تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل الأصل في المسلم العدالة؟]

ـ[الرئيسي]ــــــــ[26 - 08 - 03, 07:53 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المسألة حيرتني، أرجو من لديه العلم فيه أن يفيدني.

[هل الأصل في المسلم العدالة؟]

إذا كان جواب بـ"نعم"، فكيف نوفق بين هذا الجواب وقوله تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، إذ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما قول من يقول: الأصل في المسلمين العدالة فهو باطل؛ بل الأصل في بني آدم الظلم والجهل، كما قال تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} ومجرد التكلم بالشهادتين لايوجب انتقال الإنسان عن الظلمِ والجهلِ إلى العدل".

انظر: مجموع الفتاوى، 15/ 357.

أما إذا كان الجواب بـ"لا"، فكيف نوفق بين هذا الجواب وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} إذ إن في الآية الكريمة وجه الله تعالى فيها الخطاب إلى جميع الأمة المحمدية من أولها إلى أن تقوم الساعة، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت فيقول نعم يا رب، فتسئل أمته هل بلغكم فيقولون ما جاءنا من نذير فيقول: من شهودك فيقول محمد وأمته فيجاء بكم فتشهدون". ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: "عدلاً" {لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.

هذا والله الموفق.

ـ[أبو عبد الله العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 03, 08:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم تسليماً كثيراً.

أمابعد:

فقد زعم بعض الناس أنه لايجوز التكلم في الناس جرحا وتعديلا،وبيان حالهم ليعرف الناس عمن يأخذون وممن يتلقون بحجة أنّ ((الأصل في المسلمين العدالة)) حتى يبدو لنا منهم غير هذا 0000000000000000،فالأصل لديهم أن إظهار الإسلام كاف في الأخذ عمن هب ودب دون سؤال عن حاله ومبلغه من العلم ولزومه السنة،متخذين هذه القاعدة مستندا يستندون عليه!

لذا رقمت هذه السطور مبينا عدم صحة القاعدة المذكورة،وأن ((الأصل في الناس الجهالة لاالعدالة)) فنقضت ـ بعون الله ـ عليهم مااعتلوه،وبينت زيف مابهرجوه،وقبل الدخول في بيان المسألة،أذكر تعريف العدالة وشرائطها ومن ثم ندلف للمقصود.

العدالة لغة:

العدالة مصدر عدُل_بالضم_،يقال: عَدَل وعُدُولة فهو عَدْل:

أي رضا ومَقْنَعٌ في الشهادة، قال كثير:

وبايعت ليلى في الخلاء ولم يكن ... شهودٌ على ليلى عدُول مَقَانِعُ

ويقال: رجلٌ عَدْلٌ ورجلان عَدْلٌ ورجالٌ عَدْلٌ وامرأةٌعَدْلٌ ونِسْوةٌ عَدْلٌ، وكل ذلك على معنى رجالٌ ذوو عَدْلٍ ونِسوةٌ ذوات عدل، فهو لايثنى ولايجمع ولايؤنث، فإن رأيته مجموعاً أو مثنى أو مؤنثاً، فعلى أنه قد أُجْري مجرى الوصف الذي ليس بمصدر.

وأما العَدْل الذي هو ضد الجَوْر، فهو مصدر قولك: عَدَلَفي الأمر فهو عادل، وتعديلُ الشيء تقويمه، يقال: عدَّلَهُ تعديلاً فاعْتَدَلَ:أي قومه فاستقام وكل مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ، وتعديلُ الشاهِد نسبته إلى العدالة (1).

فالعدالة في اللغة: التوسط في الأمر من غيرزيادة ولانقصان (2).

العدالة إصطلاحاً:

قال ابن اللحام الحنبلي:

((وهي محافظة دينية تحمل على ملازمة التقوى والمروءة، ليس معها بدعة،وتتحقق باجتناب الكبائر وترك الإصرار على الصغائر وبعض المباح)) (3).

وقال ابن حجر:

((ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة، والمراد بالتقوى: اجتناب الأعمال السيئة من شرك أوفسق أو بدعة)) (4).

وقال ابن السمعاني:

((لابد في العدل من أربع شرائط:

المحافظة على فعل الطاعة، واجتناب المعصية، وأن لايركتب من الصغائر مايقدح في دين أو عرض، وأن لايفعل من المباحات مايسقط القدر ويُكسبُ الندم، وأن لايعتقد من المذاهب مايردُّهُ أصول الشرع)) (5).

وإلى الشروع في المقصود:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير