تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ عن أبيه: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ مضطرب الحديث ولكن حدَّث النَّاسُ عنه. وقال ابن أبِي خيثمة عن يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: ليس حديثه بذاك ضعيف. وقال ابن أبِي حاتمٍ: سمعت أبِي وأبا زرعة يقولان: لَيْثٌ لا يُشتغل به، هو مضطرب الحديث. وقال: وسمعت أبا زرعة يقول: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ لَيِّنُ الحديث، لا تقوم به الحجَّة عند أهل العلم بالحديث.

وقال ابن حبَّان: كان من العبَّاد، ولكن اختلط فِي آخر عمره حتَّى كان لا يدري ما يحدِّث به، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتِي عن الثِّقات بما ليس من أحاديثهم، كلُّ ذلك كان منه فِي اختلاطه، تركه يَحْيَى القطَّانُ وأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ ويَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.

وأما حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ، فلا يكاد يُعرف إلا بهذا الحديث. قال البخارِيُّ ((التاريخ)) (3/ 131): ((حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ أبُو الْقَاسِمِ عَنْ زَيْنَبَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلامِ)). قاله زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ لَيْثٍ)).

وقال ابن حبَّان ((الثِّقات)) (4/ 194): ((حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ يروى المقاطيع، كنيته أبُو الْقَاسِمِ. روى عنه لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ)).

قُلْتُ: هكذا جمعهما أبُو عَبْدِ اللهِ وابن حبَّان، وفرَّق بينهما أبُو حَاتِمٍ الرازِيُّ.

قال ابن أبِي حَاتِمٍ ((الجرح والتَّعديل)) (3/ 317): ((حَدْمَرٌ مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ روى عن أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى زَيْنَبَ. روى عنه لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ سمعت أبِي يقول ذلك)).

وقال (9/ 426): ((أبُو الْقَاسِمِ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ روى عن زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. روى عنه حَدْمَرٌ سمعت أبِى يقول ذلك)).

[5] حديث لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الهلاليَّةُ، وله طرق:

[الطريق الأولَى] عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيُّ عَنْهَا، وهو أصحُّها:

قال الإمام أحمد (6/ 339): حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا أَيُّوبُ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي أَنَّ فِي بَيْتِي أَوْ حُجْرَتِي عُضْوَاً مِنْ أَعْضَائِكَ، قَالَ: تَلِدُ فَاطِمَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ غُلامًا، فَتَكْفُلِينَهُ فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنَاً، فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهَا، فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمَ، وَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً أَزُورُهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَصَابَ الْبَوْلُ إِزَارَهُ، فَزَخَخْتُ بِيَدِي عَلَى كَتِفَيْهِ فَقَالَ: أَوْجَعْتِ ابْنِي أَصْلَحَكِ اللهُ، أَوْ قَالَ رَحِمَكِ اللهُ، فَقُلْتُ: أَعْطِنِي إِزَارَكَ أَغْسِلْهُ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلامِ)).

وأخرجه ابن الجوزِي ((التحقيق فِي أحاديث الخلاف)) (89) من طريق عَبْدِ الله بْنِ أَحْمَدَ عن أبيه بتمامه.

قلت: وهذا إسناد صحيح على رسم مُسْلِمٍ. وله به حديثٌ واحدٌ فِي ((صحيحه)).

قال الإمام مُسْلِمٌ ((كتاب الرضاع)) (2629): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كُلُّهُمْ عَنْ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي بَيْتِي، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي كَانَتْ لِي امْرَأَةٌ، فَتَزَوَّجْتُ عَلَيْهَا أُخْرَى، فَزَعَمَتْ امْرَأَتِي الأُولَى أَنَّهَا أَرْضَعَتْ امْرَأَتِي الْحُدْثَى رَضْعَةً أَوْ رَضْعَتَيْنِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير