[تعليقات على: ترجمة العلامة عبد الله التليدي لحسين الشبوكي. بقلم ### حسن الكتاني]
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 01 - 06, 04:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله
ملاحظات وتعليقات على كتاب:
"عبد الله التليدي: العلامة المربي، والمحدث الأثري
تأليف: الحسين الشبوكي"
بقلم: الشريف أبي محمد الحسن بن علي الكتاني الحسني، فك الله أسره
تمهيد
أطلعني أخي الشريف الجليل، المؤرخ البحاثة؛ أبو الليث حمزة بن علي الكتاني، حفظه الله تعالى، على كتاب "عبد الله التليدي: العلامة المربي، والمحدث الأثري"، ففرحت به غاية باديء الأمر، لما للشيخ عبد الله التليدي، حفظه الله، من مكانة كبيرة في قلبي.
ولكني استوقفتني العديد من الأمور التي تطرق إليها المؤلف في هذا الكتاب، ومنها أمور تتعلق بي، فأحببت أن أعلق على ذلك كله، إثراء للبحث العلمي، وإنصافا للحق، وهي تعليقات من رأس القلم، دون رجوع لمصادر، وإنما هو "ما علق بالبال حال الاعتقال".
ومما يجدر ذكره: هو أني أعد الشيخ التليدي، حفظه الله تعالى، من مشايخي، فإن معرفتي به تمتد لحوالي خمسة عشر عاما، منذ رجعنا من الحجاز للمغرب سنة 1410هـ، ولا يمكنني أن أزور مدينة طنجة دون أن أعرج عليه وأزوره وأستفيد منه، وقد استجزته فأجازني، واستفدت منه عن طريق الأسئلة العلمية التي كنت أطرحها عليه أنا والعديد من أصحابي الذين كانوا يرافقونني في زياراتي له، وكذلك بالمراسلة. وكنت أجد منه الترحيب والإكرام، جزاه الله كل خير.
وهو فوق ذلك تلميذ لجدي محدث الحرمين الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني، المتوفى برباط الفتح سنة 1419هـ، رحمه الله تعالى. ومن بر الوالد بر أهل مودته كما في الحديث الصحيح.
وهو من البقية الباقية لعلماء المغرب، وأخرج للأمة من المؤلفات الجليلة ما نسأل الله تعالى أن تكون في ميزان حسناته، مع ما له من الأخلاق الإسلامية الرفيعة، وما يعانيه من صبر على التدريس، والنصح للمسلمين. مع حب كبير للسنن والآثار، وحرص على العمل بها، وإنصاف في البحث، وبعد عن الشطط والتعصب.
وهو بعد هذا كله؛ بشر يصيب ويخطيء، كغيره من علماء المسلمين، حفظه الله تعالى وبارك في أنفاسه.
ولنشرع في موضوع بحثنا سائلين الله تعالى التوفيق والإنصاف، والإخلاص:
فصل
قال في (ص14):
"نشأ الشيخ في زمن المقاومة والجهاد بعدما احتل الإسبان بعض الشواطيء المغربية في الشمال، واتفاق معظم القبائل الشمالية على قتال الكفرة المستعمرين".
قال أبو محمد: هذا كلام غير محرر، فإن المترجَم ولد سنة 1346هـ، أو سنة 1347هـ، والاحتلال الإسباني بدأ في السواحل المغربية قبل سنة 1309هـ، وأول من قاومه: مجاهدوا الريف بقيادة البطل المجاهد الشريف محمد آمزيان في قبيلة "قلعية"، ثم استشهد رحمه الله سنة 1327هـ.
وعقدت معاهدة الحماية المشؤومة بين سلطان المغرب عبد الحفيظ بن الحسن وبين فرنسا سنة 1330هـ، وسرت على الاحتلال الإسباني لشمال المغرب بعد عام، فاتفق أهل الجبال في الشمال المغربي على مبايعة الشريف أحمد الريسوني في بلدة "ابن قَرِّيش"، قرب تطوان، لجهاد العدو، فاشتعلت نار الجهاد في الشمال، لكن الشريف الريسوني كان تارة يجاهد وتارة يهادن العدو.
ثم قام المجاهد الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي في الريف، في قبيلة "بني وَرْياغَل"فدوخ الإسبان، وكان بدء جهاده في سنة 1337هـ، وخاض معارك عظيمة، وأقام إمارة إسلامية محكمة التنظيم في الشمال المغربي، سماها بعضهم بـ: "جمهورية الريف"، لكن تكالب الإسبان مع الفرنسين ومعهم جيوش من المغاربة الخونة المرتدين اضطره للاستسلام سنة 1344هـ. وكان الريسوني قد توفي قبيل ذلك بقليل، وانضم جماعة من أصحابه للخطابي، فلما اضطر للاستسلام رفضوا إلقاء السلاح، لكن مقاومتهم كانت ضعيفة وتلاشت شيئا فشيئا.
وبذلك تعلم أنه بولادة الشيخ حفظه الله كانت إسبانية تسيطر على جميع الشمال المغربي، ولم تبق هناك مقاومة مسلحة تذكر.
فصل
قال في (ص21):
"فكان – الشيخ – يدرس عليه – أي: الفقيه ابن عائشة – متن ابن عاشر في الفقه ... إلخ".
¥