تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 07:48 ص]ـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته "العبودية":

(والخلة هي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله ومن الرب سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يحبهم ويحبونه، ولفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب فإنهم يقولون قلب متيم إذا كان متعبدا للمحبوب، والتيم التعبد، وتيم الله عبده، وهذا أعلى الكمال حصل لإبراهيم ومحمد -صلى الله عليهما وسلم- ولهذا لم يكن له من أهل الأرض خليل، إذ الخلة لا تحتمل الشركة فإنه كما قيل في المعنى:

(قد تخللت مسلك الروح منى ... وبذا سمى الخليل خليلا)

بخلاف أصل الحب فإنه -صلى الله عليه وسلم- قد قال في الحديث الصحيح في الحسن وأسامة: "اللهم إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما"، وسأله عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة". قال: فمن الرجال؟ قال: "أبوها".

وقال لعلى -رضى الله عنه-:

"لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، وأمثال ذلك كثير.

وقد أخبر تعالى أنه يحب المتقين، ويحب المحسنين، ويحب المقسطين ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، وقال [54 المائدة]: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}، فقد أخبر بمحبته لعباده المؤمنين ومحبة المؤمنين له حتى قال [165 البقرة]: {والذين آمنوا أشد حبا لله}.

وأما الخلة فخاصة، وقول بعض الناس: "إن محمدا حبيب الله،وإبراهيم خليل الله"، وظنه أن المحبة فوق الخلة! قول ضعيف، فإن محمدا أيضا خليل الله كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة المستفيضة؛ وما يروى: "أن العباس يحشر بين حبيب وخليل"، وأمثال ذلك أحاديث موضوعة لا تصلح أن يعتمد عليها) اهـ.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 07:55 ص]ـ

وقال النووي – رحمه الله تعالى – في "شرح صحيح مسلم":

(قَالَ الْقَاضِي: وَجَاءَ فِي أَحَادِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا وَأَنَا حَبِيبُ اللَّه "، فَاخْتَلَفَ الْمُتَكَلِّمُونَ هَلْ الْمَحَبَّة أَرْفَعُ مِنْ الْخُلَّة، أَمْ الْخُلَّة أَرْفَع؟ أَمْ هُمَا سَوَاء؟ فَقَالَتْ طَائِفَة: هُمَا بِمَعْنًى، فَلَا يَكُونُ الْحَبِيبُ إِلَّا خَلِيلًا، وَلَا يَكُونُ الْخَلِيل إِلَّا حَبِيبًا، وَقِيلَ: الْحَبِيب أَرْفَع، لِأَنَّهَا صِفَة نَبِيّنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ: الْخَلِيل أَرْفَعُ، وَقَدْ ثَبَتَتْ خُلَّة نَبِيّنَا -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلَّهِ تَعَالَى بِهَذَا الْحَدِيث، وَنَفَى أَنْ يَكُون لَهُ خَلِيل غَيْره، وَأَثْبَتَ مَحَبَّته لِخَدِيجَةَ، وَعَائِشَةَ وَأَبِيهَا، وَأُسَامَة وَأَبِيهِ، وَفَاطِمَة وَابْنَيْهَا، وَغَيْرهمْ) اهـ.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 08:07 ص]ـ

(قَالَ الْقَاضِي: وَجَاءَ فِي أَحَادِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا وَأَنَا حَبِيبُ اللَّه " ...

وهذا الحديث هو الحديث الذي رواه الإمام الترمذي في جامعه -وضعفه- فقال:

(حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُونَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُمْ، سَمِعَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ، فَسَمِعَ حَدِيثَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَجَبًا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلًا، اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَقَالَ آخَرُ: مَا ذَا بِأَعْجَبَ مِنْ كَلَامِ مُوسَى، كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، وَقَالَ آخَرُ: فَعِيسَى كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ؛ وَقَالَ آخَرُ: آدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ.

فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ وَقَالَ: (قَدْ سَمِعْتُ كَلَامَكُمْ وَعَجَبَكُمْ، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ، وَهُوَ كَذَلِكَ؛ وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ وَهُوَ كَذَلِكَ؛ وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ؛ وَآدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَهُوَ كَذَلِكَ؛ أَلَا وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حِلَقَ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُ اللَّهُ لِي فَيُدْخِلُنِيهَا وَمَعِي فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَكْرَمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَلَا فَخْرَ) اهـ.

قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.

وكذلك ضعفه العلامة الألباني في "ضعيف الجامع" وغيره.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير