خذها إليك بحكم الوزن أربعة * كالنعت والعطف والتوكيد والبدل
فأجابه ابن الياسمين بقوله:
يا أعرق الناس في نسل اليهود ومن * تأبى شمائله التفصيل للجمل
خذها بحكم اجتماع الذم واحدة * تغني عن العطف والتوكيد والبدل
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 12:06 م]ـ
في العقد الفريد، من مدح أميراً فخيبه
قال سعيد بن سلم: مدحني أعرابي فأبلغ، فقال:
ألا قل لسَارِي اللَّيلِ لاَ تَخْش ضلّة * سَعِيد بن سلم نُور كلّ بلادٍ
لنَا سَيد أربَى عَلى كُل سيد * جَواد حَثا في وَجْه كُل جَوَادٍ
قال: فتأخرت عنه قليلاً. فهجاني فأبلغ، فقال:
لكُلّ أخي مَدْح ثَواب عَلِمته * وَليس لِمَدح البَاهِلي ثَواب
مَدَحت سَعيدًا وَالْمَديح مَهزة * فكَان كصَفْوان عَليه تُراب
ومدح الحسن بن رجاء أبا دلف فلم يعطه شيئاً، فقال:
أبا دلف ما أكذب الناس كلهم * سواي فإني في مديحك أكذب
وقال آخر في مثل هذا المعنى:
لئن أخْطَأتُ في مَدِيحِـ * كَ مَا أَخطَأتَ فِي مَنعِي
لقد أَحللتَ حَاجَاتي * بَِوادٍ غير ذي زَرْع
ومدح ربيعة الرقي يزيد بن حاتم الأزدي، وهو والي مصر فاستبطأه ربيعة. فشخص
عنه من مصر وقال:
أَرَانِي -وَلاَ كفرَان الله- رَاجِعًا * بِخُفَّي حنين من نوالِ ابنِ حَاتِم
فبلغ قوله يزيد بن حاتم. فأرسل في طلبه، فرد إليه. فلما دخل عليه قال له: أنت القائل:
أَرَانِي -وَلاَ كفرَان الله- رَاجِعًا
قال: نعم؛ قال: فهل قلت غير هذا؟ قال: لا والله؛ قال: لترجعن بخفي حنين مملوءة مالاً.
فأمر بخلع نعليه وملئت له مالاً. فقال فيه لما عزل عن مصر وولي يزيد بن أسيد السلمي
مكانه:
بَكَى أَهل مِصر بالدّمُوع السَّوَاجم * غَدَاة غَدَا منها الأَغَرّ ابن حَاتِم
وفيها يقول - وكان ربيعة المذكور قد مدح يزيد بن أسيد بضم الهمزة السلمي، فقصر يزيد في حقه، فقال يمدح يزيد بن حاتم ويهجو يزيد -:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى * يزيد سليم والأغر بن حاتم
فهم الفتى الأزدي إنفاق ماله * وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
فلا يحسب التمتام أني هجوته * ولكنني فضلت أهل المكارم
هو البحر إن كلفت نفسك خوضه * تهالكك في أمواجه بالتلاطم
جاء في لباب الآداب لأبي منصور الثعالبي:
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، من غُرر شعره الجاري مجرىَ الأمثال السائرة قوله:
ليتَ هنداً أنجزتنا ما تعدْ * وشَفَتْ أنفُسَنا مِمَّا تجِدْ
واستبدَّت مَرةً واحدةً * إنما العاجزُ من لا يستبدّ
وقوله:
قالت: تَرقبْ عيونَ الحيّ إنّ لها * عيناً عليكَ إذا ما نمتَ لم تنمِ
عبد اللَّه بن معاوية، من أمثاله السائرة قوله:
وأنتَ أخي ما لم تكُنْ لي حاجةٌ * فإنْ عرضَتْ أيقنْتُ أن لا أخا ليا
وعينُ الرضى عن كُلِّ عيبٍ كليلة * إلا أنَ عينَ السَّخطِ تُبدي المَساويا
وقوله:
أرى نفسي تتوقُ إلى أمورٍ * يُقصِّرُ دونَ مبلغِهِن مَالي
فلا نفسي تطاوعني ببخلٍ * و لا مالي يبلَغني فِعالي
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 11:55 ص]ـ
