تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 08:06 ص]ـ

قالت فاطمة بنت قيس – رضي الله عنها –:

((نَكحتُ ابنَ المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذٍ، فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، فلما تأيّمت؛ خطبني عبدالرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –وخطبني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على مولاه أسامة بن زيد، وكنت قد حُدّثت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

((من أحبني؛ فليحب أسامة)).

فلما كلمني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قلت: أمري بيدك؛ فأنكحني من شئتَ.

فقال:

((انتقلي إلى أم شريك)).

وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان.

فقلت: سأفعل.

فقال:

((لا تفعلي؛ إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فأني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك؛ فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم)).

وهو رجل من بنى فهر قريش، وهو من البطن الذي هي منه، فانتقلتُ إليه، فلما انقضت عدتي؛ سمعت نداء المنادي منادي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينادي: الصلاة جامعة؛ فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاته؛ جلس على المنبر وهو يضحك، فقال:

((ليلزم كل إنسان مصلاه)). ثم قال:

((أتدرون لم جمعتكم؟)).

قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال:

((إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم ..... )) الحديث.

قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وطعن بمخصرته في المنبر:

يعني المدينة.

((هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ..... )) الحديث.

أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (4/ 567 – 570/ 2942)، وأبوداود في ((سننه)) (4/ 118 و119/ 4326 و 4327)، والنسائي في ((المجتبى)) (7/ 70)، والترمذي في ((الجامع)) (2/ 1354 – 1355/ 2253)، وابن ماجه في ((الجامع)) (4/ 521 – 522/ 4074) من طرق عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، به.

قال الترمذي: ((حديث حسن صحيح)).

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 08:09 ص]ـ

عن هشام بن عروة قال:

((رأيت عبدالله بن الزبير بمكة يصعد المنبر يوم الجمعة، وفي يده عصا فيسلم، ثم يجلس على المنبر، ويؤذن المؤذنون، فإذا فرغوا من آذانهم؛ قام فتوكأ على العصا، فخطب، فإذا فرع من خطبته؛ جلس دون أن يتكلم، ثم يقوم فيخطب، فإذا فرغ من خطبته؛ نزل)).

أثر صحيح، أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (14/ 38) من طريق علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه عبدالرزاق في ((مصنفه)) (3/ 288 / 5659) عن الثوري، عن هشام بن عروة، به مختصراً

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 08:10 ص]ـ

عن طلحة بن يحيى قال:

((رأيت عمر بن عبد العزيز يخطب وبيده قضيب)).

أثر صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (1/ 482 / 5563) قال: حدثنا وكيع، عن طلحة بن يحيى، به

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 08:17 ص]ـ

حكم الاتكاء على القوس أو العصا في الخطبة:

قال بسُنّية الاتكاء على القوس أو العصا في الخطبة المالكية (1) والشافعية (2)، والحنابلة (3)، وبعض الأحناف (4).

واستدلوا ببعض الأحاديث التي ذكرناها، وبأن ذلك أعون له، وأهدأ لروعه.

وأيضاً فإن مالك استدل بأن ذلك من عمل أهل المدينة، فقد قال: ((وهو من عمل الناس القديم)) (5).

قلت: وهذا العمل يجري مجرى النقل عن النبي

– صلى الله عليه وسلم –، وهذا العمل حجة، ولا يُعرف عمل قديم لأهل المدينة خالف سنة صحيحة (6).

وقال بالكراهة بعض الأحناف (7).

واستدلوا بأنه يُخالف السنة!!

وهذا القول حكايته تُغني عن التدليل على بطلانه.

والراجح:

أنه يُسن الاتكاء على القوس أو العصا في الخطبة؛ لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – له.


(1) انظر: ((المدونة)) لسحنون (1/ 151 – 156)، و ((الشرح الصغير)) لأحمد الدردير (1/ 169)، و ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (1/ 307).
(2) انظر: ((الأم)) للشافعي (1/ 200)، و ((المجموع)) للنووي (4/ 447)، و ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (2/ 463)، و ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/ 290).
(3) انظر: ((المغني)) لابن قدامة (3/ 23)، و ((المحرر)) للمجد بن تيمية
(1/ 151)، و ((الفروع)) لابن مفلح (2/ 119)، و ((الإنصاف)) للمرداوي (2/ 387)، و ((الروض المربع)) للبهوتي (ص 125).
(4) انظر: ((رد المحتار)) لابن عابدين (2/ 163).
(5) انظر: ((المدونة)) (1/ 156).
(6) انظر: ((عمل أهل المدينة)) لأحمد نور سيف (ص 113 – 132).
(7) انظر: ((حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح)) (ص 334).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير