تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - حديث (كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع) وهذا الخبر ضعيف بالاتفاق وقد رواه الخطيب في الجامع والسُبكي في طبقات الشافعية وفي إسناده ابن الجَنَدي وهو ضعيف الحديث، وفي الخبر اضطراب أيضاً. والمحفوظ في هذا الخبر حديث: (كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ بالحمد). على إرساله وهو المحفوظ، أما الأول فهو منكرٌ جدا ولا يصح.

6 - حديث عاصم ابن كُلَيب عن أبيه عن أبي هريرة ? أن النبي ? قال: (كُل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليدِ الجَذْمًاء) رواه أبو عيسى الترمذي وأبو داودٍ وفي صحته اختلاف.

7 - حديث أبي إسحاق السَبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ? قال: (كان رسول ? يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا السورة من القرآن ((إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله)) وفي رواية ((وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)) رواه أهل السنن وغيرهم وإسناده صحيح.

8 - قوله تعالى: ? ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ?: وقد شرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى هذه الآية في مجلد، ذكر ذلك غيرُ واحدٍ ممن ترجم لأبي العباس - رحمه الله - والموجود في كلامه من المطبوع شيء كثير في تفسير هذه الآية وفي توضيح معناها وكثرة ما فيها من الفوائد وبديع الفرائد.

9 - التوحيد مصدر وحَدَ يُوحدُ توحيداً فهو موحد، ولا يسمى العبدُ موحداً إلا إذا أفرد الله بأفعاله.

فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني سبيل الحق والإيمان

10 - إن قال قائل من أين أخذنا توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات؟ كما قال ذلك بعض متأخري المعتزلة والأشاعرة؟

فالجواب: هذا كله مأخوذٌ من القرآن الكريم، وفي فاتحة الكتاب التي استفتح الله جل بها كتابة جميع أنواع التوحيد. قوله تعالى: ? الحمد لله رب العالمين ? إذا قلنا هنا الرب بمعنى المربي أو المالك فهذا توحيد الربوبية، وإذا قلنا الرب بمعنى المعبود فهذا توحيد الإلهية، قوله: ? الرحمن الرحيم ? هذا توحيد الأسماء والصفات.

11 - قال الشاعر:

إذا انقطعت أطماع عبدٍ عن الورى تعلق بالرب الكريم رجاءهُ

فأصبحَ حراً عزةً وقناعةً على وجهه أنواره وضياِءهُ

وإن علقت في الخلق أطماع نفسه تباعد ما يرجوا وطال عناءهُ

فلا ترجوا إلا الله في الخطب وحده ولو صح في خل الصفاء صفاءهُ

12 - إذا قال أنا لا أسأل الرسول الله ? ولكن أريد أن يقربني إلى الرب وأن يشفع لي عند الرب، فلا أقول يا رسول الله اشفع لي، ولكن أقول: يا رسول الله أشفع لي عند ربك، ويا رسول الله سَلْ الله لي المغفرة، أو سَلْ الله لي الشفاء. فبعض أهل العلم قال: هذا ليس بالشرك الأكبر بل هو من البدع العظيمة، ولا يصل إلى حد الشرك الأكبر، لأنه لم يسأل الميت ولكن أعتقد أن هذا الميت حيٌّ في قبره، فأراد منه أن يسأل الله ولم يسأله.

وهذا رأى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكره في المجلد الأول من الفتاوى.

القول الثاني: انه شركٌ أكبر فإنه لا فرق بين كون المرء يسأل الميت ويطلب الحاجة منه أو يطلب منه أن يقضي حاجته عند ربه، قال تعالى: ? إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ? وقوله: ? ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ? هل ينفع؟ لا يستطيع النفع. هل يضر؟ لا يستطيع أن يملك ضرك: ? فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ? أي المشركين.

وظاهر هذه الآية وما قبلها تفيد أن سؤال الأموات شركٌ أكبر ولو قال أنا ما أطلب منه، ولكن أطلب منه أن يشفع لي عند ربه، أو يسأل الله لي قضاء الحاجات وتفريج الملمات، ولو قلنا بأنه ليس بشرك أكبر، فهو من البدع العظيمة ومن الشرك الذي لا ينزل عن الشرك الأصغر. ويجب إنكاره والتغليظ فيه وإعلام الناس بما أوجب الله عليهم وتحذيرهم عما نهاهم الله عنه فلا ينبغي الجهل بذلك.

13 - لا يرد ذكر الشر إلا على أحد ثلاثة وجوه، كما أفاد بذلك شيخ الإسلام وغيره من أكابر المحققين نقول:

أولاً: دخوله في عموم المخلوقات كما قال تعالى: ? الله خالق كل شيء ?.

ثانيا: إضافته إلى السبب كقوله تعالى: ? من شر ما خلق ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير