[الاستخارة فوائد وأحكام]
ـ[الرايه]ــــــــ[25 - 08 - 03, 11:26 م]ـ
هذا مقال علمي لـ د. بندر بن نافع العبدلي
المدرس بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم
اضغط هنا لقرائته .... ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=73&artid=2708)
الاستخارة في السنة النبوية
د. بندر بن نافع العبدلي
كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم
25/ 6/1424
23/ 08/2003
*عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: عاجل أمري وآجله – فاقدره لي، ويسِّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله– فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به" قال: ويسمي حاجته.
فيه فوائد:
1 - هذا الحديث أخرجه البخاري في ثلاثة مواضع من "صحيحه": في التهجد –باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى 1162، وفي الدعوات –باب الدعاء عند الاستخارة (6382)، وفي التوحيد –باب قول الله تعالى ((قل هو القادر)) [7390].
وأخرجه: أحمد 3/ 344، وأبو داود (1538) والترمذي 480، والنسائي 3253، وابن ماجه 1383.
كلهم من طريق عبد ا لرحمن بن أبي الموالي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
والحديث له شواهد أشار إليها ابن حجر" في الفتح 1" 1/ 184 وقال:" ليس في شيء منها ذكر الصلاة سوى حديث جابر، إلا أن لفظ أبي أيوب: "أكتم الخطبة وتوضأ فأحسن الوضوء ثم صل ما كتب الله لك))، فالتقييد بركعتين خاص بحديث جابر"
قلت: حديث أبي أيوب: أخرجه أحمد 5/ 423، والطبراني 4/ 3901 وابن حبان 4040، والحاكم 1/ 314، والبيهقي 7/ 147 وإسناده لا بأس به.
2 - الاستخارة لغة: طلب الخير في الشيء، يقال:استخر الله يخر لك (1).
واصطلاحاً: طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما من الله جل وعلا.
3 - فيه دليل على الاهتمام بأمر الاستخارة: وأنه متأكد مرغب فيه، لقوله "كما يعلمنا السورة من القرآن ".
قال العراقي: " ولم أجد من قال بوجوب الاستخارة مستدلاً بتشبيه ذلك بتعليم السورة من القرآن، كما استدل بعضهم على وجوب التشهد في الصلاة بقول ابن مسعود:" كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن ".
قال: ومما يدل على عدم وجوب الاستخارة: الأحاديث الصحيحة الدالة على انحصار فرض الصلاة في الخمس من قوله: "هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع " وغير ذلك (2).
والحكمة من مشروعيتها: التسليم لأمر الله، والخروج من الحول والطول، والالتجاء إليه سبحانه، للجمع بين خيري الدنيا والآخرة، ويحتاج في هذا إلى قرع باب الملك، ولاشيء أنجع لذلك من الصلاة والدعاء، لما فيهما من تعظيم الله، والثناء عليه، والافتقار إليه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة، لما فيها من التعلق بالله وسؤاله ودعائه وخوفه ورجائه (3).
4 - استحب بعض العلماء تقديم الاستشارة على الاستخارة، قال النووي رحمه الله: "يستحب أن يستشير قبل الاستخارة من يعلم من حاله النصيحة والشفقة والخبرة، ويثق بدينه ومعرفته، قال تعالى: (وشاورهم في الأمر)، وإذا استشار وظهر أنه مصلحة، استخار الله تعالى في ذلك ".
قلت: والأمر في هذا واسع، إن قدم الاستشارة على الاستخارة فحسن، وإن قدم الاستخارة أولاً فلا بأس، والمقصود هو الجمع بينهما.
قال ابن القيم:"وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين وثبت في أمره " (4).
5 - فيه دليل على أن الاستخارة تكون عند الهم بالشيء، لقوله " إذا هم أحدكم بالأمر ".
والهم: هو أول العزم على الفعل إذا أردته ولم تفعله، وهو: عقد القلب على فعل شيء خير أو شر قبل أن يفعل (5).
بخلاف العزم فهو القصد المؤكد، يقال: عزمت علىكذا عَزَماً وعُزماً وعزيمة: إذا أردت فعله، وصممت عليه (6).
¥