ـ[محمد حمدى]ــــــــ[27 - 09 - 03, 05:14 ص]ـ
للرفع
ـ[الحميدي]ــــــــ[27 - 09 - 03, 05:52 ص]ـ
بسم الله ..
* الدليل على عدم وجود مانعٍ في تناول وجبةٍ أو اثنتين أو ثلاث هو عدم الدليل!! فيبقى على الأصل وهو الإباحة، مالم يخالط ذلك إسرافٌ أو مخيلة.
* وأما حكم الاتكاء فلايخرج عن أمرين: إما الجواز مطلقاً، أو مع الكراهة وهذا الذي يظهر لي، فماتركه النبي صلى الله عليه وسلم لا خير فيه، ولما فيه من تمكين البطن من الإيغال في الأكل والإفراط فيه، ولا يخفى مافي ذلك من تأثيرٍ على عبادة المكلف، وجماعُ ذلك ماجاء في حديث المقدام عند أحمد (4/ 132) والترمذي (2380) وابن ماجه (3349) والحاكم (4/ 121) وغيرهم؛ يرفعه (ماملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطن ... ) الحديث، قال الترمذي: حسنٌ صحيح. وانظر كلام ابن القيم عن هذا الهدي في الهدي النبوي (4/ 17).
* والحمية هي حماية الجسد من أن يصيبه مايؤذيه وجماع ذلك في الطعام والشراب حماية المعدة من آفات الأكل والشرب.
# استحباب الأكل بثلاث أصابع:
عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع .. ) رواه مسلم (2032).قال النووي: فيه استحباب الأكل بثلاث أصابع، ولايضم إليها الرابعة والخامسة إلا لعذرٍ بأن يكون مرقاً وغيره ممالايمكن بثلاث، وغير ذلك من الأعذار (شرح مسلم 13/ 176)
والحكمة والله أعلم من الأكل بالثلاث هي تصغير اللقمة بحيث تتناسب مع المضغ الجيد الذي لايضر، مع مافيها من تركٍ للجشع، وفي حال تماسك اللقمة بحيث لايجدي تقليل الأصابع؛ فإنه يقطع مايتناسب مع المضغ بحيث تكون القطع صغيرة، وقد ذُكر عن الإمام أحمد استحباب تصغير الأرغفة (الآداب الشرعية 3/ 117).
كما أن الآكل قد يحتاج إلى الاستعانة بغير الثلاث، ويكون هذا بحسب اختلاف الطعام. قال القاضي عياض: فإن اضطر إلى ذلك لخفة الطعام وعدم تلفيقه بالثلاث فيدعمه بالرابعة (إكمال المعلم 6/ 502)، وقال ابن عثيمين: أما الطعام الذي لايكفي فيه ثلاثة أصابع مثل الأرز فلابأس أن تأكل بأكثر (شرح رياض الصالحين 7/ 243). وعن منافع هذه الصفة في الأكل يقول ابن القيم: وهذا أنفع مايكون من الأكلات، فإن الأكل بأصبعٍ أو أصبعين لايستلذ به الآكل ولايمريه، ولايشبعه إلا بعد طول زمن، ولاتفرح به آلات الطعام و المعدة بما ينالها في كل أكلة ... قال: والأكل بالخمسة والراحة يوجب ازدحام الطعام على آلاته وعلى المعدة، وربما انسدت الآلات فمات ... (زاد المعاد 4/ 222) ا. هـ وقد ذُكر للإمام أحمد ماروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل بكفه كلها فلم يصححه (الآداب الشرعية (3/ 117).
وأما حديث ابن عباس يرفعه (لاتأكل بأصبعٍ واحدٍ فإنه أكل الملوك، ولاتأكل بأصبعين فإنه أكل الشيطان، وكل بثلاث فإنه السنة) فأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 652) وقال: تفرد به رشدين بن سعد. قال يحيى: ليس بشئ. وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث وفيه غفلة يحدث بالمناكير عن الثقات ا. هـ وقال الذهبي في الميزان (4/ 546): باطل.
* أي الأصابع يأكل بها؟
المعروف أنها الإبهام والسبابة والوسطى (مرقاة المفاتيح8/ 8، وتحفة الأحوذي 5/ 425، وشرح رياض الصالحين لابن عثيمين 7/ 243)،وجاء في حديث كعب بن عجرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاث؛ بالإبهام والتي تليها والوسطى)، ولايصح (أخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 205، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم 3/ 227 وقال الهيثمي في المجمع 5/ 28 عن إسناد الطبراني: فيه الحسين بن إبراهيم الأذني ومحمد بن كعب بن عجرة ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[27 - 09 - 03, 10:07 ص]ـ
ماذا عن سؤالى حول معنى: مكفى و تشكيلها
ـ[الحميدي]ــــــــ[27 - 09 - 03, 11:06 م]ـ
قال الحافظ في الفتح (9/ 493): مَكْفِيٍّ: بفتح الميم وسكون القاف وكسر الفاء وتشديد التحتانية، قال ابن بطال: يحتمل أن يكون من كفأت الإناء، فالمعنى: غير مردودٍ عليه إنعامه. ويحتمل أن يكون من الكفاية أي أن الله غير مكفي رزق عباده، لأنه يكفيهم (كذا! ولعله: لايكفيهم) أحدٌ غيره. وقال ابن التين: أي غير محتاجٍ إلى أحد، لكنه هو الذي يطعم عباده ويكفيهم، وهذا قول الخطابي ... الخ ثم ذكر الحافظ رحمه الله أقوالاً أُخر.
ووصيتي أخي الفاضل أن تعتمد على نفسك في البحث لاسيما ماكان طريق العلم به واضحاً وسهلاً. وتجعل سؤالاتك فيما يحتاج إلى مزيد عنايةٍ وتحقيق، وهذه أيضاً لايبتدئ طالب العلم بالسؤال عنها حتى يطلع على بعض أقوال أهل العلم فيها وفي ذلك فوائد:
منها/ قدرته على النقاش وإيراد الأدلة المشكلة للجواب عنها والتأليف بينها في بيان ناسخها ومنسوخها،وخاصها وعامها،ومطلقها ومقيدها.
ومنها/ أن يوفر طالب العلم الوقت على نفسه ومن سأل بعدم التردد عليه في المسألة ذاتها، إذ قد ألمَّ بها من البداية.
ومنها/ رسوخ الجواب في ذهن المتلقي.
ومنها/ إفادة المسئول بما قد يخفى عليه من الأدلة وفي الوقت نفسه يكبر السائل في عينه فربما اختصه بمزيد علم.
ومنها/ التدرب على البحث ومعرفة مناهج الأئمة في طرح المسائل ونقاشها.
ومنها/ التخلق بأخلاق العلماء في كيفية الرد على المخالف.
وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
¥