تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 12 - 05, 07:27 م]ـ

ومن هذه الآثار الصحيحة مارواه النسائي أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا حماد قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه قال:

-صلى بنا ياسر صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم لقد خففت أو أوجزت الصلاة فقال أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام تبعه رجل من القوم هو أبي غير أنه كنى نفسه فسأله الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى واسألك نعيما لا ينفذ وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضاء بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين))

قلت هذا سند صحيح ولا يضره اختلاط عطاء لأنه من رواية حماد بن زيد عنه وهي قبل الإختلاط كما أفاد كل من الإمام البخاري والإمام النسائي وذلك في ترجمة عطاء في التهذيب

وقد جاء التصريح بأن حماد هو ابن زيد عند ابن خزيمة في التوحيد حديث 12 حيث رواه عن أحمد بن عبدة الضبي عن حماد بن زيد به

ومن طريق ابن خزيمة رواه ابن حبان في الصحيح

وكذلك ابن أبي عاصم في السنة حديث رقم343حيث رواه عن أبي الربيع الزهراني عن حماد بن زيد به

ومثله عبد الله بن أحمد في السنة حديث رقم 400

ورواه الدارمي في الرد الجهمية حديث 96عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد به

ورواه المروزي في صلاة الوتر حدي رقم 88 حدثنا محمد بن عبيد ثنا حماد بن زيد به

روي عن حماد من طرق أخرى

وتابعه محمد بن فضيل في كتاب الدعاء له حديث رقم 84 حدثنا عطاء بن السائب به

وتابعه حماد بن سلمة فقد رواه الدرامي في الرد على الجهمية عن مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة

ولم يتفرد السائب بن مالك (والد عطاء) بل تابعه قيس بن عبادة

فقد قال النسائي في سننه أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا عمي قال حدثنا شريك عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مجلز عن قيس ابن عباد قال:

-صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخفها فكأنهم أنكروها فقال ألم أتم الركوع والسجود قالوا بلى قال أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب وأسألك نعيما لا ينفذ وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراء مضرة وفتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين))

وهذا سند صالح للإعتبار ولم أقصد تتبع جميع طرق هذا الحديث

وفي هذا الحديث دليل على أن عمار بن ياسر كان يثبت لله صفة الوجه تبعاً للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد ثبت إثبات الوجه عن الصحابي الجليل فضالة بن عبيد

فقد قال ابن أبي عاصم في السنة حدثنا عمرو بن عثمان ثنا أبي عن محمد بن المهاجر عن ابن حلبسعن أم الدرداء أن فضالة بن عبيد كان يقول ((اللهم إني أسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراء مضرة وفتنة مضلة)) وزعم أنها دعوات كان يدعو بها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

قلت هذا سند صحيح

وفيه نقض لإفك المعطلة الذين يجعلون إضافة الوجه واليد لله عزوجل كإضافتها للظروف والمعاني التي لا تتصف بالحياة والقدرة والإرادة كما أن ظروف الأزمنه والمعاني لا يمكن رؤيتها فضلاً عن رؤية الإضافات التي تضاف إليها وقد تقدم نقض أحد تفريعاتهم على هذه القاعدة عند الكلام على صفة الوجه

ومن تفريعاتهم الفاسدة على هذه القاعدة (التشبيهية) احتجاجهم بقوله تعالى ((لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)) على أن اليد تأتي بلفظ التثنية ولا يقصد بها اليد الحقيقية والرد عليهم من وجهين

الأول ما قدمناه من أن إضافة اليد لله عزوجل غير إضافة لكتابه العزيز وهو كلام الله أي أنه معنى والمعاني لا تتصف بالحياة والقدرو والإرادة فقياسها على من يتصف بهذه الصفات باطل

الثاني أن لفظ اليدين هنا جاء قبله قوله (من بين) مما يدل أن المعنى هو لا يأتيه البطل من أمامه ومن خلفه ولكن مع فقدان (من بين) يصبح من المستحيل حمل اليدين على المقصود بهما الأمام

كما هو الحال في قوله تعالى ((بل يداه مبسوطتان)) ولا يمكن حملها على النعمة لأن نعم الله لا تحصى وليس نعمتان فقط

ولا يمكن حملها على القدرة فالقدرة واحدة وليست قدرتان

ثم إن اختصاص بعض الأمور بالخلق باليد كما عن جماعة من السلف يمنع حمل اليدين على التأويلين السابقين

وكذلك اقتران فعل اليدين بالباء كأن تقول كتبت بيدي و حرثت بيدي فلا يمكن حمل اليد هنا إلا على الحقيقة

كما هو الحال في قوله تعالى ((قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)) ومن نعلم بطلان قول المعطلة أن آيات الصفات من المتشابهات لأنها تحتمل معان عديدة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير