وأما آخر الكلام الذي بتره السقاف ((ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم))
فهذا نص صريح في إثبات صفة التجلي وهي صفة فعليه فأين التفويض؟!!!
وللترمذي كلام آخر في الصفات صريح في الإثبات
قال الترمذي ((وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه))
وهذا صريح في إثبات العلو الحسي وليس معناه العلو المعنوي لأن الترمذي كان في صدد نفي كون الله في الأرض كما هو ظاهر الحديث المنكر الذي كان الترمذي يتكلم عنه ((لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله))
وله كلام آخر صريح في إثبات الصفات وهو قوله ((وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))))
وهذا كلام صريح بالإثبات لوجوه
الأول عدم تفريقه بين اليد والسمع والبصر بل أثبتها جميعاً
الثاني قوله ((وفسروها على غير ما فسرها أهل العلم)) مما يدل أن لأهل العلم تفسير لهذه الآيات والأحاديث وقد تقدم ذكر الكثير منها ومنها تفسير الترمذي الذي ذكرناه للتو
وقد قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {بأعيننا ووحينا} قال: بعين الله ووحيه
قلت هذا سند صحيح وفيه إثبات قتادة لصفة العين وتفسيره آية من آيات الصفات
الثالث نفي السؤال عن الكيفية وقد تقدم شرحه
الرابع إثبات الترمذي لصفة العلو
الخامس نفيه للتوهم وإنما يحصل توهم التشبيه والتجسيم لمن يثبت الصفات أما المعطلة فذلك منتفي في حقهم
وما نقله الترمذي عن إسحاق حق لا مرية فيه فلو كان الإتفاق باللفظ يقتضي الإتفاق في المعنى أو التشابه لكانت يد الجمل كيد الباب ويد النملة كيد الفيل وساق النبات كساق الإنسان والأمثلة على ذلك كثيرة
وعوداً على ما ذهب إليه الدارمي من أن الله لو شاء أن يستقر على بعوضة لفعل فهو مبني على اعتقاد الدارمي للعلو فالقوة التي منحها الله عزوجل للعرش والحملة قادر على أن يعطيها لبعوضة
فإن قال المعطل غير قادر وقع في هوة سحيقة وإن أقر بقدرة الله عز وجل على ذلك أقر من باب أولى باستوائه على العرش
ولا يلزم من الإلزام التجويز والتجويز نوعان عقلي وشرعي
والعقلي منتفي في حق الدارمي لأنه يعتقد أن من غير المعقول أن هناك ثمة عقيدة صحيحة في الله عز وجل ولا تدل عليها النصوص
والشرعي أيضاً منتفي لعدم وجود دليل على ذلك
وبإمكاننا أن نمثل بمثال يتضح به المقال فلو قال قائل ((لو شاء الله لأحيا الصديق والفاروق قبل يوم القيامة)) فهذا المعنى وإن كان صحيحاً إلى أنه لا يمكن اعتقاده لعدم قيام الدليل الصحيح الصريح على ذلك ولا يقال في حق قائل هذه المقوله أنت تعتقد هذا لأن تجويز الشيء كوقوعه فتجويز الوقوع أصلاً غير حاصل لوجود مانع وهو أن هذا أمر غيبي خارق لو كان سيقع لكان هناك نص
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 01 - 06, 09:44 م]ـ
زعم السقاف أن الستة (وهم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة) قد تحاشوا الرواية عن الدارمي عثمان بن سعيد رغم أنه من طبقة شيوخهم
فيقال له اثبت العرش ثم انقش
¥