تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل هو ممن يستطيع طلب العلم و التفرُّغ له، و إعطاءه حقه؟

الثاني: الدعوة.

إن الاهتمام بالدعوة شأن كثيرين من رجال الصحوة و شبابها، و هذا مما يُبَشِّرُ بخير.

لكن يَرِدُ عليه ما وَرَدَ على المجال السابق؛ و هو: أن بعض المشتغلين بالدعوة ممن دفعتهم عاطفتهم إلى العمل بها، و هذا أمر لا يُراد؛ إذ أمور الدعوة لابد لها من سلوك مسارات منضبطة، و نظام مدروس.

أما أن تُسْلَك سُبُل الدعوة هكذا بلا قواعد تُدْرَسُ من خلالها، فلا.

و أما أن يسلك الدعوة من له قُدرة على تحمل أعبائها و من ليس له قدرة، فلا، و ليس من شأن الجادين.

هذان مجالان مهمان جاء الحديث عنهما لكونهما هما الظاهران في الساحة، و في صفِّ رجال الصحوة، و في سلك العمل الدعوي.

و إلا فهناك مجالات كثيرة تحتاج إلى أن نتحدَّث عنها في مثل هذا.

و أخيراً: فإن لمعرفة المرء قُدَرَ نَفْسِه، و اكتشاف مواهبه، فوائد نفيسة؛ منها:

الأولى: تنظيم العمل الإسلامي.

فإذا عرف كلٌّ منَّا ما يحسنه و يتقنه من أعمال، و مجالات، انتظم العمل الإسلامي بعمومه؛ العلمي، و الدعوي.

فمن عرف أهليته للعمل الدعوي، و توافرت لديه إمكانات و قُدَرُ الإبداع في المجال الدعوي سلكه و سار فيه.

و من عرف من نفسه الإتقان في المجال العلمي انتهجه و لَزِمَه.

و بذلك ينتظم العمل الإسلامي في أحسن مساراته.

الثانية: حفظ الوقت.

و سرُّه أن كلاً سيعمل في حقله الذي مالت إليه نفسه، و وثق في الإتقان فيه، و الإبداع في مجالاته.

و حفظ الوقت هنا نوعان:

الأول: حفظ وقت العمل الإسلامي.

فلا يضيع أكثر زمانه في أمور ليس منها نفع له.

و ذلك: أنه لو أخذ كلٌّ منَّا مجاله الذي يتقنه لكان في ذلك إنجاز أهدافٍ كِثار كبارٍ في مشروع العمل الإسلامي.

لكن حين تقلب كثيرٍ من رجال الصحوة في مجالات عِدَّةٍ، و تنقلاتهم فيما بين مجالات العمل الإسلامي تتأخر أهداف كان تحققها في وقت سبق، أو ربما تتحق في وقتها لكن ليست بإتقان و إحكام، و هذا مما لا يتمشى مع أهدافنا في العمل للإسلام و السعي نحو نشره.

الثاني: حفظ وقت الشخص.

ففي سلوكه مجالاً ليس له أهلية السلوك فيه يُوْرِثُه الملل و السآمة، و من ثَمَّ الانقطاع عنه و البحث عن غيره.

فهذه الحالة أنتجت ضياع وقت كان من الممكن أن يُسْتَغلَّ _ لو عُرِفَت قُدْرَةُ النفس _ في غيره من الأعمال الأخرى.

و أعني بالأعمال: ما يحسنه الشخص و يرى أهليته له.

الثالثة: تقدير الجهود.

حيث كلٌّ على ثَغْرَةٍ من ثغور العمل الإسلامي، و كله عمل خير.

فذو العمل الدعوي يُقَدِّرُ جُهْدَ العامل في العمل العلمي، و كذلك العكس.

و حين تتخلَّف المعرفة لِقُدَرِ النفس و مواهبها يكون النقد _ الهادم _ للجهود، و يكون الانتصار للزيف الإنتاجي؛ إذ يظن كل عامل أنه خير من صاحبه شأناً، و أجل منه عملاً.

و هذا ما جلب لنا الخرقَ الكبير في صرح العمل الإسلامي.

الرابعة: تغطية جوانب العمل الإسلامي.

و لعل هذه من أجلِّ فوائدها، و أعظم ثمارها؛ فهو ما نطمح إليه في العمل للإسلام و السعي لنشره و تبليغه للناس في أقاصي الأرض.

فقد عَلِمَ كلٌ مشربه، و لَزِمَ دَرْبَه.

فَيَجِدُّ العامل بإتقان عمله و توسيع نطاقه، و تكثير مَنْ يُعينه ممن ينهج نهجه في القُدَر و المواهب.

هذه خاطرة سنحت فكُتِبَتْ، آملُ أن أكون قد وُفِّقْتُ في وضع نقاط على أحرفها.

و الله الموفق و الهادي لا إله إلا هو، و صلى الله و سلم على نبينا محمد.

ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[29 - 03 - 02, 12:51 م]ـ

كلام نفيس عالي من ذي المعالي

ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[29 - 03 - 02, 01:08 م]ـ

أخي ذو المعالي لا زالت دررك الغوالي تنهال علينا من دقيق فهمك وسعة علمك وارجو ان لا يكون كلامي هذا قاطع لعنقك فكلامي هذا يسر المؤمن ولايغره فسر إلى الامام مبدعا مفكرا وفقك الله وسددك

ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[29 - 03 - 02, 02:44 م]ـ

كلمات رائعه ومعاني عظيمه الا بارك الله فيك اخي ذوالمعالي وزادك من العلم والتقي ......

ـ[خالد الفارس]ــــــــ[18 - 06 - 03, 07:17 ص]ـ

أين الكاتب المبدع ذو المعالي افتقده؟

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:32 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:57 ص]ـ

كأني نسيت هذا الموضوع ..

تعجبت من هذين الردين فقد قاربا توافقا في اليوم و الشهر و اختلافا في السنة

أين الكاتب المبدع ذو المعالي افتقده؟

جزاك الله خيرا

شكرا لكم جميعا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير