تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينبه على أثرهما القوي في الفكر الإسلامي بعامة، وفي البيان العربي بخاصة، وقد نشر الجزء الثاني أولاً تحت عنوان (تاريخ آداب العرب) ثم بداله بعد سبعة عشر عاماً من ظهور الجزء الثاني، أن يفرد الحديث عن القرآن والسنة في كتاب مستقل تحت عنوان (إعجاز القرآن والبلاغة العربية) فلاقى الكتاب في عنوانه الجديد تجاوباً بعيداً من القراء، حيث تعددت طبعاته، وقال عنه الزعيم سعد زغلول:" كأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من الذكر الحكيم".

المجلد الضائع

بقي أن أتحدث عن الجزء الثالث من (تاريخ آداب العرب)، وهو جزء مظلوم لا ندري كيف نحكم عليه، فإن الرافعي – رحمه الله – وضع خطته في الجزء الأول، ثم انتقل إلى رحمة الله دون أن يظهر إلى حيز الوجود، وبحث تلميذه الوفي الأستاذ محمد سعيد العريان في مكتبة الرافعي بعد وفاته، فوجد ملفاً كبيراً كتب عليه (الجزء الثالث) ولكنه حين تصفحه لم يجد منه غير عدة فصول لا تكمل المنهج الذي حدده الرافعي في مقدمة الجزء الأول، فأين ذهب ما بقي؟ هل كتبه الرافعي وضاع؟ هذا احتمال بعيد، لأن الذي جمع فصول الكتاب في حيز واحد لا يجمع فصولاً ويترك فصولاً؟ إنما المعقول أن يجمع كل ما كتب ما دام هو الذي جمع وأغلق الملف على وضعه المستقر، ولكن النقص جاء من طريقة التأليف، حيث لا يلتزم الباحث أن يكتب الموضوعات وفق تسلسلها الثابت في ذهنه، بل يكتب فيها ما تتوافر مراجعه لديه، وأذكر أن الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد في كتابه (حياة قلم) قد أشار إلى طريقته في التأليف، فقال: ما ملخصه " إنه يبدأ فيحدد غرض الكتاب، ويكتب فهرساً خاصاً بالأبواب، ويحضر ملفات بعدد الفهارس، ثم يكتب ما يتاح له الحديث عنه لتوافر مصادره سواء كان على اطراد الفهرس أو على غير اطراده.

فإذا انتهى من موضوع انتقل إلى غيره مما تتهيأ مصادره، تاركاً ما بعدت مصادره حتى يجيء وقتها فيفرغ للبحث عنها، ويكتبها، هذا ما ذكره الأستاذ العقاد، وما أظن الأستاذ الرافعي قد خالف هذا الاتجاه، لأنه الأمر الفطري الذي يندفع إليه المؤلف تلقائياً، حيث يبدأ بالأسهل فالسهل فالصعب فالأصعب، وقد جربت ذلك في بعض ما ألفت، إذن فالأبواب الناقصة لم تكتب، ثم لم يجد الرافعي فرصة من أعماله الأدبية الأخرى كي يعكف على إتمامها، لأنه كان مشغولاً بالكتابة الوجدانية في سلسلته المعروفة، أو بالمقالة الصحفية نقداً، وهجوماً ودفاعاً، أو بالقصة الدينية التي احتلت أكرم مكان من نتاجه الرفيع.

موضوعات المجلّد المفقود

قد رجعت إلى مقدمة الجزء الأول فوجدته حدد موضوعات الجزء الثالث كما يلي: (1) تاريخ الخطابة والأمثال جاهلية وإسلاماً، (2) تاريخ الشعر العربي ومذهبه والفنون المستحدثة، (3) في حقيقة القصائد والمعلقات، ودرس شعرائها، (4) في أطوار الأدب العربي وتقلب العصور به، (5) تاريخ أدب الأندلس إلى سقوطها ومصرع العربية بها، (6) تاريخ الكتابة وفنونها وأساليبها ورؤساء الكتاب، (7) حركة العقل العربي وتاريخ العلوم وأصناف الآداب جاهلية وإسلاماً، (8) في التأليف وتاريخه عند العرب ونوادر الكتب العربية، (9) في الصناعات اللفظية التي أولع بها المتأخرون في النظم والنثر، وتاريخ أنواعها، (10) في الطبقات وشيء من الموازنات.

هذا ما حدده المؤلف في مقدمة الجزء الأول خاصاً بالجزء الثالث، وبمراجعة ما عثر عليه الأستاذ محمد سعيد العريان وقدمه للطبع فعلاً، نجد أنه لم يتحدث عن تاريخ الخطابة والأمثال جاهلية وإسلاماً، ولا أدري كيف أغفله الرافعي، لأن مراجعه ميسورة، ولا يحتاج إلى جهد كبير، كماً أو كيفاً، وقد كتب الكاتبون في هذا الموضوع بعد الرافعي فوفوا المقام في صفحات لا تعدو في حجمها العددي باباً من الأبواب التي كتبها الرافعي في الجزء الثالث، كذلك لم يتحدث عن تاريخ الكتابة وفنونها وأساليبها ورؤساء الكتاب وما يجري هذا المجرى، وأنا أكاد أجزم بأن الرافعي لم يكتب هذا الباب، لأنه يحتاج إلى مجلد ذي أجزاء فتاريخ الكتابة أموية وعباسية وأندلسية وفاطمية ومملوكية حتى هذا العصر لا يمكن أن يجيء في فصل واحد، وكان الرافعي لحظ ذلك فتركه حتى يتهيأ الوقت لأدائه على وجهه الصحيح، وكذلك نقول فيما تركه الرافعي من الحديث عن حركة العقل العربي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير