جزاك الله خيراً أخي الكريم، وياليت أن تمدني برابط موقعه.
فإنني علمت الشيخ عبد الله بن حميد وهو:
الشيخ محمد بن عبد الله بن على بن عثمان بن على بن حميد بن غانم من آل أبو غنام الذين هم من ذرية مسرور بن زهري بن جراح الثوري.
ولد في بلدة عنيزة عام 1232هـ ونشأ فيها وكان عمه عثمان بن حميد وجده لأمه الشيخ عبد الله بن منصور آل تركي من أهل العلم والعبادة والصلاح قال عن أخواله (وأخوال الفقير كاتب هذه الأسطر من بني خال) لأن عشيرة آل تركي احد عشائر بني خالد.
والقصد أن المترجم له نشأ في بيئة علمية فنشأ محبا للعلم فقرأ على علماء بلده حتى أدرك طرفا صالحا من العلم وسيأتي ثبت بأسماء مشايخه ونوع قراءته عليهم إن شاء الله ثم انه تعاطي الزراعة والفلاحة في بستان لهم قريب من حيهم – الجوز – في عنيزة يقال لهذا البستان الأربع إلا أنه لم يوفق في الفلاحة التي ألجأته إلى بيع كتبه بعد هذا سافر من بلده إلى مكة المشرفة للتزود من العلم فقرأ على علمائها والواردين إليها من الأقطار الإسلامية ثم سافر إلى اليمن ومصر والشام والعراق فأخذ عن علماء هذه الأقطار واجتمع بهم وباحثهم واستفاد منهم وأجازوه إجازات بليغة وأثنوا عليه وعلى علمه ثم عاد إلى مكة المكرمة فشرع في الإفادة والتدريس في المسجد الحرام فلما أراد أن يعود إلى بلده عنيزة عين لإمامة المقام الحنبلي في المسجد الحرام وإفتاء الحنابلة فيها وكان معطلا بعد موت الشيخ محمد بن يحيى بن ظهيرة المكي فتولاه عام 1264هـ
وأقام في هذا المنصب حتى توفي وقد أمضي هذه المدة في خدمة العلم بالتدريس بالمسجد الحرام والإفتاء والإفادة والتأليف حتى توفي.
والقصد أن المترجم له جد واجتهد في طلب العلم وتحصيله وترك لأجله أهلة ووطنه وجاب الأقطار والأمصار في سبيله حتى بلغ مبلغا كبيرا فصار مسفرا محدثا أصوليا فقيها أديبا لغويا وبهذا زاد على ما اعتاده علماء طبقته من الاقتصار على تحرير الفقه الحنبلي دون غيره من العلوم.
وقد اثني عليه علماء عصره ومن بعده قال تلميذه الشيخ صالح العبد الله البسام (حصل وبرع حتى وصل إلى رتبة التأليف) وقال الشيخ عبد الله بن أحمد أبو الخير مرداد في كتابه نشر النور والزهر في تراجم علماء مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر (كان نادرة العصر ماهرا في العلوم العقلية عارفا بالأحاديث والتفسير وسائر العلوم الشرعية والعربية جامعا لأشتات الفضائل حاويا لمحاسن الشمائل).
وقال الشيخ ابن ضويان: كان فقيها ذكيا جيد الحفظ رحل إلى الأمصار وطاف بلاد الحجاز واليمن والشام ومصر وغيرها وأخذ عن علماء هذه الأقطار)
وقال الشيخ عبد الستار الدهلوي (درس في المسجد الحرام وله شعر رقيق كعود الدرر وحامل لواء المجد في التفسير والحديث حقق في مذهب الإمام أحمد حتى بلغ فيه النهاية ووصل فيه إلى الغاية.
وكان نديما لأمراء مكة لاسيما الشريف عبد الله بن عون).
ما تقدم هو الصحيفة البيضاء والسيرة الحميدة للمترجم له أما الحياة القاتمة والصحيفة السوداء فهي أن المترجم له بحكم وظيفته تبع الدولة العثمانية التي حاربت العقيدة السلفية وبحكم وجود المترجم له بعد النكبة التي أصابت الدعوة السلفية في بلادها فقضت عليها وكثرت أعداءها والموالين لأضدادها وبحكم قراءته خارج نجد على علماء نذروا أنفسهم لمحاربة هذه الدعوة فإن هذه المؤثرات طبعة بطابعها الخاص وجعلت منه خصما لها وحليفا لأعدائها فانه في مؤلفه السحب الوابلة قد ضرب صفحا عن الترجمة لأنصار الدعوة بل لم يكتف بهذا القدر حتى تناولهم بالتجهيل والتضليل عند كل مناسبة.
وقد رد على شيخه الشيخ عبد الله أبي بطين في تأويل أبيات الغلو الموجودة في قصيدة البردة وأيد داود بن جرجيس في صحة معانيها إلا أن العلامة الشيخ عبد ارحمن بن حسن رحمه الله انتصر للشيخ عبد الله أبي بطين ودحض شبه ابن حميد برسالة مطبوعة سماها (المحجة بالرد على اللجة) يريد باللجة محمد بن حميد لأن هذا اللقب لوالده وانتقل هذا اللقب الآن من عقب المترجم له إلى أبناء عمهم المعروفين بآل عثمان فصاروا يسمون اللجة والقصيد أن الشيخ عبد الرحمن بن حسن قد أجاد وأفاد بالرد عليه وبين ما في هذه الأبيات من الغلو الذي لا تقره الشرائع ولا يرضي به الله تعالى ولا رسله.
مشايخه:
¥