الاول: اعتبار المسافة (المكانية) وهو قول اكثر أهل أهل العلم ويكاد ان يكون اجماعا في عصرنا من مشايخ أهل بلدنا. على اختلاف في هذه المسافة واكثرهم على الاربعة ابرد وهو قول الائمة الثلاثة ما عدا ابا حنيفه وأما ما يقال انه اختلاف بين السافعي وغيره فلا يظهر غير ان الشافعي اعتبر الاميال الهاشمية وغيره اعتبر الاميال الاموية والمحصلة واحده.
الثاني: اعتبار المسافة (الزمانية) وهو قول الحنفيه وجعلوها ثلاثة ايام للسائر المعتدل ولو تتأمل تجد انها قريب من الاربعة برد لانها ستة عشر فرسخا تقريبا.
والفرسخ خمسة كيلو ونصف تقريبا.
الثالث: أعتبار العرف وهو قول شيخ الاسلام وجماعة من أهل العلم وأختاره بعض المعاصرين.
أصحاب القول الاول يقولون ان العرف لاينضبط عند الناس وهذا قول صحيح جدا ومما يدل عليه.
أن الصحابه في عهدهم لم يكونوا متفقين على مسافة محدده بل ان الناس تأتي وتسأل متى نقصر والى اين؟ كما سأل ابن عباس عن عسفان وسأل عن السفر بين البصرة والكوفة ... الخ.
فدل هذا على عدم انضباط العرف في الزمن الاول فكيف بهذا الزمان. فلو كان منضبطا لما تكرر وكثر السؤال عن البلاد التى تقصر فيها الصلاة وغيرها.
فوجب العودة الى ضابط كلي وقالوا اقوى هذا اعتبار المسافة المكانية الاربعة ابرد وساقوا ادلتهم.
وأصحاب هذا القول لم يسلموا من الاضطراب والاعتراض حتى اضطر الحنابلة والشافعيه الى تقسيم السفر الى طويل وقصير!
لكن اقوال الصحابة متعارضة في هذا الباب حتى قال ابن قدامة (ولم أرى فيما صار اليه الائمة حجة لان اقوال الصحابة متعارضة مختلفة). اهـ.
قلت: وكان ابن عمر يقصر اذا سافر الى ريم وهي على ثلاثة اميال.
القول الراجح والله اعلم هو:
أن الرخص علقت بمن تلبس بوصف (السفر) والسفر وصف يقع على من أسفر عن بلده سواء طال السفر ام قصر.
لكن متى يكون الظاعن متلبسا بحكم السفر.
نقول يكون متلبسا بحكم السفر باعتبار السفر الزماني والمكاني والعرفي. وهذا القول هو جمع لهذه الاقوال بمعنى:
أذا سافر انسان مسافة 79 كيلوا وسافر رفيقه مسافة 81 لم يصح ان نقول انت تقصر والاخر ممنوع من هذا وهما يشاهدان محلهم؟
وكذا لو سافر انسان الى بلد في أعلى جبل واستغرق سفره يومان لوعورة الطريق لكن المسافة كانت 60 كيلوا لم يصح ان نقول انك غير مسافر! فلا تترخص برخص السفر!
وكذلك لو سافر جهة جدة وهي مسافة تقارب الالف كيلوا لكنه عاد خلال ساعتين لم يصح ان نقول لست بمسافر فلم تحمل مزود ولم تتأهب بل حتى لم تحمل ثيابا وغيره.
فنعتبر هنا المسافة المكانية وفيما قبله الزمانية والذي قبله العرفيه.
فمتى تلبس انسان بوصف السفر على اي وجه كان مسافرا شرعا وحكما فصح ان من سافر اكثر من 88 كيلا فهو مسافر لان العرف من عهد الصحابة دالا عليه.
ومن سافر دون ذلك ولحقته مشقة عظيمة واستغرق زمنا طويلا فهو مسافر أيضا لدلالة العرف.
وعليه فأن وصف السفر يلحق الظاعن بكل وصف اعتبرت دلالته والعرف يقول باعتبار المسافة المكانية والزمانية كما هو معلوم.
فمن سافر الى بلد دون 88 كيلو وفي زمن معتاد لم يصر مسافرا.
واما بقية الصفات التى جعلها اهل العلم مناطا للمسافر عرفا فأكثرها غير منضبط كاعتبار اتصال البنيان وحمل الزاد وغيرها.
خاصة في هذه الازمنة التى صار الانتقال من مشرق الارض الى مغربها يصير في ساعات.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 02 - 04, 02:18 ص]ـ
بما اني لم يتيسر لي وقت لمراجعة هذا المقال أذ كتبته على عجل فقد حاولت تحريره فاذا المدة الزمنية قد انتهت.
فأنبه على أمرين:
الاول: قولي أن (ريم) على مسافة ثلاثة اميال غير صحيح بل هي على مسافة (ثلاثين ميلا).
الثاني: قولي ان مسيرة ثلاثة ايام هي اربعة ابرد تقريبا غير صحيح بل تقطع الاربعة ابرد في يوم وليلة تقريبا.
وحجة الحنفيه في هذا معلومة مشهورة وهي حديث المرأة والمحرم وحديث على في المسح على الخفاف.
ـ[الرميح]ــــــــ[04 - 02 - 04, 10:05 ص]ـ
أحسن الله إليكم ورحم الله أبويكم وأرجوا التركيز على مشروعية حضور الجماعة لمن ذهب إلى إستراحة أو مزرعة فهل حضورها واجب أم ماذا .. ؟
وجزاكم الله خير
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[04 - 02 - 04, 11:43 ص]ـ
إن كان الأمر يتعلق بما ذكرت عن مزرعتك أو الإستراحة فهذا سفر ولا تجب فيه
صلاة الجماعة في المسجد الذي ذكرت
وإن كان الأفضل حضورك للصلاة مع الجماعة في المسجد
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 02:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...