ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 01:49 ص]ـ
مرادي: هل هناك نصوص عامة عن ابن مالك وابن هشام ترجح مذهب الكوفيين على مذهب البصريين في المسائل القليلة التي ينبني عليه عمل؟
أم أن قولك ناتج عن تأمل ترجيحاتهم في تلك المسائل؟
فإن تكن الأولى فهلا نقلت لنا أقوالهم ..
دمت موفقا مسددا ..
لا يا أخي الكريم!
ابن مالك وابن هشام يسيران على طريقة البصريين عموما.
ولكن المقصود أنهم قد يميلون إلى قول الكوفيين في بعض المسائل، وهي معدودة على الأصابع.
وهذا ليس ببدع من القول، فالأخفش نفسه وافق الكوفيين في كثير من المسائل.
والفراء كذلك وافق البصريين في كثير من المسائل، فالموضوع فيه اختلاط وتعقيد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 01 - 09, 05:44 ص]ـ
وأكثر مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين مبنية على أن الكوفيين يعتدون بالسماع النادر، وأن البصريين لا يعتدون إلا بالسماع الكثير الفاشي.
وقد اتضح لي أخيرا أن هذه الطريقة أقرب للصواب.
والله أعلم.
أي طريقة؟ البصرية أم الكوفية؟
أحد مشايخنا كان يفضل الطريقة البصرية لأن النحو نشأ عندهم ... لكني أتسائل أحياناً، هب أن الكوفيين يعتدون بالسماع النادر، ما المشكلة؟ طالما أن إحدى قبائل العرب قد تكلمت بهذا اللفظ، فلم نضيق على الناس ونلزمهم بالمشهور؟
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 01 - 09, 10:22 ص]ـ
أضحك الله سنك، شيخي المفضال أبا مالك، تلك-والله- جلسة يجتمع لي فيها الشرف والعلم والفضل مع القهوة! فأنعم بها من جلسة وأكرم.
ولعل منشأ الخلاف أني أفكر قليلا وأكتب بناء على خواطر عن معلومات قديمة وأنت-يا سيدي- تقرأ وتفكر جيدا وتكتب جنى النحل بل ما هو أحلى منه وأطيب، حفظك الله ورعاك زخرا لأهل الإسلام والعربية عامة وطالبي العلم الشريف من أمثالي خاصة. ثم ألا تتفق معي أنك شيخي-على الأقل-في تخصصك الدراسي الرسمي؟ وفي النية أن أروي هذا العلم عنك بالسند العالي المتصل، فهل تجيزني فيه بعد اختباري والتأكد من مستواي فيه؟ (ابتسامة محب) هذا مع أنك-رعاك الله وحماك وأيدك- شيخي وشيخ غيري في كل علم شريف، ولا أقول هذا ادعاء لتواضع مفقود أسأل الله أن يرزقنيه، ولكنه الحقيقة؛ فقد دللتني على أشياء كثيرة هنا وهناك وهنالك، كنت أجهلها بل لم أسمع ببعضها قبلُ حتى في النحو والصرف وعلوم العربية التي أزعم أني متخصص فيها.
وهذا هو الفرق بين من يقرأ بتوسع في كل علم نافع ويستفرغ جهده في ذلك انتفاعا ونفعا وبين من لا يكاد يقرأ إلا أحيانا ولأهداف أكاديمية، وذلك الله فضل الله يؤتيه من يشاء، زادك الله من فضله.
وعندما يكتب الله اللقاء أرغب في سؤالك عن مسائل أخرى يبدو لي فيها ما لا يبدو لك، مثل سبق قلم الحافظ ابن حجر في مصادر القاموس، كما ترى وأراه رأيا أخطأ الصواب لا سبق قلم. والله أعلم.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 01 - 09, 10:47 ص]ـ
لكني أتسائل أحياناً، هب أن الكوفيين يعتدون بالسماع النادر، ما المشكلة؟ طالما أن إحدى قبائل العرب قد تكلمت بهذا اللفظ، فلم نضيق على الناس ونلزمهم بالمشهور؟
بارك الله فيك، أخي الكريم.
المشلكة-كل المشكلة في ذلك-أنه يقتضي عدم وضع أية قاعدة نحوية ولا صرفية ولا غير ذلك؛ إذ ما من قاعدة إلا قد سمع عن (بعضهم) ما يخالفها، حتى رفع الفاعل ونصب المفعول قد سمع من العرب من يرفعهما ومن ينصبهما ومن ينصب الفاعل ويرفع المفعول! فعلى أيها نضع القاعدة؟ أو لا نضعها أصلا ونترك كل من شاء يتكلم كما شاء؛ فنكون قد وضعنا القاعدة عليها جميعا؟ أليست هذه هي الفوضى التي يدعو إليها أعداء العربية في كل زمان ومكان ويركبون لذلك كل صعب وزلول ويبذلون كل ما يستطيعون؟
إن القواعد إما أن توضع على الكثير الشائع في كلام العرب دون القليل النادر وإما لا توضع أصلا، ولا أرى طريق ثالثا. والله أعلم.
¥