6 - بل يعتقدون أن الأئمة مدبرون لأحداث الكون من المطر والرعد وغيره. يقولون فيما يروون عن أبي عبد الله- وهم يكذبون عليه-: "ما كان من سحاب فيه رعد وبرق (ثم يقولون عن علي رضي الله عنه)، أما إنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب، أسباب السموات والأرضين السبع خمس عوامر وثنتان خراب ". والله تعالى وحده هو الذي يرسل السحاب ويسوقها إلى ما يشاء من بلاده.
7 - ويروون أن عليا- رضي الله عنه- أومأ إلى سحابتين فأصبحت كل سحابة كأنها بساط فركب على سحابة بمفرده، وركب بعض أصحاب علي- رضي الله عنه- كسلمان والمقداد على الأخرى. وجرى في ذلك ما جرى من أمور عجيبة. وفيها يرون أن علياً قال وهو على السحابة- وكذبوا عليه-: "أنا عين الله في أرضه، أنا لسان الله الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه وحجته على عباده ".
8 - بل صفات الربوبية في الأئمة. فيزعمون أن أبا عبد الله قال: ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا". بل يحيون الموتى. واسمعوا إلى هذه الرواية:
جاء في الكافي [3]- أحد أصولهم- عن أبي عبد الله قال: "إن أمير المؤمنين علي، له خؤولة في بني مخزوم وإن شاباً منهم أتاه فقال: يا خالي! إن أخي مات وقد حزنت عليه حزناً شديداً، قال: فقال له: تشتهي أن تراه؟ قال: بلى. قال: فأرني قبره. قال: فخرج ومعه بردة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مئتزراً بها. فلما انتهى إلى القبر، تلملمت شفتاه، ثم ركضه برجله، فخرج من قبره وهو يقول بلسان الفرس. فقال أمير المؤمنين: ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال الميت: بلى، ولكنا متنا على سنة فلان وفلان- أي أبو بكر وعمر-، فانقلبت ألسنتنا".
بل يزعمون أن عليا- رضي الله عنه-- افتراء عليه قبحهم الله-، أحيا موتى مقبرة الجنابة بأجمعهم. وأن سلمان قال: لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيي الأولين والآخرين لأحياهم.
9 - بل زعموا أن الأئمة الاثني عشر هم أسماء الله الحسنى. ففي الكافي عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل: ((وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)) (الأعراف: من الآية180). قال: نحن والله الأسماء الحسنى لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا".
وفي (الكافي) - الذي هو عندهم كصحيح البخاري- يروون عن أبي عبد الله
أنه قال:
"إن الله خلقنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخُزَّانه في سمائه وأرضه. بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء، وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله، ولولانا ما عبد الله ".
وفي (بحار الأنوار) يروون أن علياً قال- وافتروا عليه- قبحهم الله-: "أنا وجه الله، أنا جنب الله، وأنا الأول!، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن ".
10 - بل وصفوا الأئمة بأنهم يعلمون الغيب. وعقد لذلك صاحب الكافي باباً مستقلاً في أنَّ الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء. وروي عن أبي عبد الله أنه قال- افتراءً عليه قبحهم الله-: "إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان، وما يكون ".
ثالثاً: شركهم في توحيد الألوهية:
وهذا باب ضلالة، دخل فيه هؤلاء إلى الشرك الأكبر من أبواب مختلفة:
ا- فهم حرفوا نصوص القرآن في الأمر بتوحيد الله والنهي عن الشرك به وجعلوا لها معاني باطنية ربطوها بالأئمة. فمثلاً:
فسروا قوله تعالى- مخاطباً نبيه _ صلى الله عليه وسلم _: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) (الزمر:65) بأن المعنى: لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك.
ومثلاً: في قوله تعالى: ((ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)) (غافر:12).
قالوا تحريفاً باطنياً لها، المعنى: "ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده بأن لعلي ولاية، كفرتم. وإن يشرك به من ليس له ولاية تؤمنوا"
وفي قوله تعالى: ((أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ)) (النمل: من الآية61).
¥