تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الصدق في الأعمال: وهو أن تستوي سريرته وعلانيته، بحيث لا يكون ظاهره خلاف باطنه. قال عبدالواحد بن زيد البصري: كان الحسن البصري إذا أمر بشيء كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن شيء كان من أترك الناس له، ولم أر أحد قط أشبه سريرته بعلانيته منه. وقال مطرف: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل: هذا عبدي حقاً.

الصدق في الأحوال، وهو أعلى درجات الصدق، كالصدق في الإخلاص والخوف، والتوبة، والرجاء والزهد والحب والتوكل وغيرها، ولهذا كان أصل أعمال القلوب كلها الصدق، فمتى صدق المسلم في هذه الأحوال ارتفعت نفسه وعلت مكانته عند الله - عز وجل - قال تعالى (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على" حبه ذوي القربى" واليتامى" والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) , البقرة: 177، وقال تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) ,

الحجرات: 15.

قال ابن القيم: ولذلك كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سنام الصديقية، سمي (الصديق) على الإطلاق والصديق أبلغ من الصدوق والصدوق أبلغ من الصادق؛ فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول مع كمال الإخلاص للمرسل.

فإذا حقق المسلم هذه المراتب كان حقاً من الصديقين.

الوقفةالثالثة: الحث على الصدق في القرآن الكريم:

ورد الصدق في القرآن الكريم في عدة آيات فيها الحث على الصدق، وكونه ثمرة الإخلاص والتقوى، فمنها:

1 - قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) , التوبة: 119, أي: كونوا مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقاً خالية من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة ..

2 - وقوله تعالى: (ليجزي الله الصادقين بصدقهم) , الأحزاب: 24, أي: بسبب صدقهم في أقوالهم وأحوالهم، ومعاملتهم مع الله، واستواء ظاهرهم وباطنهم.

3 - وقال الله تعالى: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا) ,المائدة: 119, أي: أن صدقهم في الدنيا ينفعهم يوم القيامة، وأن العبد لا ينفعه يوم القيامة ولا ينجيه من عذابه إلاّ الصدق.

4 - وقال تعالى: (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) ,يونس: 2, أي: إيماناً صادقاً بأن لهم جزاء موفور، وثواب مدخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة.

5 - وقال تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) , الزمر: 33.

- قال ابن القيم: فلا يكفي صدقك بل لا بد من صدقك وتصديقك للصادقين؛ فكثير من الناس يصدق، ولكن يمنعه من التصديق كبر أو حسد أو غير ذلك.

6 - ووصف الله نفسه به فقال سبحانه (: قل صدق الله) ,آل عمران: 95, وقال سبحانه: (ومن أصدق من الله حديثا) النساء: 87.

7 - وقد قال تعالى: (قدم صدق) , يونس: وقال أيضاً: (لسان صدق) , مريم: 50, وقال أيضاً: (مقعد صدق) القمر: 55}.

8 - قال الله تعالى: (فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم (,محمد:21

9 - قال الله تعالى: (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) , يونس: 2, قال ابن عباس (قدم صدق): منزل صدق بما قدموا من أعمالهم.

10 - وقال تعالى: (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) , مريم: 50, فعن ابن عباس في قوله تعالى: (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) , مريم: 50, قال: الثناء الحسن.

11 - وقال تعالى (إن المتقين في جنات ونهر, في مقعد صدق) , القمر: 54، 55 أي: مجلس حق لا لغو فيه، ولا تأثيم وهو الجنة.

12 - وقوله: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق) , الإسراء: 80, أي: اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك، وعلى مرضاتك وذلك لتضمنها الإخلاص وموافقتها الأمر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير