تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" بينا عمر – رضي الله عنه – يعرض للناس إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه، فقال عمر: ما رأيت غرابا أشبه بغراب من هذا بهذا، فقال الرجل: أما و الله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة، قال: ويحك وكيف ذلك؟ قال: خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا به قلت: استودع الله ما في بطنك، فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت، فبينما أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي، إذ نظرت فإذا ضوء شبيه السراج في المقابر، فقلت لبني عمي: ما هذا؟ فقالوا: ما ندري غير أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة، فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر مفتوح، وإذا هو بحجر أمه، فدنوت فناداني مناد: أيها المستودع ربه خذ وديعتك، أما لو استودعت أمه لوجدتها، قال: فأخذت الصبي وانضم القبر ".

تخريج القصة:

رواه ابن أبي الدنيا في هواتف الجنان (ص 59 - 60 رقم 59) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 192) من طريق عبيد بن إسحاق الضبي ثنا عاصم بن محمد العمري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: بينا عمر فذكره.

وهذا سند رجاله ثقات غير عبيد بن إسحاق فهو ضعيف وبه أعله أبو حاتم كما في علل ابنه (2/ 304 رقم2422) فقال: هذا الحديث الذي أنكر على عبيد بن إسحاق، لا أعلم رواه غير عبيد، وعاصم ثقة وزيد بن أسلم ثقة اهـ.

قال أبو عبد الباري: في كلام أبي حاتم بيان سبب الإنكار ألا وهو تفرده به مع ضعفهن لكنه لم يتفرد به، بل تابعه عثمان بن زفر – وهو صدوق كما في التقريب-.

قال ابن أبي الدنيا عقب الرواية السابقة: قال محمد بن الحسين- شيخه في الحديث – فسألت عثمان بن زفر عن هذا الحديث فقال: سمعته من عاصم بن محمد.

ومحمد بن الحسين هو أبو شيخ البرجلاني، أورده الذهبي في الميزان (3/ 522) فقال: أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيت فيه توثيقا ولا تجريحا، لكن سئل عنه إبراهيم الحربي فقال: ما علمت إلا خيرا اهـ.

وتعقبه الحافظ في اللسان (5/ 137) فقال: وما لذكر هذا الرجل الفاضل الحافظ – يعني في الضعفاء- وقد ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 88رقم15338)، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ذكر لي أن رجلا سأل أحمد بن حنبل عن شيء من حديث الزهد، فقال: عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني اهـ.

قال أبو عبد الباري: له ترجمة في تاريخ بغداد للخطيب (2/ 222 - 223) وذكره ابن مفلح في المقصد الأرشد في أصحاب الإمام أحمد (2/ 389).

وزاد الحكيم الترمذي من طريق عبيد بن إسحاق: فحدثت بهذا الحديث محمد بن إبراهيم العمري فقال: هذا والله الحق، وقد سمعت عم أبي عاصم يذكر، ورأيت ابن ابن هذا الرجل بالكوفة وقال لي موالينا: هو هذا.

والقصة ذكرها العجلوني في كشف الخقاء (1/ 258) في شرح حديث ابن عمر " إن الله إذا استودع شيئا خفظه " وهو حديث صحيح كما في الصحيحة للألباني (تحت رقم 14).

وذكرها أيضا المناوي في فيض القدير (2/ 506) من رواية الحكيم الترمذي، لكن في مطبوعته أقحم (ابن عمر) بين عمر وأسلم مولى عمر، وليس في نوادر الأصول ذكر ابن عمر فليصحح من هنا والله أعلم.


القصة الرابعة: قصة الرجل الذي أسره الجن في عهد عمر رضي الله عنه
نص القصة:
ذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى – رحمه الله-:" أن رجلا من قومه خرج ليصلي مع قومه صلاة العشاء ففقد، فانطلقت امرأته إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فحدثته بذلك، فسأل عن ذلك قومها فصدقوها فأمرها أن تتربص أربع سنين فتربصت ثم أتت عمر فأخبرته بذلك فسأل عن ذلك قومها فصدقوها، فأمرها أن تزوج، ثم إن زوجها الأول قدم فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فقال عمر: يغيب أحدكم الزمان الطويل لا يعلم أهله حياته؟!، قال: إن لي عذرا، قال: وما عذرك؟ قال: خرجت أصلي مع قومي صلاة العشاء فسبتني الجن، أو قال: أصابني الجن، فكنت فيهم زمانا طويلا، فغزاهم جنٌّ مؤمنون فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا سبايا فكنت فيمن أصابوا فقالوا: ما دينك؟ فقلت: مسلم، قالوا: أنت على ديننا لا يحل لنا سباؤك، فخيروني بين المقام وبين القفول، فاخترت القفول فأقبلوا معي بالليل بشر يحدثونني وبالنهار إعصار ريح أتبعها، قال – أي عمر-: فما كان طعامك؟ قال: كل ما لم يذكر اسم الله عليه، قال– أي عمر-: فما شرابك؟ قال: الجدف- أي ما لم يخمر من الشراب -
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير