العدل كلٌ يحبه، الله أثنى على العدل، وأمر بالعدل، والفطر تحب العدل، لكن ما هو العدل عند المعتزلة؟!
العدل عند المعتزلة يقصدون به نفي القدر وأن العباد خالقون لأفعالهم.
والله جل وعلا يقول: ? الله خالق كل شيء ? وقال ? والله خلقكم وما تعملون ? لكن هؤلاء من الصم البكم الذين لا يعقلون، وهذا واضح.
الأصل الثالث: إنفاذ الوعد والوعيد
الأصل الرابع: القول بمنزلة بين المنزلتين لأصحاب الكبائر، هم يرون تخليد أصحاب الكبائر في النار.
الأصل الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقصدون به الخروج على السلطان الجائر، وينكرون شرط القرشية في الإمامة فهذه هي الأصول الخمسة للمعتزلة.
[الشريط الثاني عشر]
108 - عزيز قيل عنه: بأنه نبي وهذا المشهور عند الأكثر، وأنه نبي من أنبياء بني إسرائيل كانت فترته بين داوود وسليمان وبين زكريا ويحيى.
وقد قيل: إنه لم يكن يحفظ في بني إسرائيل أولما لم يبقى في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بني إسرائيل، وقيل: إنه ليس بنبي لأن النبوة لا تثبت إلا بدليل إما من الكتاب أو السنة أو ما أخذ منها كالإجماع قالوا: بل كان عبداً صالحاً حكيماً.
109 - قال المؤلف: (ومنهم من يعبد أجزاء أرضية) قال الشارح: وأعظم من ذلك ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الفتاوى في المجلد الرابع، أن منهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام، كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب والأصنام، وأقام الأدلة على حُسن ذلك ومنفعته ورغب فيه.
وقال الشيخ رحمه الله تعالى وهذه ردة عن الإسلام بإتفاق المسلمين، وإن كان قد يكون تاب من ذلك وعاد إلى الإسلام.
وقد استدل بقول شيخ الإسلام ((وهذه ردة))، بعض المتأخرين على تكفير الرازي وإصدار الحكم عليه بعينه وفي هذا نظر.
فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من أبعد الناس عن تكفير المعين الجاهل أو المتأول حتى تقوم عليه الحجة، وقد صرح بذلك في مواضع من كتبه، وصرح أيضاً في مواضع بإسلام الرازي ولكنه ذمه على اشتغاله بعلوم المتكلمين وبالفلسفة التي لا يجني صاحبها منها شيئاً.
بل الرازي هو القائل:
نهاية إقدام العقول عِقَال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تُروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أَقرأُ في الإثبات ? الرحمن على العرش استوى ?، ? إليه يصعد الكلم الطيب ? وأَقرأُ في النفي ? ليس كمثله شيء ?، ? ولا يحيطون به علما ? ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)).
وحينئذٍ نقول يجب رد كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى الصريح إلى كلامه المحتمل فيزول الإشكال لأن تكفير النوع غير تكفير العين وهذا متفق عليه بين أهل السنة بخلاف الخوارج والمعتزلة، الذين لا يفرِّقون بين النوعين.
ولا يعني هذا أيضاً أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لا يكفر المعين مطلقاً، فهذا باطل أيضاً، فالذي يعمل مكفراً أو يقوله وتقوم عليه الحجة فهذا كافر على التعيين فلا إفراط في هذا الباب ولا تفريط.
لأن بعض المتأخرين يغلو في التكفير حتى آل بهم الأمر إلى تكفير جماعة من العلماء بسبب التأويل، أمثال الإمام النووي والإمام العز بن عبد السلام، والحافظ الذهبي، والحافظ ابن حجر بسبب ما وقع لهم من بعض الأخطاء في المسائل العلمية والمسائل العملية.
110 - وقد كان أئمة السلف يكفرون مقالات الجهمية، وكان كثير منهم بما فيهم الإمام أحمد يتورع ويبتعد عن تكفير أعيانهم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الثالث في الفتاوى، وذكر ذلك في المنهاج، وذكر ذلك في درء تعارض العقل والنقل.
فكيف يمن يكفر أهل السنة بعدم تكفير الجهمية أو أصحاب المقالات والأخطاء الكفرية علمية أو عملية فلا يعرفون العذر بالتأويل، لا يفرقون بين النوع والعين، ويُخَيَّل إليهم أن ما جاء عن السلف بأن من قال كذا فقد كفر، أو أجمع العلماء على من فعل كذا فقد كفر، أن هذا يصدق على العين من كل وجه.
111 - الجهل نوعان:-
¥