تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

141 - من ثمرات الإيمان بالقدر:- 1 - أنه طريق التخلص من شرك المجوس، وأنه يزيد في الإيمان ويكتسب في ذلك قوةً وثباتاً وشجاعةً وإقداماً على الحق، لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه. 2 - والقدرة على مواجهة الصعاب والابتعاد عن الجزع.3 - اكتساب التوكل واليقين، ومن كان إيمانه بالقدر خيره وشره أتم كان توكله ويقينه أكمل.4 - الإخلاص لله رب العالمين لأنه يعلم ما قُدِّر له سوف يأتيه، وأن التطلع إلى مدح الآخرين لا يجدي ولا يغني عن صاحبه شيئا. 5 - أنه طريق التخلص من أمراض القلوب من الحسد وغيره.6 - عدم اليأس من مواجهة الصعاب والإيمان بانتصار الحق ولو تكالب عليه الأعداء، فإن وعد الله حق، ومهما تمهدت سُبل الضلال ومهما قويت شوكته وعلت أصوات أهله، فإن الحق سوف ينتصر وسوف يكسر شوكة أهل الباطل، وسوف يذل أهل الفساد ويرغم أنوفهم. 7 - إحسان الظن بالله جل وعلا وقوة الرجاء وفيه غير ذلك.

142 - قول ابن عباس رضي الله عنهما: ((الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن آمن بالله وكذَّب بقدره نقض تكذيبه توحيد)). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة، والآجري واللالكائي وابن بطه في الإبانة، وغيرهم من طريق سفيان الثوري عن عمر بن محمد رجل من ولد عمر بن الخطاب عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا إسناد فيه إبهام ولا يصح.

143 - صح عند أبي داوود وابن ماجه وأحمد وغيرهما من طريق أبي سنان عن وهب ابن خالد عن ابن الديلمي فيما يرويه عن ابن مسعود وأُبي بن كعب أن النبي ? قال: (لو أنفقت مِثل أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبله الله تعالى منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك).

144 - المؤلف يقول ((ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه لأزاله)) ولفظ الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج: ((ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه كان مأموراً بإزالته لأزاله)) والفرق بين المعنيين واضح وظاهر.

فالمؤلف رحمه الله تعالى حذف لفظه ((كان مأموراً بإزالته))، والإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ذكرها، وبدونها يتغير المعنى بل ويفسد، لأن ليس من التوكل على الله في شيء أن يحاول إزالة ما لا يمكن إزالته إلا إذا كان مأموراً بإزالته، أو مما يمكن في دنيا الواقع إزالته.

فابن القيم يقول: ((وكان مأموراً بإزالته)) أي: مما يجوز إزالته، ومما يساعد على ذلك الأمر الواقع.

قال الناظم:

ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار

وهذا القيد ((وكان مأموراً بإزالته)) أهمله المؤلف وهو ضروري في صحة المعنى ويحتمل قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ((وكان مأموراً بإزالته)) معنى آخر، وأن المأمور يقصد به المشروع، وهذا يشمل غير معنى أيضاً.

145 - سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن التوكل فقال: ((التوكل عمل القلب)) وقد قال العلماء بأن التوكل لا ينقسم إلى أقسام لأنه عمل القلب، فلا يصح التوكل إلا على الله جل وعلا، ولا يصح أن تقول للمخلوق ((توكلت عليك)) بل تقول: ((وكَّلْتُك)) لأن التوكل هو التفويض والاعتماد وهذا على وجه الإطلاق لا يصح إلا لله الواحد القهار. قال تعالى: ? وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ? وقال تعالى: ? ومن يتوكل على الله فهو حسبه ? وقال تعالى: ? وتوكل على الحي الذي لا يموت ?.وقد منع غير واحد من العلماء أن تقول: ((توكلت على الله ثم عليك)) لأن التوكل عمل القلب ولا يصح في هذا الباب الإتيان بـ ((ثم)) المقتضية للترتيب والتراخي.

ولا بأس أن تقول ((ما شاء الله ثم شئت))، والمشيئة تختلف عن التوكل لأن التوكل عمل القلب ولا يصح إلا الله، وفيه من أجاز هذه المسألة وأجاز أن تقول: ((توكلت على الله ثم عليك)) وهذا فيه نظر، لأن التوكل عمل القلب، فلا يصح التوكل على المخلوق، فلا يصرف التوكل إلا لرب العالمين، وهذا من الخصائص التي لا يَشْرَكه فيها المخلوق ولو أتى بـ ((ثم)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير