تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشخصنة ولماذا صار دأب كثير من طلاب العلم إذا أراد الجواب عن مسألة يعتمد ويقلد فيها]

ـ[أبو عبد الله الورد]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:57 ص]ـ

هل الحق يعرف بالرجال أم أن الرجال تعرف بالحق؟

ولماذا صار دأب كثير من طلاب العلم إذا أراد الجواب عن مسألة يعتمد ويقلد فيها علماء أجلاء لكنهم معاصرين ومعنى هذا في نظري اختزال جهد علماء الأمة والقرون الفاضلة في عالمين أوثلاثة فمن وافقهما فقد تمسك بالكتاب والسنة ومن خالفهما فقد ضل ضلالاً مبيناً.

ولو تأملتم أحبابي بعين الإنصاف هذا القسم المسمى بالقسم الشرعي وتأملتم العناوين لرأيتم اسمين فقط من علماء 1428 سنة يتصدران الكلام والفتوى والفوائد لماذا؟

وكل خير في اتباع من سلف

وكل شر في ابتداع من خلف

ولست أقصد الطعن فيهما ولكن لماذا هذه الشخصنة للعلم وطلب العلم وحصر الفتوى عن طريقهما؟

أهو مذهب جديد؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 10:19 ص]ـ

أخي الكريم

الحصر - أو ما تسميه أنت بالشخصنة - يطلق ويراد به معنيان:

الأول:

أن تعتمد فتوى أحد العلماء لما بلغك من علمه وورعه وتقواه وتبحره في العلوم الشرعية وتبريزيه على أهل عصره، فصرت مطمئنا لما يأتيك من فتاواه، مع عدم اعتقاد العصمة في كلامه، ومع عدم تخطئة من يعتمد فتاوى غيره من العلماء المعتبرين.

الثاني:

أن تجعل الحق في قوله لا يتعداه إلى غيره، وأن تمنع من الأخذ بكلام من يخالفه كائنا من كان، وتعتقد فيه العصمة وأنه لا يسوغ الخروج عن قوله إلى قول غيره.

ولا شك أن المعنى الثاني باطل بالاضطرار من دين الإسلام، ولا يقوله أحد من العقلاء فضلا عن أهل العلم إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، فهو الذي يحكم كلامه على كلام غيره ولا يحكم كلام غيره على كلامه.

ولكن المعنى الأول سائغ عند جماهير أهل العلم، ولم يمنعه إلا بعض الغلاة ممن ينتسب إلى أهل الظاهر، ولا شك أنه قد علم بالتواتر عن السلف الماضين أن عامة الناس كانوا يفضلون فتوى بعض العلماء على بعض، ويطمئنون للأخذ عن بعض الفقهاء دون بعض، فكان كثيرون في عصر الإمام مالك يطمئنون لقوله دون قول غيره، ولهذا شاع عندهم (لا يفتى ومالك في المدينة)، وفي عصر الإمام الشافعي كذلك، وفي عصر الإمام أحمد كذلك، وكان عشرات الألوف من الطلاب ينتظرون منه أن ينطق بكلمة فقط حتى يسارعوا إلى كتابتها.

والمقصود أن اطمئنان الإنسان إلى فتوى بعض العلماء دون بعض معلوم بالتواتر مقطوع به عند الناس.

وأما أن الرجال يعرفون بالحق، وأن الحق لا يعرف بالرجال، فهي كلمة حق، ولكن كثير من الناس يطلقها ويريد بها معنى باطلا.

وإذا تأملت تاريخ العلوم جميعا وجدتَ أن هناك علماء صاروا أعلاما في تلك العلوم فلا يُرجع إلا إليهم ولا يُعتمد إلا عليهم، وهذا لشهرتهم بين أهل العلم، وتلقي تصانيفهم بالقبول، كما هو الشأن في كتاب سيبويه في النحو، وكتاب الخليل في العروض، وكتاب البخاري في الحديث، وغير ذلك.

فإن الحق إذا كان لا يعرف بالرجال، فهو أيضا لا يعرف بغير وسائطهم، فهم الأدلاء عليه، والوسائل إليه، ولذلك تجد في كلام أهل العلم كثيرا الاعتماد على ما ينقل عن العلماء الذين كان لهم قدم صدق في هذه الأمة، ولذلك صار الناس يعدون أحمد إمام أهل السنة، ويعدون مخالفته خروجا عن السنة، وليس هذا من تقديم قول الرجال على الحق، وإنما هو لما ظهر عندهم من فضله وعلمه وتبريزه وصبره وحده في المحنة حتى صار إماما لا نظير له.

والمقصود أن تصدر هذين الاثنين اللذين أشرت إليهما لا إشكال فيه بوجه من الوجوه، وليس فيه ابتداع ولا خروج عن الدين؛ لأنهما ممن كان له قدم صدق في هذه الأمة، واشتهرا شهرة بالغة، وتصدرا للإفتاء والتدريس، فكثرت فتاواهم وتناقلها الناس.

فالأمر في ذلك لا يعدو ان يكون كشهرة المذاهب الأربعة، أو كشهرة مذهب معين في بلد من البلدان دون غيره، كشهرة المذهب الحنفي في الهند والحنبلي في السعودية والمالكي في المغرب.

والله تعالى أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.

ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[10 - 04 - 07, 10:58 ص]ـ

لا فضَّ فوك يا أبا مالك.

ـ[أبو عبد الله الورد]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:58 م]ـ

لم تجب عن سؤالي أخي الحبيب لماذا لا ترد المسائل إلا لأقوالهما وكأنهما الميزان الذي به يعرف الحلال من الحرام والحق من الضلال.

هل هو مذهب جديد؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 03:10 م]ـ

قد أجبتك يا أخي إن كنت قرأت كلامي

ويا ليتك تأتينا بمسألة واحدة فقط حرمنا بها عليك شيئا تبعا لأقوالهما مع مخالفتهما لغيرهما

ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 06:16 م]ـ

لا فضَّ فوك يا أبا مالك.

اللهم آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير