6 – أنَّ من مقتضى حكمة الله وعدله – سبحانه – أنْ لا يساوى القائم بالعمل والطاعة بغيره ممن همَّ بالعمل دون أن يعمله – وإن كان من أهل الأعذار – من كل وجهٍ؛ فيتميز العامل بالمضاعفة.
وبهذا الذي اخترناه – بإذن الله – تجتمع به النصوص، وتتفق الأدلة، وتستقيم الدلالة دون معارضة، والله أعلم.
مسألة: ما هو رأي ابن القيم – رحمه الله – في هذه المسألة؟!
عرض ابن القيم – رحمه الله لهذه المسألة في كتابه (طريق الهجرتين) (936) وأطال الكلام حولها، وذكر الأدلة والاعتراضات، ثم ذهب إلى تقسيم أهل الأعذار إلى قسمين:
القسم الأول: معذورٌ من أهل الجهاد غلبه عذره، وأقعده عنه، ونيته جازمة لم يتخلف عنها مقدورها، وإنما أقعده العجز؛ فهذا الذي تقتضيه الأدلة أنَّ له مثل أجر المجاهد ... .
القسم الثاني: معذور ليس من نيته الجهاد، ولا هو عازمٌ عليه عزماً تاماً، فهذا لا يستوي هو والمجاهد في سبيل الله ... .
قلت: أما القسم الثاني فهو خارج مسألتنا، لأنه لم ينو الجهاد؛ فهو كمن مرَّ على خاطره مروراً سريعاً لم يعقد فيه نية.
فالذي يظهر أنَّ ابن القيم – رحمه الله – في مسألة المعذور العازم على الجهاد: أنَّ له الأجر مع المضاعفة – وهو القول الأول في المسألة – هذا الذي فهمته من مجموع كلامه؛ ومن ذلك قوله: ... لأن قاعدة الشريعة أن العزم التام إذا اقترن به ما يمكن من الفعل، أو مقدمات الفعل نُزِّل صاحبه في الثواب والعقاب منزلة الفاعل التام ... ثم استشهد على كلامه.
مسألة: ما المراد بالنية والهم الذي يثاب عليه الإنسان؟!
قال ابن رجب – رحمه الله –في جامع العلوم والحكم (662 ط. طارق عوض الله): ... وهذا يدل على أنَّ المراد بالهمِّ هاهنا: هو العزم المصمِّم الذي يوجد معه الحرص على العمل، لا مجرد الخَطْرَة التي تَخْطُر، ثم تنفسخ من غير عزمٍ ولا تصميم. اهـ.
وهذين موضوعين متعلقين بما هنا:
ط الزهد لأحمد وشروح رياض الصالحين وطبعاتها ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27588)
مسألة: هل يحصل للمتخلف عن العمل الصالح مع نيته له أجر؟! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21706)
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 07:26 م]ـ
الأخ ’عبد الله المزروع‘:
بوركت.
لكن عندي ملاحظة لك .. حول توقيعك: هل الكلمة الأخيرة في البيت الثاني .. يفترض أن تكون ’جواباً‘؟؟؟