ـ[أبو ثغر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:45 ص]ـ
العلة الثامنة
وهي نقل الحديث من الصحف دون لقاء الشيوخ والسماع من الأئمة وهذا باب أيضا عظيم البلية والضرر في الدين فإن كثيرا من الناس يتسامحون فيه جدا وأكثرهم انما يعول على اجازة الشيخ له دون لقائه والضبط عليه ثم يأخذ بعد ذلك علمه من الصحف المسودة والكتب التي لا يعلم صحيحها من سقيمها وربما كانت مخالفة لرواية شيخه فيصحف الحروف ويبدل الألفاظ وينسب جميع ذلك الى شيخه ظالما له وقد صار علم أكثر الناس في زمننا هذا على هذه الصفة ليس بأيديهم من العلم الا أسماء الكتب
وإنما ذكرت لك هذه العلل العارضة للحديث لأنها أصول لنقاد الحديث المهتبلين بمعرفة صحيحه من سقيمه فإذا ورد عليهم حديث بشع المسموع أو مخالف للمشهور نظروا أولا في سنده فإن وجدوا في نقلته ورواته رجلا متهما ببعض تلك الوجوه التي ذكرتها لك استرابوا به ولم يجعلوه أصلا يعول عليه وان وجدوا رجاله الناقلين له ثقات مشهورين بالعدالة معروفين بالفقه والأمانة رجعوا الى التأويل والنظر فإن وجدوا له تأويلا يحمل عليه قبلوه ولم ينكروه وان لم يجدوا له تأويلا الا على استكراه شديد نسبوه الى غلط وقع فيه من بعض تلك الوجوه المتقدمة الذكر
فهذه جملة القول في هذا الباب وبالله التوفيق والله أعلم
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:48 ص]ـ
ومعذرة لطول الفقرة و بعض الخطأ فيها فقد نقلتها من الموسوعة مباشرة
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 03 - 06, 09:11 ص]ـ
وفقكم الله.
وكان من قول الدكتورة خديجة:
(ورأيت أن بعض النحاة احتجوا بالحديث من غير أن يقدموا له بما يدل على أنه حديث، أو ينبهوا إلى ذلك، وأول هؤلاء سيبويه ... ... و وجدتُ هؤلاء النحاة يأخذ اللاحق منهم مما احتج به السابقون من أحاديث، ويحتج بأخرى لم يسبق إليها ابتداء من الفراء والمبرد حتى آخرهم ابن الأنباري، إلا أن ما يزيدونه من جديد على ما يأخذونه عن السابقين لا يكون من الكثرة بمكان ... إلا أني وجدتُ ابن جني قد احتج بأحاديث كثيرة لم يسبق إليها ... ).
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[04 - 03 - 06, 01:20 م]ـ
البطليوسي ت 521هـ
وهو من النحاة الذين كتبوا في الحديث النبوي
وله شرح لموطأ مالك
فهل كلامه السابق يفهم منه أنه يعلل لترك /قلة الاحتجاج النحوي بالحديث؟
أرجو إبداء الرأي من الشيوخ الأفاضل وأخص من بينهم الفهم الصحيح والعوضي و العاصمي وغيرهم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 03 - 06, 01:23 م]ـ
وقالت:
(وبينتُ أن سيبويه الذي كان أكثر ما نسب إليه أنه احتج بثمانية أحاديث؛ قد وجدته يحتج بخمسة عشر حديثا نبويا وصحابيا، ولم يكن الفراء أكثر منه احتجاجا بالحديث. وبقي الاحتجاج بالحديث عند النحاة الذين جاءوا بعدهم مقاربا لما عندهما في الكثرة ... حتى جاء ابن جني فأكثر منه، ويأتي بعد ابن جني في كثرة الاحتجاج بالحديث الذي لم يسبق إليه؛ الزمخشري ...
هذا؛ وأودّ أن أنبه إلى أنني لم أستطع الاطلاع على كل الكتب التي طُبعت لهؤلاء النحاة ... واعتمدتُ في الأحاديث المنسوب الاحتجاج بها إلى بعضهم على الدراسات التي كتبت عنهم لأنني لم أطلع على كتبهم، كأبي علي الفارسي وابن الشجري والأخفش، أو لم يكن لهم كتاب مطبوع ولا مخطوط كأبي عمرو بن العلاء.
إلا أنني مع هذا استطعت أن أستخلص أن ما قاله القدماء من أن السهيلي أو ابن خروف أو ابن مالك أولُ من احتج بالحديث النبوي؛ قولٌ مردود بما جاء في الدراسات الحديثة عن الزمخشري وابن الشجري وأبي علي الفارسي وأبي زكرياء الفراء، وبما أثبتُّه من احتجاج هؤلاء الذين ذكرتُهم به.
وأن ما قاله الدكتور أحمد مكي الأنصاري من أن الفراء أول من احتج بالحديث؛ مردودٌ أيضا بثبوت تقدم ثلاثة من شيوخه عليه في الاحتجاج به، وقد أخذ عنهم بعض هذه الأحاديث واحتج بها في كتبه وزاد عليها غيرها ... ).
ثم أوردت الدكتورة كشفا بـ 87 حديثا دون المكرر وجدتَها قد احتج بها النحاة الذين استعرضت كتبهم أو آراءهم ... و 29 أثرا عن الصحابة وبعض آل البيت.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 03 - 06, 01:14 م]ـ
ومما يدل على النقص في هذا الاستقراء ما ذكره أبو البركات الأنباري في الإنصاف (2/ 567) ردا على الاحتجاج بحديث، أنه ((من كلام الراوي لا من كلامه عليه السلام لأنه صلوات الله عليه أفصح من نطق بالضاد)).
وفقك الله.
إنما عنيتُ بنقص الاستقراء في عملها = أنها لم تستغرق نحاة تلك الفترة كلهم ... ولا استغرقت تآليف من ذكرتهم ... وليس ذلك بمعيب في مبحثها لأنها بصدد النظر في ثبوت الاحتجاج بالحديث عند النحاة المتقدمين، وذلك يستقر ويصح بمجرد وجود الاستشهاد أو الاحتجاج عند نحوي أو اثنين ... فكيف إذا أثبت وجوده عند جمهرة منهم؟
أما ما ذكرتَ من مثال - رعاك الله - فإذا أردت عينه؛ فلم تكن في غفلة عنه، فقد ذكرتُه أول مثال عند كلامها عن ابن الأنباري ... فكان من قولها في طليعة مبحثها صـ 173: ( ... لقد احتج ابن الأنباري بالحديث كثيرا في اللغة ومسائلها، أما في النحو والصرف فقد احتج به في مسائل من كتابه " الإنصاف " جاءت على لسان الكوفيين أو البصريين، وقد ردّ الاحتجاج بواحد منها، وأثبت الباقي واحتج بها في مواضع أخر على المحتجين به - وهم الكوفيون - في هدم حجتهم وردّها).
أما إذا أردتَ - لا زلتَ مسددا - دلالته التي بيّنتَ فنعم ... فما رأيتها تعرضت لهذا في موطن من كتابها ... وربما أكون في غفلة عن ذلك.
يتبع إن شاء الله.
¥