وقال (68): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ تَلْقِينَاً ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَنَسٍ بِحُلْوَانَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا مَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ مَاءٍ أَنْزَلَهُ اللهُ مِنْ السَّمَاءِ، لا يُدْرَى الْبَرَكَةُ فِي أَوَّلِهَا أَوْ فِي آخِرِهَا)).
قلت: ولا يخلو واحدٌ من هذه المتابعات الثلاث من مقالٍ.
وللحديث علةٌ مانعةٌ من تصحيحه بهذه الأسانيد من هذا الوجه عن هؤلاء مجتمعين. فقد خالف جماعتهم: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فرواه عَنْ ثَابِتٍ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلاً، والحديث له دونهم، فهو أعلم وأحفظ وأضبط الناس لحديث ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وكيف لا، وهو ربيبُهُ!. قال يحيى بن معين: من خالف حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي ثابتٍ فالقول قول حَمَّادٍ، وحَمَّادُ أعلم الناس بِثَابِتٍ.
وقال أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي ثَابِتٍ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أحبّ إلِيَّ من هَمَّامٍ، وهو أضبط النَّاس وأعلمهم بحديثهما، بيَّن خطأ النَّاس فِي حديثهما.
قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ((العلل ومعرفة الرجال)) (3/ 314): سألت أبِي عن حديث حَمَّادِ بْنِ يَحْيَى الأَبَحِّ، فقال: هو خطأ، إنما يروى هذا الحديث عَنِ الْحَسَنِ – يعنِي مُرْسَلاً -.
وقال (5402): حدثَّنِي أبِي قال: حَدَّثَنَاه حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ وَيُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَثَلُ أُمَّتِي ... )) فَذَكَرَهُ.
[الثانية] الْحَسَنُ الْبَصْرِِيُّ عَنْهُ.
قال الطبرانِيُّ ((الأوسط)) (4058): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ)).
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ إلا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، تفرَّد به الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ)).
وقال ابن عدِيٍّ ((الكامل)) (4/ 331): أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيدٍ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ تَمَّامٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
قلت: والحديث بهذين الإسنادين منكر. عُبَيْدُ اللهِ بْنُ تَمَّامٍ السلمِيُّ أبو عَاصِمٍ الْوَاسِطِىًُّ كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يعرف من أحاديثهم، حتى يشهد من سمعها ممن كان الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج بخبره، قاله ابن حبَّان. وقال البخارِيُّ: عنده عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عجائب. وقال أبو حاتمٍ الرَّازِيُّ: ليس بالقوي ضعيف الحديث، روى أحاديث منكرة. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وأمر بان يضرب على حديثه. وقال السَّاجِيُّ: كذاب يحدِّث بمناكير.
وأما عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ فإن يكن أبا حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ فهو متروك الحديث، وإن يكن العامري البصرى مؤذن بني بكرة، فلم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد خولف، ولم يتابعه إلا الضعفاء بينو الضعف.
[الثالثة] قَتَادَةُ عَنْهُ.
قال ابن عدِيٍّ ((الكامل)) (3/ 48): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرَوَانَ ثَنَا أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ)).
¥