تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولا- كذب الآباء والأمهات على أبنائهم الصغار، وقد بيّن لنا ديننا الإسلامي الحنيف بأن تربية الأولاد يجب أن تكون خالية من الكذب؛ ليشبّ الأطفال وقد تعوّدوا على الصدق والصراحة والجُرأة في القول والعمل. فقد روى الصحابي الجليل عبد الله بن عامر قائلاً: دعتني أمي يومًا وأنا صغير، ورسول الله قاعد في بيتنا، فقالت لي: تعال أعطيك، فسألها الرسول الصادق المصدوق: ((ما أردت أن تعطيه؟)) قالت: أردت أن أعطيه تمرًا، فقال لها: ((أما إنك لو لم تعطه شيئًا كُتِبت عليك كذبة)). وروى الصحابي الجليل أبو هريرة أن رسول الله قال: ((من قال لصبي: تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة)).

بهذا الهدي النبوي ينبغي أن نربّي أولادنا وننشئهم النشأة الإسلامية، تلك التربية الإيمانية التي يحبّون فيها خصال الصدق والكرامة والاستقامة، ويتنزّهون عن الكذب ويكرهونه.

ثانيا: انتشار الكذب في كلام الناس، وفي أفعالهم، وهو من كبائر الذنوب، قال تعالى (: ففنجعل لعنة الله على الكاذبين) , آل عمران: 61،

ففي الصحيحين: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه كان منافقاً إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".

ثالثا: انتشار إخلاف الوعد، وكما في الحديث السابق شيء من صفات المنافقين، وأصبح إخلاف الوعد أمراً ظاهراً في حياة الناس، حتى إنك أصبحت تعرف أُناساً عُرفوا بإخلاف الوعد.

ومن صور إخلاف الوعد:

التخلف عن الحضور بلا عذر، أو التأخر في المواعيد، فمثلاً: تُواعِدُ شخصاً الساعة الثامنة فيأتي إليك الساعة التاسعة، ويعتذر بأنه مر على محل لشراء أغراض تخصه. وإنه لمن المحزن أن ترى إخلاف الوعد من أناس سيماهم الخير، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله. ويدخل في ذلك إخلاف الوعد للأبناء بشراء شيء، أو إعطائهم شيء، قال عبدالله بن مسعود: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئاً ثم لا ينجزه له.

رابعا: خيانة الأمانة، حيث ترى الكثير من الناس لا يقوم بالواجب عليه تجاه ما هو مطلوب منه، فمثلاً: عدم قيام الموظف بما مطلوب منه في عمله؛ فتجده يتأخر في الحضور للعمل، وإذا حضر يشغل وقته بما لا يخدم العمل من اتصالات بالهاتف أو غيره، إلى قراءة الجرائد فضلاً عمن يشاهد القنوات الفضائية مع وجود أعمال لم ينجزوها. ويدخل في ذلك أخذ إجازات مرضية وهو غير مريض، ونسي أنه يأخذ مالاً من الدولة على هذا العمل؛ فبأي حق يأخذ هذا المال من فعل ذلك، وقس على ذلك بقية الأعمال.

خامسا:الغش في البيع بإخفاء عيب السلع، فتجد البائع يعرف عن سلعته عيباً لا يخبر بها المشترى، ويعتذر بأن هذه وظيفة المشتري، وكذلك رغبته في أن تباع بسعر جيد، مع أن إخفاء العيب يذهب البركة؛ فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيّنا بُورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما" رواه البخاري ومسلم

سادسا: - ادعاء الحاجة والفقر، وهو غني؛ فإنما يسأل للتكثر، وقد ورد النهي عن ذلك، فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الناس أموالهم تكثراً، فإنما يسأل جمراً؛ فليستقل أو ليستكثر.

سابعا: إخفاء كلِّ من الخاطب والمخطوبة ما فيه من عيب، سواء كانت خَلقية أو خُلقية، وإبراز المحاسن وتضخيمها، والمبالغة في المدح، وهذا يمحق بركة الزواج.

- هذا ونسأل أن يوفقنا للصواب في أقوالنا، وأعمالنا، وأن يوفقنا للصدق في السر والعلانية، وأن يجعلنا من الصديقين إنه جواد كريم، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

إعداد: الأفغاني السلفي

إمام وخطيب في وزارة الأوقاف الكويت

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير