الحالة الثالثة: عكس هذه المسألة وذلك أن تكون نيته لغير الله ثم يعرض له الإخلاص والعمل لله.
الحالة الرابعة: مشاركة الرياء من أصل العمل إلى نهايته فهذا العمل حابط، فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولاهم عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي ? قال: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري ـ أي صار العمل كله رياء وسمعة ـ تركته وشركه).
102 - قاعدة الرياء في العبادات مغايرة لقضية التشريك في العبادات فإن بعض الناس يخلط بين الأمرين ولا سواء، كأن يفعل عبادة لله من أجل تحصيل عبادة أخرى من ذلك ما رواه الشيخان عن ابن مسعود ? أن النبي ? قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
فالأمر بالصيام هنا لأجل حفظ الفرج ولأجل حفظ المرء من الوقوع والولوغ في المعاصي.
الحالة الثانية: أن يكون الباعث على العبادة ابتغاء ما عند الله والمنفعة الدنيوية فهذا مباح، فمن ذلك قوله ? في حديث أنس في الصحيحين ((من أحب أن يبسط له في رزقُه وينسئ له في أثره فليصل رحمه)) ولكن الثواب لا يكون إلا على قدر النية الصالحة ولكن لو كانت إرادة العبد مقصورة على الدنيا دون الله والدار الآخرة كأن يجاهد من أجل المغنم أو لا يتعلم إلا من أجل الوظيفة فهذا مأزور غير مأجور.
103 - المرائي لم يحقق قوله تعالى: ? إياك نعبد ? والمعجب بعمله لم يحقق قوله تعالى ? وإيَّاك نستعين ?.فإن تحقيق العبد للعبودية تُباعده عن الرياء، وتحقيقه للإستعانة تباعده عن الإعجاب.
فإن قيل ما الفرق بين الرياء والإعجاب؟!
فالجواب: أن الرياء من باب الإشراك بالخلق والعجب من باب الإشراك بالنفس، فمن حقق قوله: ? إياك نعبد ? خرج عن الرياء ومن حقق قوله: ? إياك نستعين ? خرج عن الإعجاب.
104 - أهل الوحدة: هم القائلون بأن الوجود واحد، ويجعلون وجود الخالق هو عين وجود المخلوقات، فكل ما يتصف به المخلوق من حُسن أو قُبْح فإنما هو المتصف به عندهم هو عين الخالق.
ومن كلامهم: ليس إلا الله، وعلى هذا عباد الأشجار والأوثان لم يعبدوا غير الله عندهم تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا.
وقد ذُكر عن المنتمين لهذا المذهب القول بأن عُبَّاد العجل مصيبون إذا كان لا ثمَّ إلا الله، فإن عباد العجل مصيبون على اصطلاحهم يقولون، وأن موسى أنكر على هارون، إنكاره عليهم عباده العجل.
وذكر عن جماعة عن هؤلاء القول: بأن فرعون من كبار المحققين، وأنه مصيب في دعواه الربوبية، هذا مذهب غلاة أهل الوجود.
105 - ومن جميل ما نُقل عن الإمام حماد بن زيد رحمه الله تعالى في قوله عن الجهمية، قال: ((مثل الجهمية مثل رجل قيل له: في دارك نخلة قال: نعم، قيل له: فلها خُوص؟! قال: لا، قيل له: فلها سعف؟! قال: لا قيل: فلها كرب، قال: لا، قيل: فلها جذع؟! قال لا، قيل له: فلها أصل؟! قال: لا، قيل له: لا نخلة في دارك)).
هؤلاء الجهمية قيل ألكم رب؟! قالوا: نعم، قيل له يد؟! قالوا: لا قيل: يرضى ويغضب؟! قالوا: لا، قيل فلا رب لكم، لأن الرب الذي ليس في العلو ولم يستوي على عرشه ولا يرضى ولا يغضب ولا يرحم ولا يحب وليس له شيء من الصفات هذا ليس برب.
106 - القرامطة حركة باطنية تنسب إلى حمدان بن الأشعث، يلقب بقرمط، وحقيقة هذا المذهب الإلحاد، ولا يؤمنون بالمعاد والعقاب ولا بالجنة ولا بالنار.
وقد دخلوا مكة سنة ثلاثمائة وسبعة عشر، واقتلعوا الحجر الأسود وقتلوا المسلمين، ولم يسترد منهم إلا سنة ثلاثمائة وتسعة وثلاثين.
ولهم معتقدات وأفكار كفرية يطول ذكرها.
107 - المعتزلة بدء فكرهم في البصرة على يد واصل بن عطاء، وقصته في اعتزال مجلس الحسن البصري مشهورة ويعتمد هذا المذهب على أصول خمسة تدور عليها عقائدهم:-
الأصل الأول: التوحيد، وهو في حقيقته تعطيل أسماء الله وصفاته والقول بخلق القرآن ونفي الرؤية في الآخرة، هذا هو توحيد المعتزلة.
إذا قيل التوحيد عند المعتزلة فالمقصود من ذلك نفي الأسماء والصفات عن الله والقول بخلق القرآن، وأن الله لا يُرى في الآخرة هذا توحيد المعتزلة.
الأصل الثاني: العدل، العدل محمود، لكن ما هو العدل؟!
¥