تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: ثم يشفع الملائكة، والنبيون، والشهداء، والصالحون، والمؤمنون، فيشفعهم الله.

قال: ثم يقول الله: أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته.

قال: ثم يقول: أنا أرحم الراحمين.

قال:

ثم قرأ عبد الله: {ما سلككم في سقر، قالوا: لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين} [المدثر: 42 - 45].

قال: فعقد عبد الله بيده أربعا، ثم قال:

هل ترون في هؤلاء من خير؟ ما ينزل فيها أحد فيه خير.

فإذا أراد الله -عز وجل- أن لا يخرج منها أحد، غير وجوههم وألوانهم.

قال: فيجيء الرجل فينظر، ولا يعرف أحدا.

فيناديه الرجل، فيقول: يا فلان، أنا فلان.

فيقول: ما أعرفك.

فعند ذلك يقول: {ربنا أخرجنا منها، فإن عدنا فإنا ظالمون}.

فيقول عند ذلك: {اخسئوا فيها، ولا تكلمون} [المؤمنون: 107 - 108].

فإذا قال ذلك، أطبقت عليهم، فلا يخرج منهم بشر

قلت قبيصة في روايته عن الثوري كلام ولكنه توبع في هذا الإسناد

وتوبع عند الحاكم حيث قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدثنا الحسين بن حفص، حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء فذكره

وأبو الزعراء هذا وثقه ابن حبان والعجلي وابن سعد وصحح له الحاكم وقال البخاري لا يتابع على حديثه فعلى هذا هو حسن الحديث والحسين بن حفص ثقة نبيل

وتوبع عند ابن خزيمة في التوحيد حيث قال حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحي وقرأه على من كتابي ثنا سفيان فذكره

قلت و يحي هو ابن سعيد القطان كما جاء التصؤيح في تعظيم الصلاة للمروذي وتابعه ابو نعيم عند الطبراني في الكبير حيث قال حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان فذكره

قلت وبهذا يثبت هذا الأثر وفيه إثبات ابن مسعود لصفة الساق إذ أن الأثر صريح في أن الكشف عن الساق خاص بالمؤمنين وأدعياء الإيمان أما شدة الخطب فتقع على جميع الناس فتأمل

والأثر صريح في أن الكشف عن الساق هي العلامة التي يعرف بها المؤمنون ربهم وهذا لا يمكن أن ينطبق على شدة الخطب ومن هذا يعلم أن سواء كان اللفظ الراجح في الحديث المرفوع ساق أو ساقه فصفة الساق ثابتة

ومن المعلوم أن المعطلة قد شرقوا وغربوا بتفسير ابن عباس وغيره من السلف للكشف عن الساق بشدة الخطب زاعمين ان هذا تأويل والصواب ان هذا التفسير ليس تأويلاً لأن التأويل اللفظ عن ظاهره وظاهر الآية لا يدل على أن الساق صفة لله عز وجل إذ أن الساق لم تأت مضافة لرب العالمين

ومثله قوله تعالى ((وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)) فمن حملها على القوة بناءً على أن الأيد مصدر آد يئيد أيداً ليس مؤلاً إذ أن الأيد لم تأت مضافة لرب العالمين

فإن قال قائل ما تصنعون بقوله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)) وظاهره يخالف ما تزعمونه من اختصاص و غيره بالخلف باليد واليد هنا مضافة لله جل وعلا

فالجواب أن هذا من باب إطلاق الخاص وإرادة العام كقوله تعالى ((ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)) وقد يكون هذا المحاسب _ بفتح السين _ قد عصى الله بلسانه أو عينه

وإطلاق الخاص مع إرادة العام لا ينفي وجود الخاص بل يؤكده كما هو الحال في الآية السابقة وفي قوله تعالى ((اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)) فهم لا يريدون وجه يعقوب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقط وهذا لا يعني أنه ليس عنده وجه!!!!!!!!

وعلى فرض أن ما ذهب إليه ابن عباس في صفة الساق وغيره في (الأيد) تأويل فهم نافون وغيرهم مثبت والمثبت مقدم على النافي

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 01:11 ص]ـ

زعم السقاف أن البخاري قد أول الضحك بالرحمة

ثم أحال على مقدمته لدفع شبه التشبيه

وفيها قول البيهقي روى الفربري عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ((معنى الضحك في الحديث الرحمة))

قلت هذا منقطع بل معضل بين البيهقي والفربري فبينهما مفاوز ولم يذكر البيهقي من أين أخذه

وقد تقدم أن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص أثبت لله صفة الضحك فلو ثبت التأويل عن البخاري لم يكن حجة علينا

وتأويل الضحك بالرحمة تأويل باللازم و لازم الشيء غيره وهذا أمر أوضح من أن يشرح

ومن الأحاديث التي لا يمكن معها تأويل الضحك بالرحمة

ما رواه ابن ماجة حَدَّثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثنَا يزيد بْنُ هارون. أَنْبَأَنَا حماد بْنُ سلمة، عَنْ يعَلِيّ بْنُ عطاء، عَنْ وَكِيْع، عَنْ وَكِيْع بْنُ حدس، عَنْ عمه أَبِي رزين؛ قَالَ:

قَالَ رَسُول اللَّه صَلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلمْ: (ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره) قَالَ، قلت: يا رَسُول اللَّه! أَوْ يضحك ربنا؟ قَالَ (نعم) قلت: لن نعدم من رب يضحك خيراً.

هذا حديث حسن وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد وننبه هنا على أمر وهو أن حماد بن سلمة لم يختلط وإما تغير وبينهما فرق والتغير لا يطعن في صحة روايته وفيه إثبات أبي رزين لصفة الضحك إذ يستحيل أن يسأل أويرحم ربنا؟!!

ولم يتفرد يزيد بن هارون بل تابعه هدبة بن خالد عند الطبراني في الكبير حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة فذكره

وممن أثبت لله صفة الضحك من السلف معمر بن راشد حيث قال في جامعه باب من يضحك الله إليه

وهو أعلى طبقة من البخاري كما لا يخفى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير