحة فلا إشكال.

أما إن كان الإشكال هو ذات ما قرره الذهبي رحمه الله تعالى، ورأيتَ من الغريب أن يكون الغالي في التشيع ثقة فهذا جوابه سهل ولله الحمد، ما عليك إلا أن تنظر في دواوين الحديث التي عرف أصحابها بالانتقاء لترى من هذا الضرب كثير وعلى سبيل المثال عدي بن ثابت الأنصاري وأبان بن تغلب الذي ذكرته وهما من رواة مسلم والأربعة فيما أحسب وعدي روى له البخاري رحمهم الله تعالى جميعا، ولا يقال لم يرو لهما مسلم رحمه الله تعالى في الأصول كعادة البعض، بل روى لهما جميعا في الأصول وروى لعدي ما يوافق بدعته فتدبر ....

أخوكم أبو بكر.

ـ[الموحد 2]ــــــــ[24 - 01 - 04, 04:40 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو بكر.

نعم الإشكال في الوصف الأول (غلو التشيع) كيف يكون بدعة صغرى؟!

ومن ثم تقبل هذه الرواية عنه؟!

فالغلو هو الرفض بل قد يكون أشد!!

أرجوا التوضيح؟؟

ـ[الموحد 2]ــــــــ[25 - 01 - 04, 02:44 ص]ـ
للرفع.

ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[25 - 01 - 04, 10:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم الموحد جزاك الله تعالى خيرا
نقلتَ عن الذهبي رحمه الله تعالى قوله:
فبدعة صغرى، كغلو التشيع، أو التشيع بلا غلو ولا تحرق، فهذا كثُر في التابعين وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق، فلو رُدَّ حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية، وهذه مفسدة بيِّنة.
ثم بدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلوِّ فيه، والحط على أبي بكر وعمر _ رضي الله عنهما _، والدعاء إِلى ذلك، فهذا النوع لايُحْتَجَُ بهم ولا كرامة.

ثم قلتَ فيما بعد:
نعم الإشكال في الوصف الأول غلو التشيع كيف يكون بدعة صغرى؟!
ومن ثم تقبل هذه الرواية عنه؟!
فالغلو هو الرفض بل قد يكون أشد!!

أخي الكريم كيف قررت أن الغلو هو الرفض وكلام الإمام الذهبي رحمه الله تعالى يأباه وهو واضح جلي، فهو ذكر في الصغرى التشيع وفي الكبرى الرفض، وجعل التشيع قسمين بغلو وبدون غلو وكلاهما مقبول، ثم ذكر الرفض وبينه، والحاصل أن الغلو في التشيع لا يصل إلى درجة الرفض والله تعالى أعلم وقد ذكرت لك المثال فيما تقدم.

أخوكم أبو بكر.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير