بيومه.
44. لو مر عليه وهو يقرأ خارج الصلاة آيات رحمة فأكثر من سؤال الله والتضرع إليه ثم رجع إلى القراءة فهذا لا زال في قراءة لأن هذا الفاصل من لواحق هذه القراءة.
45. إذا سجد للتلاوة ثم عاد للقراءة فإنه لا يستعيذ لأن السجدة يسيرة, لكن الفاصل في الصلاة بين قراءة كل ركعة والتي تليها طويل, لأنه يُتصَور أن يطيل ما بين القراءتين.
46. جاءت الاستعاذة في القرآن مقرونة بالاسمين السميع والعليم (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) وجاءت مجردةً عنهما (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) فالآية التي هي أقرب إلى ما معنا ليس فيها ذكر للاسمين. وأنت تستعيذ فإنك تمتثل ما أمرت به (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) فإذا قلت (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقد امتثلت الأمر, وهل هذا أكمل أو الأكمل أن يأتي بالصيغة التي في حديث أبي سعيد؟ هذا محل نظر عند أهل العلم وكثير منهم يرجح أن الاستعاذة للقراءة تكون بدون هذين الاسمين.
47. همز الشيطان هو الجنون, ونفخه هو الكِبْر, ونفثه منهم من فسره بالشعر المشتمل على الهجاء والفخر والغزل وما أشبه ذلك ومنهم من فسره بالسحر.
48. حديث عائشة في صفة الصلاة: قولها (يستفتح) أي يفتتح وليست السين والتاء هنا للطلب.
49. عند من يرى أن سجود التلاوة وسجود الشكر صلاة يقول إنه يُستَفتَح بالتكبير لأنه صلاة, والذي يقول إن ذلك ليس بصلاة يقول إنه لا يلزم التكبير.
50. المالكية يرون عدم مشروعية الاستفتاح, ويستدلون بقول عائشة (والقراءة - أي يستفتحها - بالحمد لله رب العالمين) والمقصود بالقراءة قراءة القرآن, لكن ليس في الحديث ما يدل على نفي استفتاح الصلاة بغير القراءة من أدعية الاستفتاح وأذكاره.
51. قد يستدل بالحديث من يرى عدم مشروعية البداءة بالبسملة والاستعاذة كما يقوله المالكية أيضاً, ويستدل به من لا يرى الجهر بالبسملة والمعنى (تستفتح القراءة الجهرية بالحمد لله رب العالمين) وأما ما يُسَر كالاستفتاح والاستعاذة والبسملة فيكون واقعاً بين التكبير والقراءة, وللشافعية أن يقولوا إن المراد بالحمد لله رب العالمين السورة بما في ذلك البسملة فيجهر بالبسملة.
52. قولها (وكان إذا ركع لم يشخص رأسه) أي لم يرفعه, كما قال تعالى (إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) يعني ترتفع الأبصار, والروح إذا خرجت شخُص البصر يعني ارتفع. وقولها (ولم يصوبه) أي لم ينزل رأسه عن مستوى ظهره, فالتصويب هو الإنزال والخفض, ومنه سمي المطر صيِّباً لأنه ينزل. فالسنة أن يستوي رأسه مع ظهره.
53. نُصَّ على الطمأنينة في حديث المسيء في جميع الأركان لأهميتها, فهي ركن من أركان الصلاة.
54. قولها (وكان يقول في كل ركعتين التحية) المراد بذلك التشهد المفتتح بالتحيات.
55. افتراش السبع يحصل بأن يلصق ذارعيه بالأرض.
56. علة حديث عائشة هي أن مسلماً رحمه الله خرَّجه من رواية أبي الجوزاء عن عائشة, وابن عبد البر وغيره على أن أبا الجوزاء لم يسمع من عائشة فهو منقطع, وهذه هي علة الحديث وهي علة ظاهرة. وأُعِلَّ أيضاً بأن مسلماً أخرجه من طريق الأوزاعي عن قتادة مكاتبة, ومعروف أن قتادة وُلِدَ أكمه وكاتبه مجهول. لكنه وإن كان معلاً عند مسلم فهو مروي من طرق عند أحمد وأبي داود وغيرهما, فالحديث صحيح.
57. الهيثمي غالب أحكامه على الأحاديث مختصرة, وكثيراً ما يكتفي بقوله (رجاله موثقون) , وكون الراوي موثق لا يعني أنه ثقة (بمعنى أنه لو صدر عن أي إمام من أئمة الحديث توثيق لهذا الراوي ولو كان الجمهور على خلافه صار موثقاً ولا يلزم أن يكون ثقة). ومما يقوله رحمه الله (ورواته ثقات إلا فلان أو فيه فلان وفيه كلام) , ولا يصدِر أحكاماً دقيقة يصدر عنها طالب العلم, وإلا فهو إمام من أئمة هذا الشأن.
58. الزيلعي لا سيما في نصب الراية يفيض في تخريج الأحاديث وفي الكلام على رواتها وعنده نفائس في كتابه هذا, لكنه لم يبرأ من تأثير المذهب, فإذا تكلم على الأحاديث التي يستدل بها الحنفية يجيد في ذلك, لكن إذا ذكر أحاديث الخصوم فقد يحمله مذهبه من حيث يشعر أو لا يشعر على عدم الدقة في بعض الأحكام على بعض الأحاديث.
¥