ـ[عبد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:35 ص]ـ
السلام عليكم أخي أبا محمد نفعني الله بعلمك
سؤال:
قرأت في علل الترمذي (ج1) كلاما عن أبان بن أبي عياش (وقد ذكرت أنه متروك الحديث)، ونصه:
"وذكر أنه شعبة حدث عنه بحديث قنوت الوتر، فقيل له: تقول فيه ما قلت ثم تحدث عنه؟ قال: ((إني لم أجد هذا الحديث إلا عنده)) ذكرها من وجه منقطع. والمعروف أن شعبة قيل له: لم سمعت منه هذا الحديث؟ قال: ومن يصبر على هذا؟!، أخرجه العقيلي وغيره " أ. هـ.
سؤالي:
هل يمكن اعتبار صنيع شعبة من باب الوله بمعرفة الغرائب؟
وإذا كان الأمر كذلك فكيف يحدث بذلك وهو إمام في الحديث وأئمة الحديث قد نهوا عن مثل ذلك؟
وبالتالي: هل يدفعنا صنيع شعبة للمزيد من التثبت في مروياته رغم إمامته؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 12:25 ص]ـ
أخي الفاضلُ أبا شهد وفقه الله:
المعروفُ عن شعبة أنه كان يشدِّد في المنع من الرواية عن أبان وأمثاله، وكان يقول: (لأنْ أزنيَ أحبُّ إليَّ من أن أرويَ عن أبان).
وأما العبارة الأولى التي نقلها الحافظ ابن رجب عن الحافظ ابن عديِّ فقد أشار إلى ضعفها بقوله: (ذكرها من وجهٍ منقطع).
وأما العبارة الثانية –التي نقلها عن العُقيلي- وهي قوله: (ومن يصبرُ على هذا الحديث!) فلم يتبيَّن لي معناها.
أأراد بذلك أنه لم يستطع منعَ نفسه من رواية هذا الحديث المنكر جداً، استغراباً له واستنكاراً؟ أم أراد معنىً آخر؟
فإنه -رحمه الله- نذرَ على أنَّ أبان يكذب في هذا الحديث، ومع هذا رواه عنه.
والحكاية رواها العقيليُّ في الضعفاء (1/ 38) قال:
حدثنا أحمد بن صدقة قال حدثنا محمد بن حرب الواسطي قال سمعتُ يزيدَ بن هارون يقول قال شعبة: ردائي وحماري في المساكين صدقةٌ إن لم يكن أبان بن أبي عياش يكذب في هذا الحديث.
قال قلت له: فلم سمعتَ منه؟
قال: ومن يصبرُ على ذا الحديث! يعني حديثَ أبان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله في القنوت.
حدثناه عبد الله بن أحمد بن أبي مرة قال حدثنا خلاد بن يحيى قال حدثنا سفيان عن أبان عن إبراهيم وعن علقمة عن عبد الله عن أمِّه أنها قالت: رأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قنتَ في الوتر قبل الركوع.
ولعلَّ المشايخ (هشاماً الحلاف وعبدالرحمن الفقيه والنقَّاد وابن وهب وأبا تيميَّة وعبدالرحمن السديس ... ) وغيرهم من المشايخ يفيدون في توضيح كلام الإمام شعبة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 10:05 م]ـ
مكرَّر.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 10:12 م]ـ
بقية شواهد حديث صلاة الحاجة:
وله شاهدٌ سادس، وهو ما أخرجه عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (58) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 114) من قول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
"من كانت له إلى الله عز وجل حاجةٌ، فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة تطهَّر َوراحَ إلى الجمعة فتصدَّقَ؛ قلَّت أو كثرت، فإذا صلى الجمعة قال: اللهمَّ إني أسألك باسمك؛ بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنةٌ ولا نوم، الذي ملأت عظمتُه السماوات والأرض، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الذي عَنَت له الوجوه وخشعت له الأبصار وذلَّت له القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تعطيني حاجتي، وهي كذا وكذا" فإنه يستجاب له إن شاء الله، وكان يقال:
(لاتعلموا هذا الدعاء سفهاءكم لا يدعون به على مأثم أو قطيعة رحم).
وهذا الحديث ضعيف، لأنَّ في سنده سعيد بن معروف، قال عنه الأزدي: (لا تقوم به حجة) كما الميزان.
وفي سنده أيضاً أبو بكر محمد بن أحمد الرياحي، وهو ضعيفٌ جداً، قال عنه ابن عدي: (ضعيف، حدثنا بأشياء منكرة، ويسرق الحديث، ولم يكن من أهل الحديث).
بقي عندنا حديثان، أحببتُ إفرادَهما بالدراسة:
¥