169 - لفظ العارف لم يكن مستعملاً في عصر الصحابة والتابعين وإنما شاع استعماله حين كثُر المتصوفة في العالم الإسلامي وتلقى ذلك عنهم بعض العلماء، ولا مشاحة في الحقيقة في الاصطلاح وفي صياغة اللفظ حتى يُفهم المعنى فنميز بين ما هو حق وبين ما هو باطل، وإن كنت أرى الابتعاد عن هذا اللفظ حيث ما يقال عن العالم أو عن الزاهد بأنه عارف، لأن للصوفية مغزى حول هذا اللفظ ولاسيما أن الله جل وعلا أغنانا بلغتنا وبالاصطلاحات الشرعية الموجودة في عصر الصحابة وعصر السلف نتعامل بها أولى من التعامل بالألفاظ الصوفية.
170 - النبي ? قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) رواه أهل السنن بسند صحيح.
171 - حديث أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي ? قال: ((كان ? يصلي أربعاً قبل العصر)) وهذا إسناده جيد.
172 - جاء في حديث محمد بن عمرو عن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي ? قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وسوف تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة).
وجاء في حديث عبد الرحمن بن زياد الأفريقي حين سُئل النبي ? عن هذه الفرقة قال: ((هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)) وهذه الرواية ضعيفة ولكن معناها صحيح.
وجاء في حديث معاوية عند أبي داود وغيره قبل من هم يا رسول الله قال ((الجماعة)).
173 - مما يروى عن الإمام الشافعي أنه قال:-
اصبر على مُر الجفا من معلم فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مُر التعلم ساعةً تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابه فكبر عليه أربعاً لوفاته
وذات الفتى والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
[الشريط العشرون]
174 - قوله ? (الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) هذا الخبر رواه أبو يعلى في مسنده والبزار وغيرهما من طريق يوسف بن عطية قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن النبي ? قال، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً ويوسف بن عطية متروك الحديث وقد حكي الاتفاق على ضعف هذا الخبر، وهذا الصواب، فإنه لا خلاف بين أهل الحديث في نكارة هذا الخبر.
175 - قال ?: (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) هذا جزء من حديث رواه أبو داود والترمذي وغيرهما من طريق عاصم بن رجاء بن حيوه عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء وهذا إسنادٌ ضعيف وفيه اختلاف.
ولكن لا ريب أن العالم أفضل من العابد، وهذا ليس لكل عالم، إنما هو للعالم العامل الذي جمع مع العلم العبادة
176 - قال النبي ?: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) والحديث متفق على صحته، وقد احتج به الإمام أحمد رحمه الله تعالى على أن الجهاد قائم إلى أن تقوم الساعة ولا ينقطع الجهاد أبداً إلا حين العجز عن تطبيقه والعمل بمقتضاه.
177 - قال ?: (إن الله وملائكته يصلون معلمي الخير) هذا الخبر رواه الترمذي رحمه الله من طريق سلمة بن رجاء قال حدثنا الوليد بن جميل قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي ?، وهذا خبر لا يصح فيه عدة علل، وقد قال الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالى الوليد يروي مناكير عن القاسم، والقاسم مختلفٌ فيه.
178 - قال ?: (إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها) هذا الحديث رواه الترمذي رحمه الله تعالى من طريق محمد بن يزيد الواسطي قال حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوه عن قيس بن كثير ويقال كثير بن قيس ـ عن أبي الدرداء وأعله الترمذي بالانقطاع، ورواه أبو داود وابن حبان وجماعة من طريق عاصم بن رجاء عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن الدرداء وفي داود بن جميل وكثير بن قيس كلام والخبر ضعيف قد جاء في إسناده اضطراب.
179 - من جميل ما ذكره الشيخ عبد العزيز الجرجاني رحمه الله تعالى أنه قال:
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ومن أكرمته عزة النفس أكرما
وما زلت منحازاً بعرضي جانباً من الذم أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل هذا مشرب قلت قد أرى ولكن نفس الحر تحتمل الظما
وما كل برق لاح لي يستفزني ولا كل أهل الأرض أرضاهم منعما
¥