ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 03 - 06, 11:03 ص]ـ
لا خلاف بين أهل العلم في جواز الاستشهاد بالحديث في فنون اللغة غير النحو؛ لأن الاستشهاد بها في علم الغريب أو البلاغة, أو غيرها يراد به المعنى المراد بالكلمة أو تركيبها ولا يراد به الكلمة ذاتها أو تركيبها بخلاف الاستشهاد به في النحو فإن المراد به الكلمة ذاتها أو تركيبها؛ والمباني دون المعاني
يسرني إدراك هذا من قبل المشاركين في هذا الموضوع
قال العلامة محمد الخضر حسين - رحمه الله في كتابه < دراسات في العربية ... > 176 ضمن بحثه في هذا المسألة: ( ... واللغة أخت النحو كما صرحوا به).
وفقك الله أخي الفاضل ... ما تريد قوله مفهوم إن شاء الله ... وهو أول ما يفجؤك إذا قرأتَ كتاب الدكتورة خديجة الحديثي، فتراها تقول في السطر الرابع من المقدمة: ( ... لكننا نرى علماء العربية يحتجون به في الأدب والبلاغة واللغة والتفسير، ويترددون في الاحتجاج به في علمي الصرف والنحو، وما ذلك إلا لأن هذين العلمين يعتمدان في وضع القواعد والأصول على ضبط أحرف الكلمات قبل التركيب وبعده، وأن أي تغيير في أبنية الكلمات أو في ضبط أواخرها يؤدي إلى تغيير اللفظة أو تغيير حكمها النحوي ومعناها الذي جاءت من جاءت له في العبارة ... ). وهي تكرر هذا المعنى في عدة مواطن من كتابها الماتع.
ويقول الدكتور محمد ضاري حمادي في كتابه < الحديث النبوي الشريف وأثره في الدراسات الغوية والنحوية > 410 مستفها مستنكرا: (ويحق لنا التساؤل هنا: إذا كان رواة الحديث أعاجم يلحنون، وكان ذلك مما يأباه علماء اللغة العربية الأولون، فلماذا اعتمدوهم إذن في توثيق الألفاظ اللغوية وفي ميادين الأدب والبلاغة والبيان؟ " 1 " هل يقبل اللحن في هذه الحالات؟).
" 1 " بل إن الحديث يؤلف الركن الأساسي في كتب التصويب اللغوي < لحن العامة > < لحن الخاصة >.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 03 - 06, 11:00 م]ـ
قال العلامة محمد الخضر حسين - رحمه الله في كتابه < دراسات في العربية ... > 176 ضمن بحثه في هذا المسألة: ( ... واللغة أخت النحو كما صرحوا به).
ثم تبين لي أن هذا من قول العلامة ابن الطيب الفاسي في كتابه الجليل فيض الانشراح 1/ 452 وعنه نقله العلامة محمد الخضر حسين - رحمهما الله -.
ومن إشارات المتقدمين على صحة الاحتجاج بالحديث النبوي في اللغة ما قاله الإمام ابن جني في الخصائص 3/ 166 في باب [توجه اللفظ الواحد إلى معنيين اثنين] قال: ( ... وعلى ذلك عامة ما جاء في القرآن الكريم وفي حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن بعده رضوان الله عليهم، وما وردت به الأشعار وفصيح الكلام).
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:35 م]ـ
ومن إشاراتهم التي تحمل لوما لأهل اللغة على قلة احتجاجهم بالحديث = قول الإمام أبي منصور الأزهري وهو يردّ على أبي سعيد الضرير إنكاره للفظة < ببّان >، قال: (ببان بباءين: حرف رواه هشام بن سعد، وأبو معشر عن زيد ابن أسلم عن أبيه، سمعت عمر، ومثل هؤلاء الرواة لا يخطئون فيصحفوا، وببان وإن لم يكن عربيا فهو صحيح بهذا المعنى).
و في الغريبين 1/ 131 ينقل الهروي عن أبي منصور قولَه هذا باختلاف في لفظه فيقول: (وهذا حديث مشهور رواه أهل الإتقان، وكأنها لغة يمنية لم تفش في معد).
ومن ذلك قول أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعود الأنصاري < تـ 470 تقريبا > في مقدمة كتابه [التبيين والاقتصاد في الفرق بين السين والصاد] مبينا منهجه في الاستشهاد: (وحذفت الشاهد من الشعر، وأثبت الشاهد من القرآن والحديث، ليكون الناس إليهما أميل، والاحتجاج بهما أفضل، مع إيحائهم إليهما، وحرصهم عليهما، وبحثهم على ما يتفرع منهما، وإضرابهم عما شذ منهما).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 04:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإشارات النافعة
ومنهج أبي منصور الأزهري في الاحتجاج بالحديث لا يختلف عن منهجه في الاحتجاج باللغة، فالعبرة عنده - وهو إمام المتثبتين - بثبوت اللفظة من رواية العلماء الثقات الذين عرف عنهم الحفظ والضبط والإتقان، كشمر بن حمدويه، والكسائي، وأبي زيد، وغيرهم، وهو يصفهم بالتثبت والإتقان في تهذيبه عند حكاية الاختلاف في بعض الأحيان.
¥