تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللهُ تَعَالَى ((وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ))، أَيْ قَابِلُونَ مُسْتَجِيبُونَ لَهُمْ، فَإِذَا كَانَ جِيلُ الْقُرْآنِ كَانَ بَيْنَهُمْ مُنَافِقُوَن، وَفِيهِمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ، فَمَا الظَّنُّ بِمَنْ بَعْدَهُمْ)).

وَللهِ دَرُّ أَبِي الْعبَّاسِ الْمُعْتَزِ بِاللهِ، فَقَدْ أَصَابَ حَقَائِقَهُمْ وَنَعْتَهُمْ:

لَقَدْ قَالَ الرَّوافِضُ فِي عَلِيٍّ ... مَقَالاً جَامِعَاً كُفْرَاً وَمُوقَا

زَنَادِقَةٌ أَرَادَتْ كَسْبَ مَالٍ ... مِنَ الْجُهَّالِ فَاِتَّخَذَتهُ سُوقَا

وَأَشْهَدُ أَنَّهُ مِنْهُمْ بَريٌّ ... وَكَانَ بِأَنْ يُقَتِّلَهُمْ خَلِيقَا

كَمَا كَذَبُوا عَلَيهِ وَهُوَ حَيٌّ ... فَأَطعَمَ نَارَهُ مِنْهُمْ فَرِيقَا

وَللهِ درُّ الآخَرِ، حَيْثُ يَقُولُ:

إنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى ... مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ

مَدَحُوا النَّبِيَّ وَخَوَّنُوا أَصْحَابَهُ ... وَرَمَوهُمُ بِالظُّلْمِ وَالْعُدُوانِ

حَبُوا قَرَابَتَهُ وَسَبُّوا صَحْبَهُ ... جَدَلانِ عِنْدَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ

فَكَأَنَّمَا آلَ النَّبِيِّ وَصَحْبَهُ ... رُوحٌ يَضُمُّ جَمِيعَهَا جَسَدَانِ

فِئَتَانِ عَقْدُهُمَا شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ ... بِأَبِي وَأُمِّي ذَانِكَ الْفِئَتَانِ

فِئَتَانِ سَالِكَتَانِ فِي سُبُلِ الْهُدَى ... وَهُمَا بِدِينِ اللهِ قَائِمَتَانِ

إنَّ الأَحَادِيثَ فِى فَضَائِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَظِيمِ مَنْزِلَتِهِ، وَقُرْبِهِ الْوَثِيقِ مِنْ النَّبيِّ مُسْتَفِيضَةٌ مُشْتَهَرَةٌ، وَقَدْ أَوْدَعَهَا أَهْلُ السُّنَّة كُتَبَهُمْ، وَزَيَّنُوا بِهَا مَجَالَسَهُمْ، وَجَهَرُوا بِهَا فِى مُنَاظَرَاتِهِمْ وَخُطَبِهِمْ، حَتَّى قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: لَمْ يُرْوَ فِي فَضَائِلِ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ بِالأَسَانِيدِ الْحِسَانِ مَا رُوِي فِي فَضَائِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وَلِلإِمَامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ كِتَابُ ((خَصَائِصُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ))، لَمْ يُنْسَجْ عَلَى مِنْوَالِهِ، وَلا جَاءَ الْمُخَالِفُونَ بِمِثَالِهِ.

قَالَ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ ((كِتَابُ الْمَغَازِي)) (4064): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلِيّاً، فَقَالَ: أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ قَالَ: ((أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي)).

وَقَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَقَالَ: ((أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي)).

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بهَذَا الإِسْنَادِ.

قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مُسْتَفِيضٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلِيٌّ نَفْسَهُ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَعبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَأَنَسٌ، وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَة، وَحُبْشِيُّ بْن جُنَادَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير