ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[31 - 08 - 05, 12:13 ص]ـ
معظم البحث السابق مستفاد من كتاب ((دفاعا عن السلفية)) للشيخ عمرو عبدالمنعم وكتاب ((عداء الماتردية للعقيدة السلفية)) للشيخ شمس الدين الأفغاني وكتاب ((موسوعة أهل السنة)) لعبد الرحمن الدمشقية وتحقيق الشيخ محمد سيف النصر لتتمة الرد على الجهمية من كتاب الإبانة لإبن بطة
وكتاب ((المسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة)) للشيخ عبد الإله الأحمدي
جزاهم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 09 - 05, 08:53 م]ـ
زعم السقاف أن السلفيين يعينون الله عز وجل في مكان يقال له المكان العدمي ثم نقل كلاما ينسبه لشيخ الإسلام في مسألة الحد أي أن السلفيين يجعلون الله محدودا والعياذ بالله
وجواب ذلك أن يقال المكان الذي يحد أمر وجودي والعدم نقيض الوجود ولا يحد شيئا كما هو معلوم
وقول بعض علماء أهل السنة بالمكان العدمي إنما أطلقوه عند التنزل والإستفصال كما هو ظاهر في مقدمة مختصر العلو للشيخ الألباني وإلا فالعدم ليس بشيء
أما النص الذي نقله عن شيخ الإسلام فهو ((والله تعالى له حد لا يعلمه احد غيره ولا يجوز لأحد)) إلى آخر النقل وهذا الكلام لم يقله شيخ الإسلام وإنما نقله عن عثمان بن سعيد الدارمي ولكن السقاف فاجر كذاب عديم الورع لا يتورع عن الكذب على شيخ الإسلام
وياليت شعري لماذا لم ينقل قول الإمام أحمد الذي نقله شيخ الإسلام في نفس الكتاب وهو قوله ((نؤمن بأن الله على العرش بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحدها أحد)) على أنه مذهب شيخ الإسلام
أم لماذا لم ينقل ما نقله شيخ الإسلام عن السجزي في نقض التأسيس وهو قوله ((وليس من قولنا إن الله فوق العرش تحديد له وإنما التحديد يقع للمحدثات فمن العرش إلى ما تحت الثرى محدود والله سبحانه وتعالى فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان قال وإنما يقول بالتحديد من يزعم أنه سبحانه وتعالى على مكان وقد علم أن الأمكنة محدودة فإن كان فيها بزعمهم كان محدودا وعندنا أنه مباين للأمكنة ومن حلها وفوق كل محدث فلا تحديد لذاته في قولنا)) ولم يعلق عليه بشيء سوى قوله هذا لفظه لماذا لم ينقله السقاف على أنه مذهب شيخ الإسلام أم إنها الإنتقائية والحقد الذي في قلب السقاف المسود
وغاية ما في كلام شيخ الإسلام عن مسألة الحد في درء التعارض نفي التعارض بين قولي أحمد بن حنبل
وشيخ الإسلام لا يثبت صفة لله تسمى الحد بدليل قوله في نقض التأسيس ((إنّ الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا: إن له صفةً هي الحدُّ، كما توهمه هذا الرادُّ عليهم، وهذا لم يقله أحدٌ، ولا يقوله عاقل، فإن هذا الكلام لا حقيقة له، إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شيء من الموصوفات كما وُصِفَ باليد والعلم ِ صفةٌ معينة يقال لها: الحدُّ))
ووجه شيخ الإسلام كلام ابن المبارك في إثبات الحد على أنه رد على الجهمية الذين لا يثبتون التمايز بين الله تعالى وخلقه فقال في النقض ((ولما كان الجهمية يقولون مامضمونه: إن الخالقَ لا يتميّز عن الخلقِ، فيجحدون صفاته التي يتميّز بها، ويجحدونَ صفاتِه التي يتميّز بها، ويجحدون قدره حتى يقول المعتزلة غذا عرفوا أنه حي عالم قدير: فقد عرفنا حقيقته وماهيته، ويقولون: إنه لا يباين غيره، بل إما أن يصفوه بصفة المعدوم، فيقولوا: لاداخل العالم ولا خارجه ولا كذا ولا كذا، أو يجعلوه حالا في المخلوقات أو وجودِ المخلوقات، فبيّن ابن المبارك أنّ الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه، منفصلٌ عنه، وذكر الحدّ لأن الجهمية كانوا يقولون: ليس له حدٌّ، وما لا حدّ له لا يباينُ المخلوقاتِ، ولا يكون فوق العالم، لأن ذلك مستلزم للحدِّ، فلما سألوا أمير المؤمنين عبدالله بن المبارك: بماذا نعرفه؟ قال: بأنه فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه، فذكروا لازم ذلك الذي تنفيه الجهمية، وبنفيهم له ينفون ملزومه الذي هو موجود فوق العرشِ – سبحانه – مباينته للمخلوقات، فقالوا له بحدٍّ؟ قال: بحدّ.)) ولهذا لم يتكلم شيخ الإسلام عن مسألة الحد في كتبه التقريرية كالعقيدة الواسطية ولاميته في العقيدة
والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 12:02 ص]ـ
ثم وجدت نصا لشيخ الإسلام في النقض يقول فيه ((فأهل السنة لم يثبتوا بهذه الألفاظ (أي الحد وغيرها) صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة، بل بينوا بها ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته من خلقه وثبوت حقيقته))
وفاتني ذكر تعريف شيخ الإسلام للحد وهو ((الحد ما يتميز به الشيء عن غيره من صفته وقدره)) ومن هنا نتبين أن إطلاق جمع من السلف لهذا اللفظ كان ردا على الجهمية الحلولية كقولنا عن رب العالمين قائم بذاته ردا على من يزعم أنه مفتقر إلى خلقه أو لدفع التوهم في ذلك
وقد قال شيخ الإسلام ((إن كثيراً من أئمة السنة والحديث أو أكثرهم يقولون إنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه بحد)) وقوله ((كثيرا)) ينفي وجود إجماع أما قوله في نفس الكتاب وهو النقض ((المحفوظ عن السلف والأئمة إثبات حد لله في نفسه، وقد بينوا مع ذلك أن العباد لا يحدونه ولا يدركونه، ولهذا لم يتناف كلامهم في ذلك كما يظنه بعض الناس، فإنهم نفوا أن يَحُد أحدٌ الله)) فقوله ((السلف)) الألف واللام فيها للعهد لا للعموم لما تقدم وإطلاق لفظ الحد عند من أطلقه من باب الإخبار لا من باب الصفات وقد تقدم نفي كون الحد صفة لرب العالمين عن شيخ الإسلام
وهذه الألفاظ أطلقها بعض السلف لتقرير ما أثبته الله لنفسه ولم يبتدعوا ألفاظامعارضين بها ما أثبته الشارع لنفسه كقولهم عن رب العالمين ليس بجهة ولا متحيز ويريدون بذلك نفي العلو
¥