تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك ما رواه البخاري في صحيحه (4790) عن عائشة في قصة أبو زرع الكافر زوج أم زرع فقال النبي r بعد ما ذكرت عائشة رضي الله عنها من حسن عشرة أبي زرع لأم زرع قال النبي r : كنت لك كأبي زرع لأم زرع مع أن أبي زرع كافر لكن لما كان المشبه لا يقتضي تماثل المشبه به من كل وجه فكان وجه الشبه حسن العشرة ذكر النبي r ذلك، فإذا عُلِمَ هذا فإن قول النبي r عن الوحي أنه يأتي مثل صلصلة الجرس لافي صفته التي هي مزامير الشيطان وإنما في قوة الصوت كما ذكر بن حجر في الفتح وليس في ما يسمع من صلصلة، ولو سلمنا أن الشبه بالصلصلة أيضاً فلا وجه للإباحة لأن هذا قياس مع الفارق فالأحوال الملكية لا ينبغي أن تلحق بها الأعيان العادية المنهية، مثل الذي يقول بجواز التمثيليات الإسلامية المبتدعة المعاصرة التي استحسنتها بعض الجماعات الإسلامية المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة وهدي السلف في الدعوة إلى الله إعتماداً على أن جبريل كان يتمثل بدحية الكلبي فإن هذه أحوال ملكية لا تلحق بها الأحكام البشرية وما أعظم المصيبة الواقعة على أمة محمد ممن يتصدر للدعوة ويلقب بالشيخ وهو لا يحسن العلم فيفتي بالرأي فيضل ويضل وفاقد الشئ لا يعطيه.

بيان أن استعمال الجلجل من قبل أم سلمة لحفظ شعر النبي لا يعني إباحته

روى البخاري في صحيحه (5446) عن عثمان بن عبدالله بن موهب قال أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي r وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شئ بعث إليها مِخضبة فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمر.

فإذا قال قائل ووجود الجلجل وهو الجرس عند أم سلمة يدل على جواز إقتناءه والنهي عنه يحمل على الكراهة لأنه فعل صحابي ليس له مخالف.

فنقول ومن قال أن ذلك الجلجل يعمل فإنه لا يعمل إلا باللسان الذي في وسطه فإذا نزع كان كالوعاء فيوضع فيه الشعر ونحوه مما يراد حفظه ولذلك قال الحافظ بن حجر في الفتح هو شبه الجرس وقد تنزع منه الحصاة التي تتحرك فيوضع فيه ما يحتاج إلى صيانتة. قال: ولم يفسر صاحب المشارق ولا النهاية الجلجل كأنهما تركاه لشهرته قلت: يعني أنه معروف أنه الجرس، وأحتجنا إلى هذا التأويل لعدالة الصحابة وبعدهم عن استعمال مزامير الشيطان، مع عذرهم إذا فعل بعضهم ما ينهى عنه لعدم بلوغ النص.

حكم الأجراس المعاصرة: جرس المدارس ومنبهات الوقت والسيارات والهواتف المستقرة والنقالة

لما علمنا مما تقدم أنَّ النبي r قال: عن الجرس كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة:الجرس مزامير الشيطان وعنه في مسلم أيضاً إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس: وقد جاء أيضاً: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جلجل ولاجرس ولا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس. وهذا الحديث أخرجه النسائي من طريق بن جريج قال أخبرني سليمان بن بابية مولى آل نوفل أن أم سلمة زوج النبي قالت سمعت رسول الله r يقول فذكرته ... ، ففيه سليمان بن بابيه لم يوثقه إلا بن حبان وقال عنه بن حجر مقبول مع أن بن جريج قد عنعن مرة عن بنانة مولاه عبدالرحمن عن عائشة عند أبي داود في سننه فيخشى أنه أختلف عليه فيكون معل بالإضطراب فلا يصلح شاهد يقوي الحديث ولكن قد ذكرنا أن الذي يقويه رواية مسلم لاتصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس فلا فرق بين الرفقة والمنزل في نفور الملائكة.

فإن هذه الأحاديث تدل على تحريم الجرس لا كراهته فقط وهو الراجح وعلمنا مما تقدم أيضاً صفة الجرس المنهي عنه وأنه الناقوس أو الوعاء من معدن والذي بداخله لسان يصطك بجوانب الوعاء ويحدث صلصلة وأنه لا فرق بين الصغير والكبير وطرق التشغيل له ما دام صفة الصوت واحدة فقد يظن البعض أن هذه الأجراس المعاصرة المخترعة: كجرس الحصص الدراسية بالمدارس ــ والجرس المنبه في الساعة ــ وجرس إنذار الحريق ــ وجرس التنبيه على مجاوزة السرعة في السيارات أنها لا تدخل في التحريم وهذا خطأ والصواب أنها تدخل في التحريم لأن صفة الصوت الصادر عنها هو نفسه الصادر عن المنهي عنه والذي كان في زمن النبي كما تقدم فلا يمنع أختلاف الأشكال من توحيد الحكم كما أن تغير أشكال المعازف في هذا العصر عما كانت عليه في العصر النبوي لا يمنع من تحريمها فما دام يصدر عنها صوت العزف فهي معازف وكذلك الأجراس المعاصرة إنما هي نواقيس أوعية معدنية مختلفة الأشكال يصطك لسان بها من الحديد أو غيره ويصدر عنها صوت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير