تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول شيخ الإسلام (3): " وإذا عرف5 هذا: فاعلم أنه لم يكن في القرون

(1) البخاري: التوحيد، والنسائي في الافتتاح: رقم 1005، وأبو داود في الصلاة: رقم 1256، وأحمد في المسند: رقم 17955، والدارمي في فضائل القرآن: رقم 3364 0

(2) البخاري في فضائل القرآن: رقم 4660، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها: رقم 1321، والنسائي في الافتتاح: رقم 1009 0

(3) مسألة السماع والرقص، تحقيق عبدالحميد شانوفة: ص 30 0

الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا بمصر والمغرب والعراق وخراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة، من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية إنما حدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية، فلما رآه الأئمة أنكروه 0

دراسة حديثية

وردت أحاديث كثيرة في هذا الباب، منها ماهو صحيح، ومنها ماهو ضعيف أو موضوع، ومنها ماهو محل نزاع بين أهل العلم في تصحيحها أو تضعيفها 0

وفي هذا البحث نحاول بإذن الله أن نسلط الضوء على الأحاديث التي دار حولها نقاش واسع بين أهل العلم، والذي كان أثره البيِّن في إلحاق الحكم على الغناء المصحوب بالمعازف، وعلى هذا فقدذهب ابن حزم ومَنْ تبعه (1) إلى عدم صحة الأحاديث في هذا الباب وكل مافيه فموضوع 0 وخالفه في ذلك جماهير أهل العلم من المحدذين والفقهاء الذين يروّنَ بأن الحرمة ثابتة بالكتاب والسنة الصحيحة 0

وإليك أخي القاريء الأحاديث التي كثر فيها الكلام بين التصحيح والتضعيف:

• الحديث الأول: (ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلون الحِر، والحرير، والخمر، والمعازف، ولينزلنَّ أقوامُُ إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم ـ يعني الفقير ـ لحاجة فيقولون إرجع إلينا غداً، فيببيتهم الله 0 ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة) 0 أخرجه البخاري 0

(1) وكذلك الامام محمد بن طاهر بن علي بن أحمد بن أبي الحسن الشيباني ـ أبو الفضل المقدسي ـ المعروف بابن القيسراني في رسالته " كتاب السماع " تحقيق أبوالوفا المراغي 0

• هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى قال: وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ـ والله ماكذبني ـ سمع النبي ? يقول: فذكر الحديث 0

• تنازع أهل العلم في ذلك، فمن قائل بالاتصال، ومن قائل بالتعليق (1) 0

• فقد ذهب ابن حزم إلى أن هذا الحديث لايصح، فهو منقطع، لم يتصل مابين البخاري، وصدقه ابن خالد، قال في الغناء الملهي" (2) 0

• وأما حديث البخاري: فلم يُوردْهُ البخاريُّ مسنداً، وإنما قال فيه: قال هشام بن عمَّار 0 وفي (المحلىَ) (3): " هذا منقطع، لم يتصل مابين البخاري وصدقة بن خالد " 0

• الاعتراض الثاني على الحديث: أن الحديث مضطرب سنداً ومتناً 0

أما اضطرابه سنداً، قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في رسالته " ثم هو إلى أبي عامر أو أبي مالك، ولا يُدرى أبو عامر هذا " 0

(1) الحديث المعلق هو: (ماحذف أو سنده، سواء أكان المحذف واحداً أو أكقر على التوالي، ولو إلي آخر الإسناد) 0 وكأنه مأخوذ من تعليق الحداد وتعليق الطلاق ونحوه لما يشترك الجميع فيه من قطع الاتصال 0

مقدمة ابن الصلاح (تحقيق بنت الشاطيء): ص 162، وفتح المغيث: 1/ 55 0 أنظر لأحكامه: شرح نخبة الفكر: ص 17، النخبة النبهانية: ص 36 0

(2) 1/ 434 ـ مجموعة رسائله 0

(3) المحلى: 9/ 59 0

أما اضطرابه متناً ومن وجوه عدة:

• الوجه الأول: دتء بلفظى " يستحلون " وذكر البخاري في " التاريخ" بدونها 0

• الوجه الثاني: ذكره أحمد وابن أبي شيبة وغيرهما بلفظ " ليشربن أناس من أمتي الخمر 000 " 0

• الوجه الثالث: جاء فيه " يستحلون الحر " فقيل: " الحر " بالحاء والراء المهملتين، بل بالخاء والزاي المعجمتين 0

• أقوال العلماء والأئمة في الرد على حجج ابن حزم وبيان الحق في الحديث:

قال الحافظ العراقي في تخريجه لهذا الحديث (1): " وذلك لأن الغالب على الأحاديث المعلقة أنها منقطعة بينها وبين معلِّقها، ولها صور عديدة معروفة، وهذا ليس منها، لأن هشام بن عمَّار من شيوخ البخاري الذين احتج بهم في صحيحه 000" 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير