تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الراغب: التأويل من الأول أي الرجوع إلى الأصل، ومن الموئل الموضع الذي يرجع إليه، وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علماً كان أو فعلاً ففي العلم نحو: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (آل عمران- 7). وفي الفعل كقوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} (الأعراف -53) أي الذي هو غايته المقصودة منه، وقوله تعالى {خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} (النساء -59) قيل أحسن معنى وترجمة، وقيل أحسن ثواباً في الآخرة (2).

مما سبق من أقوال أئمة اللغة يتبين أن التأويل مبنى يحمل في طياته معاني الرد، والصرف، والتحول، والرجوع، والعاقبة، ومن الميسور إيجاد الخيط الذي ينتظمها جميعا والذي له أثر ملحوظ في تحديد معنى التأويل الاصطلاحي عند الأصوليين.

فالأيل من الوعول إنما سمي أيلا لأنه يؤول إلى الجبل أي يتحصن ويتحول، وهو إذ يفعل ذلك فانه يعود إلى مقره ومبدئه، ويرجع إلى بيته الذي يأوي إليه فهو مأواه وعاقبته ومصيره.

وقول ابن فارس: أول الحكم إلى أهله أي رجعه ورده يتضمن صرفه وتحويله إلى أهل شانه، ومعنى الصرف والرد واضح في كل هذه المعاني.

وقول ابن منظور في معنى تأويل الكلام: تدبيره وتقديره وتفسيره لا يخرج عن اصل ابن فارس الذي وضعه لمعنى التأويل، وهو ابتداء الأمر وانتهاؤه لان من أراد أن يؤول الكلام قلّب رأيه فيه ورد وجوهه واحتمالاته، أولها على آخرها وآخرها على أولها حتى يتبين له وجه الصواب فيه.

ومعنى الرد والصرف هنا بيِّنٌ إذ أن من أُشكل عليه أمر صرّف وجوه النظر فيه، ونظر إلى نهايته وعاقبته. و أما الراغب الأصفهاني فقد أغنانا عن الاجتهاد في استخراج معنى الرد والصرف إذ عرفه بأنه رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علما كان أو فعلا.

من هنا تتكشف لنا صلة المعنى اللغوي بالمعنى الاصطلاحي للتأويل عند الأصوليين كما سيأتي، والقائم أساسا على معنى الرد والصرف والإرجاع أي صرف المعنى الظاهري، ورده، وتحويله إلى غير مدلوله الظاهر بدليل، وذلك من اجل بيان عاقبته ونهايته المقصودة منه حقيقة.


(1) ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم المصري: لسان العرب 11/ 32.
(2) الراغب الأصفهاني أبو القاسم الحسين بن محمد: المفردات في غريب القرآن ص30.

ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التأويل: مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
---
التأويل: مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
---
محمد بن إبراهيم الحمد
11 - 20 - 2005, 04:56 Pm
التأويل
مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
تعريف كلمة التأويل في اللغة: أصل هذه الكلمة مادة (أول).
وهذه المادة تدور حول معاني الرجوع، والعاقبة، والمصير، والتفسير.
وهذا يعني أن تأويل الكلام هو الرجوع به إلى مراد المتكلم، وإلى حقيقة ما أخبر به.
معاني التأويل في الاصطلاح: صار لفظ التأويل - بتعدد الاصطلاحات - مستعملاً في ثلاثة معانٍ [1]:
أحدها: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
وذلك مثل تأويل معنى (يد الله) بـ: النعمة، أو القدرة.
ومثل تأويل (استواء الله على عرشه) بـ: الاستيلاء، وهكذا ...
وهذا المعنى من معاني التأويل هو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه وأصوله، وهو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وترك تأويلها، وهل هذا محمود أو مذموم، وحق أو باطل؟
قال ابن حزم -ر حمه الله - في هذا المعنى من معاني التأويل: (التأويل نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره، وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر؛ فإن كان نقله قد صح ببرهان، وكان ناقِلُه واجبَ الطاعة - فهو حق.
وإن كان نقله بخلاف ذلك اطُّرح، ولم يلتفت إليه، وحُكم لذلك النقل بأنه باطل) [2].
شروط التأويل الصحيح: يشترط لصحة التأويل بمعناه عند المتأخرين شروط هي:
1 - أن يكون اللفظ المرادُ تأويله يحتمله المعنى المؤول لغة أو شرعا؛ فلا يصح -على هذا- تأويلات الباطنية التي لا مستند لها في اللغة أو الشرع، بل ولا العقل.
2 - أن يكون السياق محتملاً، مثل لفظ (النظر) فهو يَحْتَمل معانيَ في اللغة، ولكنه إذا عدِّي بـ: (إلى) لا يحتمل إلا الرؤية.
3 - أن يقوم الدليل على أن المراد هو المعنى المؤول.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير