تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن القواعد النحوية وضعت على الكثير الشائع في كلام العرب؛ ليترسمها الناشئون في العربية، وليست حاصرة لاستعمالات فصحاء العرب فضلا عن العرب جميعا، كما قال ابن عاشور، رحمه الله. فليتنا نعي هدف النحاة من وضع القواعد التي سهروا عليها ما يزيد على مئة عام حتى اكتملت، من أبي الأسود إلى سيبويه، رحم الله الجميع، فما أقل ثقتنا بعقولهم وما أقل إنصافنا لهم وما أكثر التطاول عليهم في هذا الزمان الذي فشا فيه الجهل بجهودهم ومناهجهم وصبرهم وبلائهم! فماذا يلقى الكبار من الصغار؟ وماذا يصيب الآباء والأجداد من الأبناء والأحفاد؟ والله المستعان وعليه التكلان.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 01:11 م]ـ

قد كفاني الجواب شيخنا الفاضل الدكتور سليمان (المتواضع حقا).

وأضيف أيضا شيئا آخر مهما، وهو أن الكوفيين أنفسهم لا ينازعون في أن العبرة في القواعد بالسماع الفاشي، ولذلك منعوا بعض الأشياء التي يجيزها البصريون على عكس المتوقع! وذلك بناء على أن السماع فيها قليل، أو بناء على أن السماع فيها من جهة البصريين ولم يصل إليهم.

وهذا أيضا موجود عند البصريين ولكن أكثر، أعني أنهم أحيانا لا يعتدون بالسماع الذي تفرد به أهل الكوفة إن لم يكن له أصل عندهم؛ لأن الأعراب يتفاوتون فصاحة وإعرابا.

فالقاعدة متفق عليها لا نزاع فيها بين جميع النحويين.

ويبدو أن هناك التباسا في المسألة على أخي الفاضل (محمد الأمين)، فإن الإجماع منعقد على أن ما سمع عن العرب يجوز استعماله والتكلم به، ولكن السؤال هو في: هل يجوز القياس عليه؟

يعني مثلا: جاءنا عن العرب ألوف النصوص التي فيها أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب، وبناء على هذا اتفق النحويون جميعا على هذه القاعدة، ثم جاءتنا نصوص قليلة جدا فيها أن الفاعل منصوب والمفعول مرفوع.

فاتفق النحويون أيضا على أن هذه النصوص شاذة لا يقاس عليها.

وليس معنى الشذوذ أنها نصوص سيئة خاطئة أو نحو ذلك مما يقع في وهم بعض العامة.

وإنما معنى الشذوذ عند النحويين أنها نصوص يقتصر بها على مواضعها المسموعة عن العرب ولا يقاس غيرها عليها.

بل إن في لغة العامة أنفسهم أشياء كثيرة من هذا الباب، يستعملون فيها شيئا في موضع واحد لا يجاوزونه، كما يقولون مثلا (عمر الشقي بَقِي) أي (باقي)، مع أنهم لا يستعملون كلمة (بَقِي) مطلقا في موضع آخر، ويقولون مثلا (كَتْب الكتاب)، ولا يستعملون كلمة (كَتْب) هذه في موضع آخر، وغير ذلك كثير.

فإذا جئت أنت مثلا وخاطبت أحد العوام بقولك (الوقت البقي؟) أو (كَتْب الجواب)، فسيرى كلامك غريبا خارجا عن كلام العامة.

وإنما ضربت هذا المثال للتوضيح والتقريب، ولبيان أنه لا يستنكر أن تستعمل العرب أشياء خارجة عن القياس في مواضع معينة لا تجاوزها، فليس في ذلك شيء عجيب.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:33 م]ـ

وأكثر مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين مبنية على أن الكوفيين يعتدون بالسماع النادر، وأن البصريين لا يعتدون إلا بالسماع الكثير الفاشي.

وقد اتضح لي أخيرا أن هذه الطريقة أقرب للصواب.

أي طريقة؟ البصرية أم الكوفية؟

مراد أبي مالك بالطريقة: المسلك الذي ينبني عليه الخلاف بين المذهبين ..

ولايعني بعبارته هذه ترجيح أحد المذهبين على الآخر ..

وتجد مثل هذا مستعملا في الإنصاف للمرداوي ..

فإنه يحكي في بعض المسائل طرق الأصحاب في الخلاف ثم يرجح طريقة ثم يذكر الخلاف المنبثق من هذه الطريقة ثم يرجح القول الصحيح ..

أعتذر من التطفل .. لكن وجدت أن سؤال الأخ أُغفل فأحببت إعانته ..

===========

أما المسائل القليلة التي ينبني عليها عمل فالذي أميل إليه في كثير منها قول الكوفيين

ولست بدعا في هذا الأمر فقد سبقني إليه جمهرة من أكابر النحويين كابن مالك وابن هشام.

ابن مالك وابن هشام يسيران على طريقة البصريين عموما.

ولكن المقصود أنهم قد يميلون إلى قول الكوفيين في بعض المسائل، وهي معدودة على الأصابع.

شيخنا الفاضل ..

بم سبقك ابن مالك وابن هشام وغيرهم من أكابر النحاة؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 09:50 م]ـ

هل تقصد حصر المسائل وإحصاءها؟

لا يحضرني الآن جميع المسائل، ولكن منها على سبيل المثال:

- العطف على الضمير المجرور بغير إعادة الجار

- استعمال (أو) بمعنى الواو

- عمل (إن) النافية عمل ليس

ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 01 - 09, 11:08 م]ـ

وأضيف أيضا شيئا آخر مهما، وهو أن الكوفيين أنفسهم لا ينازعون في أن العبرة في القواعد بالسماع الفاشي، ولذلك منعوا بعض الأشياء التي يجيزها البصريون على عكس المتوقع! وذلك بناء على أن السماع فيها قليل، أو بناء على أن السماع فيها من جهة البصريين ولم يصل إليهم.

وهذا أيضا موجود عند البصريين ولكن أكثر، أعني أنهم أحيانا لا يعتدون بالسماع الذي تفرد به أهل الكوفة إن لم يكن له أصل عندهم؛ لأن الأعراب يتفاوتون فصاحة وإعرابا.

فالقاعدة متفق عليها لا نزاع فيها بين جميع النحويين.

.

شكر الله لكم هذه الإفادة القيمة أخانا الكريم الأستاذ المفضال أبا مالك العوضي.

ألا ترى أن هذا الاضطراب العجيب في المنهج عند بعض أهل البلدين يدل على أن الخلاف بينهم لم يكن أكثره-إن لم يكن كله- علميا نحويا بل كان لأسباب أخرى من العصبية للبلد أو المذهب العقدي أو السياسي؟ بل من مناقشاتهم ما يشبه مناقشات كتاب الصفحات الرياضية من أنصار الأندية الكروية. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير