تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 01 - 09, 10:12 م]ـ

ليس لي قول يا شيخنا الفاضل، فما زلت في أول الطريق.

ولكن بعد أن رأيت كلام الشاطبي في المقاصد الشافية اتضح لي أني تعجلت في الحكم.

وهذه آفة المبتدئين المتسرعين من أمثالي، والله المستعان.

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 01 - 09, 03:44 م]ـ

رفع الله قدركم

وهذا الذي يتماشى مع أصولك

إذا علمنا أن العرب _كما قال الأخفش وغيره_ إنما تكلمت بكلامها على قياس مطرد ولم ترسله كيفما اتفق علمنا قوة مذهب البصريين وصواب صنيعهم في الحكم بالشذوذ والغلط على بعض كلام من ترضى عربيته

ومعنى الغلط هنا أنه على غير الجادة والقياس

فيكون العربي استهواه ضرب من التوهم فخرج عن قياس كلامه

فكيف يقاس على ما خرج عن القياس؟!

المقصود أنه لا يتنكب القياس إلا ضعفة النحاة كما لا يأخذ بالقياس الفقهي إلا ضعفة المحدثين ونحوهم

وكما أسلفتم فإن المذهب الكوفي لم تصلنا كتبه وأدلته وقواعده كما ينبغي

فقد رأيت الفراء يرد بعض السماع ويغلط العرب في معاني القرآن

فتقديم القياس على السماع هو المذهب القوي ومذهب الأقوياء من النحاة

وذلك أن المراد بالقياس هنا كالمراد بالقواعد الكلية في القفه

كلاهما دليله استقراء كثير من الجزئيات

أو نظائر الباب وإن قلت

فصار تقديم السماع على القياس كتقديم الجزئي على الجزئيات وعشرات الأمثلة على ألوفها وهكذا

وهذا لا يصح في الأصول

فأرى أن نحاة البصرة كالمذاهب الأربعة في الفقه جمعوا بين العقل والنقل ووفقوا بين القياس والسماع وبينوا المطرد من الشاذ فهم أهل العقل والقياس وهم أهل النقل والسماع

ونحاة الكوفة كضعفة المحدثين والظاهرية في الفقه غلوا في اتباع السماع حتى تركوا المهيع المطرد والكليات من النصوص فوقعوا في التناقض فلم يكن لهم نصيب من السماع ولا القياس

وهذا كله على الإجمال

فقد يوجد هنا ما لا يوجد هناك

والله أعلم

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 02:00 ص]ـ

ومعنى الغلط هنا أنه على غير الجادة والقياس

فيكون العربي استهواه ضرب من التوهم فخرج عن قياس كلامه

فكيف يقاس على ما خرج عن القياس؟!

أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل

هذا التوهم لو قلنا إنه قد يقع أحيانا، فليس من اللازم أن يكون كذلك في كل ما كان شاذا.

فإن (الشاذ في القياس الفصيح في الاستعمال) واقع كثيرا في اللغة باتفاق العلماء.

ومنه أشياء كثيرة في القرآن والسنة، فلا يصح أن نتوهم وقوع التوهم فيها.

ولكن العلماء يسيرون على هذه الطريقة -والله أعلم- من باب التحرز والاحتياط.

لأنه قد يكون للكلام تخريج لا نعرفه، أو قد يكون من بقايا لغة قديمة أميتت، أو غير ذلك من الأوجه.

فكيف يقيسون على شيء لا يعرفون وجهه ولا أصله؟ فهذا هو السبب في ترك القياس عليه.

فالمقصود أنه لا يصح القياس على ما شذ؛ لكن يجوز استعمال ما شذ في موضعه.

والشذوذ أيضا أنواع ذكرها ابن جني وغيره؛ فمن الشذوذ ما يكون خاصا بشخص بعينه، ومنه ما يكون خاصا بقبيلة بعينها، ومنه ما يكون عاما في جميع قبائل العرب.

فكل شذوذ يقدر بقدره، فما شذ فيه شاعر واختص به، لم يصح استعماله إلا عند حكاية شعر هذا الشاعر.

وما شذ في قبيلة بعينها كان لغة لتلك القبيلة فقط.

وما شذ عند جميع العرب كان صحيحا جائز الاستعمال في موضعه الذي يستعمل فيه.

ولعلكم لا تخالفون ما أقرره هنا، ولكن أحببت التوضيح للقراء فقط.

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:18 م]ـ

وأكثر مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين مبنية على أن الكوفيين يعتدون بالسماع النادر، وأن البصريين لا يعتدون إلا بالسماع الكثير الفاشي.

وقد اتضح لي أخيرا أن هذه الطريقة أقرب للصواب.

أما الكوفيون فهم كانوا يحتجون أحيانا بالشاهد الواحد ويقيسون عليه في النحو، ولا يشترطون أن يكون فاشيا كثيرا في كلام العرب.

هل أحمل الإطلاق في المشاركة الأولى على التقييد في المشاركة الثانية ..

أم أطرح عليكم إشكالا؟ (ابتسامة)

مفاده ماذكره الشيخ أمجد فإني وجدته مسطورا في كتابته:

فقد رأيت الفراء يرد بعض السماع ويغلط العرب في معاني القرآن


المقصود أنه لا يتنكب القياس إلا ضعفة النحاة كما لا يأخذ بالقياس الفقهي إلا ضعفة المحدثين ونحوهم

شيخنا الفاضل ..
ألا تجد أن قولنا: (اطّراح القياس مذهب ضعيف) أولى من قولنا: (لا يتنكب القياس إلا ضعفة النحاة)

وكذا الشأن هنا:

فتقديم القياس على السماع هو المذهب القوي ومذهب الأقوياء من النحاة

أليس الأولى الاقتصار على (هو المذهب القوي) دون مابعده؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير