وكلماتك التامة، ثم يسأل الله فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لو كان عليه من الذنوب عدد رمل عالج وأيام الدنيا لغفر الله" يعني له.
وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "لا تعلِّموها سفهاءَكم فيدعون بها لأمرٍ باطل فيُستجاب لهم".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 471) من طريق الحسن بن يحيى الخشني عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة به.
والحسن بن يحيى ضعيفٌ جداً، وقد تفرد بهذا الإسناد، وأصحُّ أسانيده عن ابن جريج –كما قال السخاوي- ما رواه هشام بن أبي ساسان عن ابن جريج عن عطاء قوله (القول البديع ص430).
ولحديث ابن أبي أوفى شاهدٌ ثالث، وهو ما أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 462) من طريق أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من كان له إلى الله عز وجل حاجةٌ عاجلة أو آجلة فليقدِّم بين يدي نجواه صدقة، وليصم الأربعاء والخميس والجمعة، ثم يدخل يوم الجمعة إلى الجامع فليصل اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في عشر ركعات في كل ركعة الحمد مرةً، وآية الكرسي عشر مرات، ويقرأ في ركعتين في كل ركعة الحمد مرةً، وخمسين مرة قل هو الله أحد، ثم يجلس ويسأل اللهَ تعالى حاجته، فليس يردُّه الله من حاجة عاجلة أو آجلة إلا أمضاها الله له".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأنه من رواية أبان، وهو متروك الحديث.
وروي بلفظٍ آخر من طريق أبي هاشم الأيلي عن أنس، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (كما في اللآلئ 2/ 41) وأبو هاشم ضعيفٌ جداً، واسمه كثيرُ بن عبدالله السامي الناجي.
وروي بلفظٍ ثالثٍ من حديث أنس، خرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 137) وذكره المنذري في الترغيب (1/ 274) وأورده الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب (1/ 215) وقال:
(إسناده مظلم، فيه من لا يُعرف، وهو في الضعيفة "5287").
وثمةَ شاهدٌ رابع، وهو ما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 93) عن أبي زكريا الشيرازي عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا عن أبي عبدالله أحمد بن طاهر عن أبي العباس عبد الرحمن بن محمد عن يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليعلِّمه صلاة الحاجة، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت إليك إلى ربك عز وجل في حاجتي هذه لتقضي لي، فاللهمَّ شفِّعه في".
وهذا الإسناد ضعيف، للانقطاع بين أبي عبدالرحمن وعثمان بن عفان رضي الله عنه، وشيخ ابن عساكر لم أقف له على جرح أو تعديل.
وللحديث شاهدٌ خامس من حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كان رجلٌ من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الأنصار يُكنى أبا معلق، وكان تاجراً يتجر بمالٍ له ولغيره، يضرب به في الآفاق وكان ناسكاً ورعاً، فخرج مرة فلقيه لصٌ مقنَّع في السلاح، فقال له: ضع ما معك فإني قاتلُك.
قال: ما تريد إلا دمي! شأنك بالمال.
قال: أما المال فلي، ولستُ أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت، فذرني أصلي أربع ركعات.
قال: صلِّ ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال:
(يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزِّك الذي لا يُرام وملكك الذي لا يُضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شرَّ هذا اللص، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني) ثلاث مرار.
قال: دعا بهذا ثلاث مرار، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربةٌ واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللصُّ أقبل نحوه وطعنه فقتله، ثم أقبل إليه، فقال: قم، فقال: من أنتَ؟ بأبي وأمي، لقد أغاثني الله بك اليوم.
قال: أنا ملكٌ من السماء الرابعة، دعوتَ الله بدعائك الأول فسمعتُ لأبواب السماء قعقعةً ثم دعوتَ بدعائك الثاني فسمعتُ لأهل السماء ضجة، ثم دعوتَ بدعائك الثالث، فقيل لي: دعاءُ مكروب، فسألتُ الله تعالى أن يولِّيَني قتله.
قال أنس: فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استُجيب له مكروب أو غير مكروب.
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه مجابو الدعوة (ص63) وفي الهواتف (14) ومن طريقه
اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (كرامات الأولياء 5/ 166 "111") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (60) وأورده ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي معلق (12/ 24).
وهذا الإسناد ضعيف، فعيسى بن عبدالله التميمي لم أقف له على ترجمة، والكلبي لم أعرفه، ثم إن في الحديث اضطراباً:
فقد روي عن الحسن البصري عن أنس بن مالك.
ومرةً عن الحسن عن أبي بن كعب، كما في الإصابة لابن حجر (12/ 24).
ومرةً عن أبي صالح عن أنس كما عند ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 295).
وقد أفدتُ هذه الأوجه الثلاثة الأخيرة من الأخ خالد بن عمر الفقيه حفظه الله.
وهذا الإسناد ظاهرُ الضعف.
¥