تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا

إذ لو صادف قلباً معموراً بالتقوى معموراً بالإيمان لأوقفه مكانه ولما استطاع أن ينفذ إلى قلبه لأن هذا القلب معمور بالتقوى والقلب المعمور بالتقوى لا يمكن أن يمتزج بغيره من عشق الصور أو عشق المردان أو التعلق بغير الله ونحو ذلك.

27 - وجد عن أناس ينكرون توحيد الربوبية كما قال فرعون: ? أنا ربكم الأعلى ? فهو ينازع في توحيد الربوبية ولكنه في الجملة يعلمون أن الله هو رب كل شيء ومالكه وخالقه وأنه المحي المميت، وقد قيل إن فرعون كان مقراً بذلك ولكنه يكابر، يعلم أنه ليس بخالق،من الذي أوجده؟ هل هو أوجد نفسه؟ فيقين أنه يعلم أن له رباً ولكنه مستكبر، كما قال الله عنه وعن أمثاله: ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا ?. إذاً كانوا مستيقنين بأن الله رب كل شيء وخالقه بدليل أن فرعون حين أدركه الغرق أدعى الإيمان بالله حين لا ينفعه الإيمان، وقد قيل في قول الله جل وعلا ? ويذرك وآلِهتك ? قيل: وإلاهتك فإن فرعون كان يعبد عجلاً في السر فهو يعلم أنه ليس بإله.وهو حقيقة يعتقد ليس بإله بدليل كيف يُقَتَّل بعض أصحابه وأتباعه ولا يستطيع إحياءهم ولا الدفاع عنهم هل هذا إله!!

28 - من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فله حالتان:

الحالة الأولى: أن يعتقد أن النوء مؤثر دون الله وفيه من يعتقد ذلك وهذا كفر أكبر بالاتفاق.

الحالة الثانية: أن يقول مطرنا بنوء كذا وكذا أي بسبب هذا النوء وهو يعتقد أن إنزال المطر من قِبَل الله، ولكن يجعل هذا سبب في نزول المطر فهذا لا يصل إلى الشرك الأكبر، غير أنه جعل سبباً ما ليس بسبب فصار شركاً أصغر.

29 - قول المصنف: ((قد حكى الله عنهم)) هذا يكثر في كلام أهل السنة والجماعة كما أشار إلي هذا البخاري في صحيحة قال: كما حكى الله عن يعقوب كما يرد هذا في كلام ابن تيمية وكلام ابن القيم وليس هذا من مذهب الأشاعرة في شيء، الذين يجعلون القرآن حكايةً عن كلام الله، لأنه حين يقول المؤلف وغيره ((وقد حكى الله عنهم)) أي تكلم الله حكاية عنهم فالله هو المتكلم ففيه إثبات صفة الكلام لله ولكن فيما يخبره عنهم أما الأشاعرة فلا يثبتون صفة الكلام لله جل وعلا. بل يجعلون القرآن حكاية وهذا يؤول إلى القول بخلق القرآن كما صرح بذلك طوائف من الأشاعرة حيث يقولون بأن القرآن مخلوق، يريدون بذلك نفي صفة الكلام عن الله، إذ لو قالوا: بأن القرآن هو كلام الله لأثبتوا صفة الكلام ولكن حين قالوا بأن القرآن حكاية عن كلام الله، قالوا بأن الله لم يتكلم. حينئذٍ نفوا صفة الكلام عن الله ووصفوا الله بالخرس تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا.

30 - لِمَ لم يكفر أهل السنة والجماعة الأشاعرة وهم يقولون بنفي صفة الكلام عن الله، ونفي صفة الغضب عن الله ونفي صفة الرضا عن الله، ونفي صفة المحبة عن الله، ويقولون بأن القرآن حكاية عن كلام الله وهذا يعني أن القرآن مخلوق؟ فالجواب: أن أهل السنة مختلفون في كفر الأشاعرة. خلافاً لمن ذكر من المتأخرين بأن أهل السنة لا يكفرون الأشاعرة فهذا النقل مغلوط. صحيحٌ أن أكثر أهل السنة والجماعة لا يكفرون الأشاعرة لكن هناك طوائف تكفر الأشاعرة لأمور:

الأمر الأول: أنهم لا يثبتون علو الله على خلقه وهذا كفر لأن النقل والعقل يثبتان ذلك. والأدلة في هذا قطعية.وحين حكى ابن القيم مقالات العلماء في كفر من أنكر علوا الله على خلقه قال فيما بعد يحكى قول النعمان وجماعة قال:

وكذلك النعمان قال وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان

من لم يقرَّ بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان

ويقرَّ بأن الله فوق العرش لا تخفى عليه هو اجس الأذهان

فهو الذي لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان

وينكرون أخبار الآحاد وهذا في الجملة كفر، ويلحدون في كثير أسمائه وصفاته، ويقولون عن القرآن بأنه مخلوق، ولا يثبتون صفة الكلام لله , ولهم غير ذلك مما يُكَفَرون به.

الذين لم يقولوا بتكفيرهم قالوا: لأن لهم شبهةً أقوى من شبهة غيرهم وتأويلا، فلا يُكفرون إلا بعد مناظرتهم وإقامة الحجة عليهم والبيان لهم.

فإن قال قائل: لماذا لا نكفرهم في الجملة ولا نحكم على أعيانهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير