[بعض السنن المنسيه في الصلاة]
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[19 - 01 - 06, 03:38 ص]ـ
السنن المنسيه في الصلاة
قال عليه الصلاة والسلام
[أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله]
قبل أن أبدا بذكر بعض السنن المهجوره في الصلاة والتي هي الركن الثاني من اركان الاسلام أحب ان اوضح معنى السنه لغه واصطلاحا وماهو فرض منها وما هو مستحب ولم اجد خيراً من نقل بيان أمام السنه ومحدث العصر الشيخ ناصر الدين الالباني لهذا المصطلح الهام جدا والذي يعتقد كثير من الناس انه من المستحبات التي لا يعاقب تاركها.
واليك بيان الشيخ رحمه الله في معنى السنه:
السنة لها اصطلاحان:
أحدهما: اصطلاح شرعي لغوي.
الآخر: اصطلاح فقهي.
السنة في اللغة العربية التي جاء بها الشرع الكريم هي المنهج والسبيل الذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم هي تنقسم إلى ما هو فرض وإلى ما هو سنة في الاصطلاح الفقهي.
واصطلاح الفقه كما تعلمون يعني بالسنة، ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، وهي ليست بالفرض، وقد تنقسم إلى سنة مؤكدة وإلى سنة مستحبة، هذا هو الفرق بين السنة الشرعية وبين السنة الاصطلاحية الفقهية، أي أن السنة في لغة الشرع تشمل كل الأحكام الشرعية، فهي الطريق التي سار عليها نبينا صلوات الله وسلامه عليه، وتقسيم ذلك إنما يُفهم من نصوص الكتاب والسنة.
أما السنة الفقهية فهي محصورة مما ليس بفريضة. انتهى كلامه
وأحب أن اوضح مغزى كلام الشيخ بأن كل ما يطلق عليه (سنه) أي طريقه الرسول صلى الله عليه وسلم في العباده سواء كانت عباده واجبه او مستحبه وليس كما يعتقد الناس بأن كل ما يطلق عليه لفظه سنه هي من قبيل يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها وهذا خطأ شنيع فلتتنبه لهذا.
والواجب على التابع (المسلم) أذا كان يحب و يجل متبوعه (النبي عليه الصلاة والسلام) فعلاً الاقتداء به في جميع ما يعلم من اموره وهذا أمر الله سبحانه لقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فا اتبعوني يحببكم الله) وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه صلى على المنبر ليعلم الناس صلاته فلما فرغ قال لهم (أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي) وقد اوجب اهل العلم في ارجح الاقوال في هذه المسأله وشددوا على متابعه الرسول عليه الصلاة والسلام في صفه صلاته لقوله صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رايتموني اصلي).
واليك بعض السنن المنسيه من ما صح به النقل من صلاته عليه الصلاة والسلام:-
1 - الصلاة الى ستره:-
كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يصلى الا الى ستره فرضاً كانت الصلاة او نفلاً , والستره مثل الجدار او ساريه من سواري المسجد او حربه كان يغرزها بين يديه صلى الله عليه وسلم أذا كا في الصحراء او في صلاة العيد او الى شجره او مؤخره الرحل (ما كان يوضع على الابل) احيانا كما صح عنه عليه الصلاة والسلام او ما شابهه ذلك.
فقد شدد النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الامر كقوله (لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين) فعلل عليه الصلاة والسلام بقطع الشيطان لصلاة المسلم اذا صلى وهذه من غايته أخزه الله , وقد جاء تأكيد هذا في البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره [وليدرأ ما استطاع] (وفي رواية: فليمنعه مرتين) فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان).
واليك أخي هذ الحديث الذي جاء في مسند الأمام احمد وصححه الالباني لتعرف انها مسأله مهمه ولذلك شدد عليها رسولنا الكريم (صلى صلاة مكتوبة فضم يده فلما صلى قالوا: يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال:
(لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة [فمن استطاع أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل]).
وهذا تأكيد على وجوب الصلاة الى الستره في ارجح القولين عن أهل العلم.
¥