طريف ابن تميم الغَنوي:
إِنّ الأُمُورَ لَهَا وِردٌ وإِصْدَار
إنَّ قَناتي لنَبعٌ ما يليِّنُها * غمزُ الثِّقاف ولا وهنٌ وَ لاَ عارُ
متى أُجِرْ خائفاً تأمَنْ مسارحهُ * وإنْ أُخِفْ آمناً تُغلَقْ به الدَّارُ
إِنَّ الأُمورَ إِذَا أَوْرَدتُهَا صَدرت * إِنّ الأُمُورَ لَهَا وِردٌ وإِصْدَار
زهر الآداب وثمر الألباب، قال نُصَيب في بني سليمان بن علي:
في وجهِهِ شَاهِدٌ ينبِيك عن خَبَرِ
بنِي سليمانَ حزْتُم كلَّ مَكرمةٍ * وَليْسَ فوقكَم فَخرٌ لمفتخرِ
لا تسأل المرءَ يوماً عن خلائقه * في وجهِهِ شَاهِدٌ ينبِيك عن خَبَرِ
حَسبُ امرئٍ شَرفًا أن ساد أُسرَتَهُ * وَأنتَ سُدْتَ جَميعَ الجنِّ وَالبَشَر
في الوافي بالوفيات من شعر ابن الجوزي:
مُغنيِّةُ الحيِّ لا تُطْرِبُ
عَذِيرِيَ مِن عُصْبةٍ بالعراقِ * و قلبُهمُ بالْجَفَا قُلَّبُ
يرَوْنَ العجيبَ كلامَ الغريبِ * وأمَّا القَريبُ فلا يُطْرِبُ
مَيَازِيبُهْم إِنْ تَنَدّتْ بِخَيرٍ * إِلَى غَيْرِ جِيرَانِهِم تُقْلَبُ
و عُذْرُهمُ عنْدَ تَوْبيخِهمْ * مُغنيِّةُ الحيِّ لا تُطْرِبُ
وفي التذكرة الحمدونية لابن حمدون، قال منصور النمري:
إِنَّ الْمَكَارِم وَ الْمَعْرُوف أَوْدِيَةٌ
ما تنقضي حسرةٌ مني ولا جَزَعُ * إذا ذكرتُ شباباً ليس يُرْتَجَعُ
بانَ الشبابُ وفاتتني بشِرَّتِهِ * صُروفُ دَهْر وَ أَيامٌ لَهَا خُدَعُ
ما كنتُ أُوْفِي شبابي كُنْهَ غِرَّتِهِ * حَتّى انقَضَى فَإذَا الدّنيَا لَه تَبَعُ
أبكي شبابًا رُزِيناهُ وكَانَ وَ لاَ * تُوفِي بقيمَتِهِ الدنيَا ولا تَسَعُ
مَا وَاجَهَ الشّيب مِن عَينٍ َوإِنْ وَمِقَتْ * إِلا لَهَا نَبْوةٌ عَنْه و مُرْتَدَعُ
ومن القصيدة:
إِنَّ الْمَكَارِم وَ الْمَعْرُوف أَوْدِيَةٌ * أَحَلَّكَ الله مِنْهَا حَيْث تَجْتَمْع
إِنْ أَخْلَفَ القَطْر لَمْ تَخلف مَخَائلهُ * أَوْ ضَاقَ أَمْرٌ ذَكَرنَاه فَيَتّسِعُ
الحماسة البصرية، لبشار بن برد:
ومَا العَيْشُ إلاّ ما تَطِيبُ عَواقِبُهْ
أَخُوكَ الذي إْن تَدْعُهُ في مُلِمَّةٍ * يُجِبْكَ، و إنْ عاتَبْتَهُ لانَ جانِبُهْ
إذا كنتُ في كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِبًا * صَدِيقَكَ، لَم تَلْقَ الذي لا تُعاتِبُهْ
فعِشْ واِحداً، أو صِلْ أخاك، فإنَّهُ * مُقارِفُ ذَنْبٍ تارَةً و مُجانِبُهْ
إذا أنتَ لَم تَشْرَبْ مِراراً على القَذَى * ظَمِئْتَ، و أيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشارِبُهْ
إذا كانَ ذَوَّاقًَا أَخُوكَ مِن السُّرَى * موَجَّهَةً في كُلِّ فَجٍّ رَكائِبُهْ
فخلِّ له وَجْهَ الطَّرِيقِ، و لا تَكُنْ * مَطِيَّة رَحّالٍ كَثِيرٍ مَذاهِبُهْ
وَمَا النّاسُ إلاّ حافِظٌ و مُضَيِّعٌ * ومَا العَيْشُ إلاّ ما تَطِيبُ عَواقِبُهْ
المؤمل بن أميل أمير شعره ودرة تاجه قوله من قصيدة:
وَتُذنِبُونَ فَنَأْتِيكُم فَنَعْتَذِر
إِذَا مَرضتْمْ أَتَيْنَاكم نَعُودكُم * وَتُذنِبُونَ فَنَأْتِيكُم فَنَعْتَذِر
لاَ تَحسِبُوني غَنِيّا عَن مَوَدّتكم * إِنّي إليْكمْ وَ إِنْ أُثْريتُ مُفْتَقِر
¥