وقال ابن الجوزي: «قال علي بن العباس العلوي: لا أصل لهذا الحديث، ولا نعلم أن الحسن ابن عرفة روى? عن عبد الرزاق، قال: وهذا حديثٌ منكرٌ».
قلتُ: جعفر بن أبي الليث قال عنه الذهبي في «الميزان» (1/ 414): «أتى? عن ابن عرفة بخبرٍ منكرٍ»، وقال عنه الخطيب: «مجهول».
5 - حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وله عنه طرق:
أ- يوسف بن إبراهيم، عن أنسٍ به: أخرجه ابن ماجه (264) والعقيلي (3/ 168، 4/ 449) والمزي (21/ 379) من طريق الهيثم بن جميل، حدثني عمرو بن سليم، ثنا يوسف به.
وقال العقيلي (3/ 168): «وقد رُوِى? هذا المتن بإسنادٍ أصلح من هذا».
قلتُ: وهذا سندٌ واهٍ جدًّا، فيه: عمرو بن سليم ضعيف، ويوسف بن إبراهيم، قالا البخاري وأبو حاتم: «صاحب عجائب» وزاد أبو حاتم: «منكر الحديث»، وقال ابن حبان: «يروي عن أنس ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه».
ب- محمد بن واسع، عن أنس به: أخرجه الخطيب (14/ 324) وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 355) والرافعي في «التدوين» (2/ 165 - 166) وابن الجوزي (129)، من طريق يحيى? بن سليمان الجعفي قال: ثنا يحيى? بن سليم الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن محمد به.
وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث محمد بن واسع عن أنس لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا الحديث بأسانيد ذوات عدد».
قلتُ: يحيى? بن سليمان وثقه بعض الحفاظ، وخالفهم النسائي فقال فيه: «ليس بثقة».
أما يحيى? بن سليم، فقد قال فيه أبو حاتم (الجرح 9/ 156): «شيخ محله الصدق، ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به».
وهناك علةٌ أخرى? وهي: عدم إمكانية سماع محمد بن واسع من أنس ط، فقد قال الإمام ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» (ص 191 برقم 1186): «ليس يصح له عن أنس سماع وإن كان لا يصغر عنه». وقال ابن المديني كما في «جامع التحصيل» (ص 271) و «تهذيب الكمال» (26/ 578): «ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة».
وإشارة ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» لهذه القضية، تشير إلى? أن قضية سماع محمد بن واسع من أنس كانت مسار جدال بين العلماء، فحسمها ابن حبان بقوله هذا، والله أعلم.
ج- علي بن زيد بن جُدعان، عن أنس به: أخرجه ابن عدي (4/ 312)، وأبو نعيم في «أخبار أصفهان» (1/ 115)، وابن الجوزي (130)، من طريق عبد الرحمن بن القطامي، ثنا علي بن زيد بن جدعان به. وقال ابن الجوزي: «علي بن زيد بن جدعان، قال يحيى?: ليس بشيء».
قلتُ: عجبتُ منك يا ابن الجوزي!!!، كيف تعل الحديث بهذا الراوي وتترك من هو أشد منه ألا وهو ابن القطامي الهالك هذا، وابن القطامي ذا، قال ابن عدي (4/ 312): «قال عمرو بن علي [وهو الفلّاس]: ورجل لقيته أنا يقال له: عبد الرحمن بن القطامي يحدث عن أبي المهزم، وكان كذابًا».
د- عمر بن شاكر، عن أنسٍ به: أخرجه ابن الجوزي (131)، من طريق عمر به.
وعمر بن شاكر، قال فيه أبو حاتم كما في «الجرح والتعديل» لابنه (6/ 115): «ضعيف الحديث، يروى عن أنس المناكير». وقال ابن عدي (5/ 55): «يحدث عن أنس بنسخة قريبًا من عشرين غير محفوظة».
6 - حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: وله عنه طريقان:
الأول: عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد به:
أخرجه ابن ماجه (265)، وأبو نعيم في «المستخرج» (16)، وابن الجوزي (124)، من طريق محمد بن داب، عن صفوان بن سليم، عن عبد الرحمن به.
قلتُ: وسنده موضوع علته ابن داب هذا، فهو كذاب، قال ابن حبان وخلف الأحمر: «يضع الحديث» وقال أبو زرعة: «محمد بن داب هذا ضعيف الحديث، كان يكذب»، كذا في «علل الحديث» لابن أبي حاتم (2/ 438).
الثاني: صالح بن كيسان، عن أبي سعيد به:
أخرجه ابن الجوزي (125)، من طريق يحيى? بن العلاء، عن شعيب بن خالد، عن صالح به.
قلتُ: ويحيى? هذا واهٍ واهٍ، هاكم كلام العلماء فيه:
¥