فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأمة يقال لها روضة: (قومي إلى هذا فعلميه، فإنه لا يحسن يستأذن، فقولي له يقول: السلام عليكم أأدخل؟ فسمعها الرجل فقال: أأدخل). ذكره ابن حجر في ترجمة روضة من (الإصابة) ـ وعن ريحانة قالت: جئت عمر فقلت: أألج؟ فقال لي: إذا جئت فقولي: السلام عليكم فإن قالوا: وعليكم السلام، فقولي أألج؟.
2ـ أبقاك الله: قال السفاريني: (قال الخلال في الآداب: كراهة قوله في السلام: أبقاك الله.
أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد ابن حنبل قال: رأيت أبي إذا دعي له بالبقاء يكرهه، ويقول هذا شيء قد فرغ منه).
وذكر شيخ الإسلام (رحمه الله) أنه يكره ذلك، وأنه نص عليه أحمد وغيره من الأئمة، واحتج له بحديث أم حبيبة لما سألت أن يمتعها الله بزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبيها أبي سفيان، وبأخيها معاوية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنك سألت الله لآجال مضروبة، وآثار موطوءة، وأرزاق مقسومة، لا يعجل منها شيء قبل حله ولا يؤخر منها شيء بعد حله، ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار، وعذاب في القبر كان خيراً لك).
3ـ أرى الله أمير المؤمنين:
قال سفيان الثوري: كتب كاتب لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ هذا ما رأى الله ورأى عمر، فقال: (بئس ما قلت: قل هذا ما رأى عمر، فإن يكن صواباً فمن الله وإن يكن خطأ فمن عمر). انتهى.
وذكر ابن القيم رحمه الله: كتب كاتب بين يدي عمر حكماً حكم به فقال: هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر، فقال: لا تقل هكذا، ولكن قل: هذا ما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. أ. هـ.
4ـ استووا:
يحصل الغلط في هذا اللفظ من جهتين:
الأولى: فتح الواو، فيكون إخباراً، وحقه الضم ليكون أمراً.
والثانية: اقتصار بعض الأئمة على هذا اللفظ في تسوية الصف، دون تحقيق المراد من استواء الصف بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله، ويؤكد عليه، ويهدي إليه.
5ـ أصولي:
من الجاري في مصطلحات العلوم الشرعية: أصول الدين، ويقال: الأصل. ويقصد به: علم التوحيد ومنها أصول التفسير، أصول الحديث، أصول الفقه. وإلى هذا اشتهرت النسبة للمبرز فيه بلفظ: الأصولي. وعنهم ألف المراغي كتاب: طبقات الأصوليين.
ـ ولكن في أعقاب اليقظة الإسلامية في عصرنا، وعودة الناس إلى الأخذ بأسباب التقوى، والإيمان، والتخلص من أسباب الفسوق والعصيان، ابتدر أعداء الملة الإسلامية هذه العودة الإيمانية , فأخذوا يحاصرونها ويجهزون عليها بمجموعة من ضروب الحصار والتشويه، وتخويف الحكومات منهم، ومن نفوذهم ... ثم قال: جلبت مجموعة من المصطلحات المولودة في أرض الكفر، تحمل مفاهيم سيئة إلى حد بعيد وكان منها هذا اللقب: (الأصولية) والنسبة إليه أصولي.
6ـ الأصولية:
الأصولية، الراديكالية، النضالية، الخلاص ... العهد السعيد جميعها وأمثال لها من الألقاب الدينية مصطلحات أجنبية تولدت حديثاً في العالم الغربي، أوصافاً (للكهنوتيين) المتشددين.
فإذا أخذنا هذا المصطلح (الأصولية) نجد حقيقته كما يلي: أنه يعني في بيئته الأصلية ـ العالم الغربي ـ فرقة من البروتستانت تؤمن بالعصمة لأفرادها الذين يدعون تلقيهم عن الله مباشرة، ويعادون العقل، والفكر العلمي، ويميلون إلى استخدام القوة والعنف في سبيل هذا المعتقد الفاسد فمصطلح الأصولية، وما في معناه هو إذ: لإيجاد جو كبير من الرعب والتخوف من الإسلام ومقاومة من يدعون إليه.
7ـ زمان سوء:
أي: سب الزمان بمعنى الدهر.
قال السكوني: ويقول قائلهم: (هذا زمان سوء) وليس لهم في الزمان نفع ولا ضر، فيعود اعتراضهم إلى الفاعل سبحانه وتعالى.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) أي: فإن الله هو الفاعل وحده دون الدهر وغيره لأنكم إذا سببتم الدهر، لأنه يفعل بكم الضر، وهو في الحقيقة لم يفعل شيئاً فيصير سبكم للفاعل على الحقيقة وهو الله سبحانه وهو كفر. انتهى.
8ـ هلك الناس:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الرجل: هلك الناس فهلو (أهلكهم). رواه مسلم والبخاري.
قال النووي في شرح الحديث: (أهلكهم) برفع الكاف وفتحها والمشهور الرفع ...
وقال الحميدي: والأشهر الرفع أي: أشدهم كلاكاً قال: وذلك إذا قال ذلك على سبيل الازدراء عليهم والاحتقار به، وتفضيل نفسه عليهم لأنه لا يدري سر الله تعالى في خلقه.
وقال الخطابي: لا يزال الرجل يعنف الناس ويذكر مساويهم ويقول: فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذاً فهل ذلك فهو أهلكهم، أي: أسوأ حالاً منهم فيما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم.
وقال مالك: إذا قال ذلك تحزناً لما يرى فيه الناس قال: يعني من أمر دينهم، فلا أرى بأساً. وإذا قال ذلك عجباً بنفسه وتصاغراً للناس فهو المكروه الذي نهى عنه.
ولعل في هذا كفاية
¥