تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ فَنَاوَلَهُ كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الْإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ] فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ [قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَامٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ أَلَّا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ

قال الشريف رضي اللّه عنه قوله عليه السلام كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم و إن أسلس لها تقحم يريد أنه إذا شدد عليها في جذب الزمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفها و إن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها يقال أشنق الناقة إذا جذب رأسها بالزمام فرفعه و شنقها أيضا ذكر ذلك ابن السكيت في إصلاح المنطق و إنما قال ع أشنق لها و لم يقل أشنقها لأنه جعله في مقابلة قوله أسلس لها فكأنه ع قال إن رفع لها رأسها بمعنى أمسكه عليها بالزمام له

ــــــــــــــــــــــــــــ

منقوله من كتاب (مروج الذهب) للمسعودي ص 670 و 671

(لما صرف علي رضي الله عنه قيس بن سعد بن عبادة عن مصر، وجّه مكانه محمد بن أبي بكر فلما وصل اليها، كتب إلى معاوية كتاباً فيه: من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر أما بعد، فإن الله بعظمته و سلطانه خلق خلقه بلا عبث منه و لا ضعف في قوته و لا حاجة به إلى خلقهم و لكنه خلقهم عبيداً و جعل منهم غوياُ و رشيداً و شقياً و سعيداً، ثم أختار على علم و أصطفى و أنتخب منهم محمداً (ص)، فانتخبه بعلمه و اصطفاه برسالته و أئتمنه على وحيه و بعثه رسولاً و مبشراً و نذيراً و وكيلاً، فكان أول من أجاب و أناب و آمن و صدق و أسلم و سلم أخوه و ابن عمه علي ابن أبي طالب، صدقه بالغيب المكتوم و آثره على كل حميم و وقاه بنفسه كل هول و حارب حربه و سالم سلمه، فلم يبرح مبتذلاً لنفسه في ساعات الليل و النهار و الخوف و الجوع و الخضوع، حتى برز سابقاً لا نظير له فيمن اتبعه و لا مقارب له في فعله، و قد رايتك تساميه و أنت أنت و هو هو، أصدق الناس نية و أفضل الناس ذرية و خير الناس زوجة و أفضل الناس ابن عم، أخوه الشاري بنفسه يوم موته و عمه سيد الشهداء يوم أحد و أبوه الذاب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و عن حوزته، و أنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت و أبوك تبغيان لرسول الله صلى الله عليه و سلم الغوائل، و تجهدان في إطفاء نور الله، تجمعان على ذلك الجموع، و تبذلان فيه المال و تؤلبان عليه القبائل، و على ذلك مات أبوك، و عليه خلفته، و الشهيد عليك من تدني و يلجأ اليك من بقية الاحزاب و رؤساء النفاق، و الشاهد بعلي مع فضله المبين القديم، أنصاره الذين معه و هم الذين ذكرهم الله بفضلهم و أثنى عليهم من المهاجرين و الانصار، و هم معه كتائب و عصائب يرون الحق في اتباعه و الشفاء في خلافه فكيف يا لك الويل تعدله نفسك بعده و هو وارث رسول الله (ص) و وصيه و أبو ولده، أول الناس له اتباعاً و أقربهم به عهداً يخبره بسره و يطلعه على أمره، و أنت عدوه و ابن عدوه، فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك و ليمددك ابن العاص في غوايتك فكأن أجلك قد انقضى و كيدك قد وهى ثم يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا و اعلم انك انما تكايد ربك الذي أمنت كيده و يأست من روحه؟ فهو لك بالمرصاد و أنت منه في غرور و السلام على من اتبع الهدى.

فكتب اليه معاوية: من معاوية ابن صخر الى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر أما بعد، فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في عظمته و قدرته و سلطانه و ما اصطفى به رسول الله (ص) مع كلام كثير لك فيه تضعيف و لأبيك فيه تعنيف، ذكرت فيه فضل ابن أبي طالب، و قديم سوابق، و قرابته الى رسول الله (ص)، و مواساته اياه في كل هول و خوف، و كان احتجاجك علي و عيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك، فاحمد رباً صرف هذا الفضل عنك، و جعله لغيرك، فقد كنا و أبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب و حقه لازماً لنا مبروراً علينا، فلما أختار الله لنبيه عليه الصلاة و السلام ما عنده و أتم له ما وعده و أظهر دعوته و أبلج حجته و قبضه الله إليه صلوات الله عليه، و كان أبوك و فاروقه أول من ابتزه حقه و خالفه على أمره، على ذلك أتفقا و اتسقا، ثم انهما دعواه الى بيعتهما فأبطأ عنهما و تلكأ عليهما فهما به الهموم و أرادا به العظيم ثم انه بايع لهما و سلم لهما و أقام لا يشركانه في أمرهما و لا يطلعانه على سرهما، حتى قبضهما الله، ثم قام ثالثهما عثمان فهدا بهديهما و سار بسيرهما فعبته أنت و صاحبك حتى طمع فيه الاقاصي من أهل المعاصي فطلبتما له الغوائل و أظهرتما عداوتكما فيه، حتى بلغتما فيه مناكما، فخذ حذرك يا ابن أبي بكر و قس شبرك بفترك، يقصر على أن توازي أو تساوي من يزن الجبال بحلمه لا يلين عن قسر قناته و ما يدرك ذو مقال أناته أبوك مهد مهاده، و بنا لملكه وساده، فان يكو ما نحن فيه صواباً فأبوك استبد به و نحن شركاءه، و لولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب و لا سلمنا إليه، و لكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله، فعب أباك بما بدا لك أو دع ذلك، و السلام على من أناب.) أنتهى كلام المسعودي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير