تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

22 - جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله من طريق شيبان النحوي عن أشعث ابن أبي الشعثاء عن رجل من بني مالك قال رأيت رسول الله ? بسوق ذي المجاز يتخللها ويقول: (يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) وإذا رجل يتبعه ويقول يا أيها الناس: لا تسمعوا لهذا الصابئ وهو أبو لهب هذا الرجل. النبي ? كان يخاطب الأمم والشعوب بهذه الكلمة وتلقائياً يفهمون المقصود من معناها ما قال يا محمد هذه الكلمة هل تعني ترك عبادة الأوثان؟ وهل هذه الكلمة تعني إفراد الله بالحكم؟ وهل هذه الكلمة تعني إفراد الله بالحب والخضوع والرهبة والعبادة؟ يعلمون تلقائياً أن هذه الكلمة بما وضعت له تقضي إفراد الله بالعبادة.

23 - ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله سبعة شروط لهذه الكلمة – أي لا إاله إلا الله - يمكن تداخل بعضها، وفي بعضها تفصيل أيضاً ليس على الإطلاق لكن أذكر قوله

الشرط الأول: العلم. بمعناها وما دلت عليها من النفي والإثبات لأن الله جل وعلا يقول: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) فإن الإنسان إذا قال لا إله إلا الله وهو لا يعلم معناها ولا يعلم البراءة من الشرك ولا من المشركين ولا يتبرأ من عبدة القبور ولا عبدة الأوثان ولا يعرف أن الله وحده لا شريك له لا يعرفه لا بتوحيد الإلهية ولا بتوحيد الربوبية ولا بتوحيد الأسماء والصفات، إذاً أي معنى قال؟ ما استفدنا شياً من مجرد اللفظ الذي لا يجعل عقيدة ومعنى، هو أكبر من الدنيا وما فيها.

الشرط الثاني: اليقين.

الشرط الثالث: الصدق.

الشرط الرابع: الإخلاص.

الشرط الخامس: المحبة.

الشرط السادس: الانقياد.

الشرط السابع: القبول.

وزاد بعض أهل العلم شرطاً ثامناً: وهو الكفر بما يعبد من دون الله جل وعلا، مع أنه يمكن إضافة ذلك إلى القبول. فإن من قبل هذه الكلمة تبرأ من غيرها، فإذا قلت " لا إله " تقتضي هذه الكلمة بما وضعت فيه البراءة من كل معبود سوى الله يدل على ذلك الحديث السابق أن النبي ? حين قال لعمه: (يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله) عرفها أبو جهل وهو على الكفر وابن أبي أمية، أن هذه الكلمة براءة من كل معبود سوى الله جل وعلا.

24 - قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فيما نقله عنه ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج قال: (كمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلا).

25 - قال المؤلف: (فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبوده قال تعالى: ? أفرءيت من اتخذ إلهه هواه ?): قال الشيخ سليمان: في هذا الإطلاق نظر، لأن ليس كل من يهوى شيئاً يعبده واستدلاله بالآية ? أفرءيت من اتخذ إلهه هواه ? يقال: إن معنى الآية على الصحيح أن الله جعل المعبود الذي يعبده هو ما يهواه، ولم يجعل ما يهواه يعبده. ففرق بين العبارتين.

والمؤلف أخطأ في عبارته حين قال: فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبوداً. بل يقال: كل من اتخذ معبوداً فهو ما يهواه فنقول حينئذٍ في معنى قوله تعالى: ? أفرءيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ? إن معنى هذه الآية أي أن المخلوق جعل المعبود الذي يعبده هو ما يهواه، ولم يجعل ما يهوى معبوداً، حينئذٍ يتضح غلط المؤلف في تعميمه العبارة.

[الشريط الثالث]

25 - الأثر المشهور في قصة إلقاء إبراهيم في النار ((أن جبريل أعترض له في الهواء فقال: ألك حاجة قال: أما إليك فلا)) هذا الأثر لا أصل له والصوفية يحتجون به على ترك الأسباب مع أنه يمكن أن يحتج به على تعلق إبراهيم بالله ولكن لا أصل له.

26 - بعض التعلق كفر أكبر كالتعلق بالأوثان والأصنام والأحجار والتعلق بالصور بحيث تصده عن الله وقد يعبدها دون الله. فهذا يُعذّب بها في الحياة الدنيا وسوف يجد في الآخرة ما هو أشد وأنكى قال تعالى: ? ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ? لا تستعجب أن يوجد من يعبد الصورة فهناك من يتخيل الشيطان ويعبده دون الله، وهناك من يعبد الأشجار والأحجار، وهناك من يعبد الصور دون الله ويعشق صور النساء والمردان ويؤلهها ويخضع لها ويستعد للتنازل عن كل شيء دون هذه الصور، هذا التعلق بغير الله نتج من خلو القلب عن محبة الله كما قيل:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير