تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

،والوعى الحضرى; والرقّى الذي تسبقه دراسات وبحوث منظمة في نواحى العلوم المختلفة؟ ولن يكون من هذا شىء في بداية الأمم وجاهليتها وأطوارنشأتها الأولى.ولو أنَّ العربى الأول ومن معه في عهود نشأتهم العيتقة فَكَّر في كل كلمة على هذا النحو وأطال النظر في بنائها وإعرابها ومايتصل بذلك على الوجه العجيب الغريب الذي سجله النحاة لَوَدَّع الحياة،وخرج هو و. هل جيلة من دنياهم قبل أن يفرغوا من بحث بْضعِ كلمات قليلة على الوجه السالف ;ذلك أن أعمارهم قصيرة لا تتسع لمثل هذا البحث المستقصى العنيف،والدراسة العقلية المستفيضة.بل إن أعمار أجيال متتابعة لاتتسع لمثل هذا ولا للفراغ منه.وإذاًفكيف كانوا يتكلمون قبل الانتهاء والفراغ من تلك الدراسة العجيبة؟

/ صفحه 54 /

وشىء ثالث -وراء ماسبق تقريره من أن العقل والواقع يأبيان أن يقع شىء من البحث المنظم والتفكير العلمى والدراسة المنطيقية في جاهلية الأمم وبدايتها،وأن عمر الفرد بل الجيل والأجيال لا يمتد ولا يتسع لإنجازها على فَرْض وقوعها -هبْها وقعت فكيف تم لهم ذلك؟ أكانوا يجتمعون في مؤتمرات موَحدة -كما يقول بعض الباحثين -ليدرسوا ويُمَحِّصوا ويجادلوا،ويسوقوا الأدلة والحجج.حتى إذا ماانتهوا إلى قرار حاسم أذاعوه؟ ومن أعضاء المؤتمر.وكيف يختَارون؟ وما الوسائل الناجحة التي يذيعون بها القرار في الناس ليؤمنوا به،ويسيروا عليه؟ أم كان الأمر متروكا للفرد يبحث ويعلل ثم يذيع ما يستقر عليه رأيه؟ وما وسيلته في النشر؟ وماسلطانه الذي يفرض به القرار على الأفراد والجماعات؟ أليس ذلك كله دليلا أى دليل على بطلان مانحن بصدده،وفساد الخطة التي رسمها النحاة في كثير من بحوثهم،وانهيار تعليلانهم في تأييد تلك البحوث (1).وفي بقية الأمثلة التالية من الأشمونى وحاشيته.مايزيد الأمر وضحاً (من غير تعليق)

2ـنيابة الحرف عن الحركة في الاسم تكون في ثلاثة مواضع:الأسماء الستة،والمثنى،والمجموع على حده. فبدَأ بالأسماء الستة لأنها أسماء مفردة والمفرد سابق المثنى والمجموع،ولأن إعرابها على الأصل في الإعراب بالفرع من كل وجه ... ».

(قوله ولأن إعرابها على الأصل ... ) أى:لأن الأصل في المعرب بالفرع وهو الحرف أن يكون رفعه بالواو،ونصبه الألف،وجره بالاياء،ليجانس الفرع الأصل.ويؤخذ من هذه العلة الثانية وجه تقديم ما ناب فيه حرف عن حركة على ماناب فيه حركة ;لأنه لم يَجْرِ على الأصل ولا من بعض الوجوه بخلاف

(1) ومن الانصاف أن نسجل هنا أن فريقا من قدامى العلماء قد أشاروا لهذا،وأنحوا باللائحة على أصحابه،ووصفوه بأنه عيب وقع من جهه متأخرى المشارقة الذين نظروا في الفلسفة والمنطق،ولم يراعوا مقاصد أرباب الفنون كما جاء في هامش النصريح ج 1 ص18 في باب شرح الكلام ومايتألف منه.

/ صفحه 55 /

ماناب فيه حرف عن حركة ;فإن بعضه جاء على الأصل في الإعراب بالفرع من كل وجه ;كالأسماءالستة. وبعضة جاء على الأصل من بعض الوجوه كالمثنى والجمع على حده ;فإن الأول جاء على الأصل في الجر،والثانى جاء عليه في الرفع والجر) اه.

3ـمذهب سيبوية أن ذو معنى صاحب وزنها فَعل بالتحريك ولامها ياء.ومذهب الخليل أن وزنها فَعْل ولامها واو، فهى من باب قوة وأصله ذَوْوٌ.وقال ابنكيسان تحتمل المزنين جميعاً. (قوله:وزنها فَعَل بالتحريك ولامها ياء ... ) أماالأول فلا نقلاب لامها ألفاًفي نحو: «ذواتاً».وقيل «ذاتاً».أيضاًبلارد اللام كما في النسهيل.وأما الثانى فلأن يائىّ اللام أكثر من واويّه،والحمل على الأكثر أرجح ;فأصلها ذوى حذفت الياء اعتباطاً ونقلت حركة الإعراب إلى الواو،وحركت الذال بحركة الواو،اتباعاًلها.ثم في حال الرفع حذفت ضمه الواو للثقل،وفي حال النصب قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها وفي حال الجر حذفت كسرة الواو للثقل ;فوقعت الواو متطرفة إثر كسرة ;فقلبت ياء.فإن قلت:لا وجه للنقل والإتباع في حال النصب لفتح الواو والذال فتحاًأصلياً. قلت:يقدر ذهاب فتحهما الأصلى وفتح الواو بفتحة الإعراب التي كما اللام المذوفة وفتح الذال بفتحة الإتباع لتكون حالة النصب كحالتى الرفع والجر على قياس ما يأتى للشارح ترجيحه في «أب» قبيل التنبيه الآتى.ولك ألا تتكلف ذلك على قياس مقابله الآتى.).ا ه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير